صمت البيوت البعيدة يتلف أعصابي
أشعر بعين المكان أحْيان تقراني !
ألمح شبابيك , خرسا وأنده أحبابي
الدار خاوي .. وصمّت الباب بكّاني
وش فينيّ الليله ألْثم , طيف غيّابي
وأحسّ موج الحنين العذْب يغشاني
تجسّمت صورة الغايب على أبوابي
كنت أختضنها وأنا وآهم ووحداني
ذابل وملح الحزنْ , منثور بأهدابي
طعم الليالي سهر والنوم جافاني
نحيب أنشودة الغربة تغنّى بي !
جاثم على عوديّ الشاحب وأغصاني
أهيم حافي الفرح , والضّيق في كْتابي
يا طول هذا الطريق اللي تولاّني ,
يا آخر الدروب وأوّل من تمادى بي
ليت البيوت اللعينة , تفهم أحزاني !
- محمد بن منصور -