كَفّ :
من زجاجٍ قلبُك ؟
في قلبي يا حبيبي يتوالدُ الحَجرْ .
أجَلْ .
أفوحُ بالشوقِ إليكْ .
أرتجفُ من بردِ صوتي الذي لا يُعاكِسُ أُذنكْ .
لكنّ بي من اللامُبالاةِ ما يخوّل أن أصافحك مُبتسمةً / قائلةً :
هلاّ رافقتني في موعدٍ حافيَ الغرام لأصنعَ وداعاً يليقُ بك ؟
لأنّ لِـ قلبي قَدمين ,
تجيدُ السيرَ في طرقِ الصبر واثقَة .
ها أنَا أتمشّى على وحدَتي , مُستمتعةً بدغدغةِ الفجيعة لهُما !
فَ مرحباً مرحباً يا حبيبي .
ها أنَا أُمشّط طرق الحديث إليَك .
لأُخبرك بِـ فضيحة !
ما دامتِ الأسرارُ يا حبيبي , باتت تتناسلُ من بين أصابع القلوبِ كَ الخيوط .
قَلبي يا حَبيبي : تعثّر بـ خيطِ غبنه المُلقى بجانب رائحتكَ التي دهستُها رقصآ .
و قلبي يا غريبي : اقتلعَ ظفرَ صبره عن لحمِ الأعذار التي يلتمسُها لك مع كُلِّ عرقٍ يسيلُ خيبةً
على سكيّنِ حقائبِكْ المُلوّحةُ دائماً .
مفضًوحٌ قَميصُ لا مُبالاتي يا حبيبي , لا يسترُ من عَورةِ البُكاءِ شَيءْ .
فَ قُل للخزانة : أن تستريحْ !
عُريُّ وحدتي بعدك , لا يُحرِجُ صدري .
فقَط , هبني طريقاً لا يُزاحم خطوَة الضَحكِ سخريةً من ( ثقة خطواتي ) التي تشي بذهابي
لِـ موعدٍ يتأبّطُ إنتظاركَ لي بينما الواقعُ أنّي أزورُ قبرَ غيابك !
ثُمّ اضرِب لي موعداً حافيَ الغرام لأُخبركَ بِـ فجيعَة !!
و هَبني شارعاً بِـ إنارةٍ مكسورةِ الضَوء لأجُفّف بمنديلِ العتمةِ ماءَ الشوقِ
الذي يُبلّل وجه الأملِ بِـ عودتكَ , كلّ وضوءٍ أزعمُ بعدَه صلاةً أتوبُ بها منكْ .
وَ هبني سكّةً أفترشُها و فقري بعد حُضنك , لأُعانقَ الإسفلتَ فأطربُ لحصولي على حضنٍ يشبهُكَ في شيءْ .
وَ هبني رصيفاً أشحذُك بِه , لأتعفّف عن الأيادي التي تدسُّ في أصابعي رائحة دفءٍ تُحرِّض أن أتأبّطها
و أشمٌّ رائحة الشبع مِنك .
وَ هبني موتاً , أرتاحُ فيه من مشاوير هباتِكَ في الأعلى حينَ أفرغُ منها , لأنّك ما عُدتَ لي و آمنتْ .
ثُمّ هَب والداي ( ابنةً بكرَ ) يتعوّضاني بها , فَ أنا ما عادَ يُؤخّرني عن المُضيّ شيءْ .
و أقيموا بعدها العَزاءَ على سمراءَ حينَ جاعتِ التَهَمَتْ قلبَها !!
و لا يبكِيَنَّ أحَد .
فأنَا لن أُسامحَ دمعةً , كَم كنتُ أحتاج أن أمسحَها عن عينِ اشتياقكُم لي و أبلّل قمصانكُم بِـ ضحكي .
و لا يذكُرني أحَد .
فأنا لَن أغفَر ذنوب النسيانِ التي أرهقتُ ذاكرتي بـ عدم ارتكابها علّ قطاراً يُلقي بكم في محطّتي ذاتَ صيفْ .
و لا يبتسم لصورتي أحَد .
فَ كم أنا مُحتاجةٌ لشخصٍ يبتسمُ لقلبيَ الآن و ما حولي أحَد .
رفقاً بكُم .
فما بكتِ الشياطينُ في يومٍ , ملائكة اليسار التي تُسجّل خذلانكُم في ( صحيفةٍ بيضاءْ ) !!
و رأفةً بأظافركم التي تقضمون .
فلا أظُنّ أنّي سأدخِلُ بِـ ظلم أحدكم ليَ النارْ لأنّي , مُساااااااااااااامحة .
و لا تشهقَ فرحاً بـ اعترافِ السماحِ هذا يا حبيبي !
فَ والله لن يُسامحك قلبك إن صحَى يوماً و عرف أن الوقت مُتأخِّرٌ على
الاعتذار لي عن كُلٍّ سفرٍ ما قصصتَ لحاجتي لك معهُ تذكِرَة .
أقدامُ قلبي يا حبيبي . لا زالت تتمشّى .
( واثقةُ الخُطى ) لا يُعرقلُها عن الرحيل | حَنينْ .
( واثقةُ الخُطى ) لا تؤلمُها شظايا الفقدِ التي تفترشُ باطنَ إحساسها !
( واثقةُ الخُطى ) لا تعرفُ كيفَ | تعُود .
بعدَ أن مرّت بِـ شارعك مرّتين و ما فتحتَ لتلويحتها نافِذةْ .
قُبلَة :
إذا مرّيتك و ( فَاحت ) تناهيدي , وجَل أحمَقْ .
تَعطّر بَي بُكا , ضيّع مناديلي !