رسالة، لن تكن مقروءة يوماً .!
قبل أن تُسرح النافذة أنخعتها لتقضي صباحها في استنشاقِ صوت العصافير
كانت أهداب القلب قبلها بِقليل مُبلله بالحنين
وسيجارتك آخر ما سقط على عُشبةِ الحُلم الطافية تحتَ عيني
دَهستها اليقظة ، تلاشت خيوط المنام من لُفافةِ الصحوة
ولم تعد لكَ رائحة بعدها !، سِوى رمادك يفوح فِي عيني
هذا الرماد الذي كلما ازددتُ فيك جنوناً تناثرَ على قامتي المتصاعدة فرحاً
حيثُ صُحبتي تنعتُني وأحاديثهم تشتهِي قضمِي حتى لا يبقون من قلبِي قِطعةً تتباهى بك
أنهم كانوا دائماً عنك، كما المداخن على رأسِ المنازل،
ينشرونَ سمومك حول أي ذكرى أتنفسك فيها
على أي بُقعةٍ من الكلمات تفترشُ ظل سيرةٍ لك،
أشد ما يُسنن الرعشة في جسدي ، هو ذلك الشعور
الذي يطرقني بِقوه ترتجفُ على إثرها مبادئي
بأنك الحقيقة التي لا بد لحياتي أن تتعرفَ إليها
وتنتظرها أنت مني بفارغ صبرك بملأ نسائك ورهاناتك وكؤوس خمرك
وتمكن خبثك من كل شيء وسريان طيبتك في أصغرِ أمر ،
هذهِ الطيبة التي يتمتعُ بها أطفالُ الحي ونسائهِ الكبيراتِ في السن اللواتي دائماً
ما تجد في أحاديثهم ما يجعل يدي جدتك تنبتُ أُخرى صوبَ السماء،
وعلى شعرِ رأسك ، هي وحدها من توقظ بدفئها طفلُ الحنين الغافي بصدري
الذي طويلاً ما يبكي حاجته لِـ أن تضمهُ مبالاتك
كيفَ لصوتِ أنّات السُلم العالقة برأسِي أن تتفتت ليطؤها النسيان مِراراً،
وضربك لرأسك ما زال يخفق في عينِي ؟
لم تكن لتدرك على أيةِ حال كم أردت لهذهِ الرأس أن تُقيم على صدرِي
ولا كم من المرات نزعت فيها هذهِ الضربة عقلي،
حتى أنني أرتكب أشياءً لم أخالها في الحلم، وأظل في خجل أن أقابلك عليها
بالرغم من أنني متأكدة لا يسع عقلك المخمور تذكر من أنت ،
بالنهايةِ أنا لا أعرف ما فائدة أن نكتب رسائل لن تصل
كأننا ننوي أن نُحدث جُرحاً بصوتنا ونبدأ في ملاحظةِ تفتقه مع كل كلمة،
لا أعرف لما الآن ،إذ كنت على تنفس عينيك للكون ، لم أملك الشجاعة
لأنصبَّ (الأحبك) حتى في حالات إغماء عقلك لتكون حينها المأوى
الذي تسكن تحت سقفهِ أفكارك، والذي لن تنسى أن تعودَ إليه كلما
لفح التشرد طريقك، على الأقل حِين جرحَ توجعك عيني وأدركت
أنهُ شيئاً منك يُشارف على الألم ،
تناثر روحك بعيداً عن حاويةِ جسدك، خطواتك المنسكبة عن قبضةِ الأماكن، دمُ رأسك المتغلغل في الضياع ، أموراً لا تنالُ من صمتِي فحسب أنها تعترضُ أنفاسِي أن تمرَّ إلى هذا الكون الذي انتهى جماله على يدِ فقدك ، لن ينفعني الآن أن أصرخ بها عرض حياتي ولكنني سأفعل رأفةً بهذا القلب الذي طويلاً ما عاشَ مشنوقاً على متنِ الصمت ، ولا برأفة! ____________________________________
كم كان سهلاً أن نكونَ بٍخير ، وبِحوزتك ضِحكةٌ رائعة
وبِي كِذبٌ أبيض ... |