.
الأشياء الصغيرة تأخذُ حيزاً من تفكيرنا بل و تجندهُ لها وحدها في ساعات الذهاب معها إلى حيث ما تقودنا دون العَودة بِـ نتيجةٍ
أو وصفٌ مقنع لِـ أمرها الهين في ظاهرةِ المتمكن و بشدة في إبداعه الداخليّ .. لِـ ألاّ أنتشّي كثيراً و أتواتر مع الحديث
بِـ جزئية لا تنتميّ لِيّ وحديّ بل تتفاقم بِـ ظهورٍ حياديّاً في بقيّة وجهتها و لأن الأمر لا يعنيّ سوايّ , وفما سواي وما دوني و بي
أمرٌ ذو حدٍ واحد مستقل ومأخوذ بين أرقةٍ ليست من عادتها أن تخرجنيّ بِـ سُلطة متكسبة من ثناءٍ جُمد لِـ فترة و استقبلتهُ
بِـ حرارةٍ فأذبتهُ ولم يعد هناك ما يُنعتُ بهِ أو يذكرنيّ فيهِ ..
كَفها الصغيّر جموعٌ من تدبرٍ أسقى مَسافات لم تعهد أن لِـ الحِين ملجأ مُبارك , و لم يجرأ على ارتكَاب ظواهر العَقل حتى لا
يتجنى فَـ يُشّهد و يُقتلُ طعناً دون أن يَكون هو ذاتهُ مخلّداً بين أعضاءٍ باتت تُساير الذات بِـ رغبةٍ عمياء , وموصلة إلى حدود الشك
في أريحية ما عليهِ الجسَد وما عَلا ذلك إلا اجتهادٌ من عقلٍ اجتاز حدود الظلام إلى منابر لم يَكن لِـ أحدٍ أن يتخطى جمال الصُدف
و حقيقة لم يكن لِـ أحد أن يجتاز باب الصدفة إلاّ بِـ طريقة شبهُ دمويّة تتحرك بِـ هيجانٍ متتالي لا يُلقي أموراً تخصُ حضاراتِ الآخرين ..
و شامةٌ بِـ ذات النسيج المُغطى بِـ حبٍ قَوَدَ الحُطام أشباه رميم و أتخذ من التصاعُد أبجديةٌ أفاقت على سُلمٍ ينقشُ جريان الماء بِـ عفويةٍ
لم تُهدر .. اتكأت لِـ تُوقظ الليل في بريقهَا فما هيّ عليهِ ومن تُشاركها , هي وحدها التي تستحق أن تتحرر بها و تدنو على
ظاهرِ كفها ..
و أصابعها الممتلئة بـ ضَوء يطمئن بِـ سحبٍ متنقلة في أفقٍ عائم ,أزاح الأرائك و ابتكر التلامس و وشوش إلى آنية من فخار آن الهدوء
فلا شكٌ ولا انسكاب .. هي ليّ زوايا لِـ أشياءٍ ذات ضدٍ و عشقْ .. هي أرجوحة الثبات في محاولاتِ إفراغ ما بينها حتى تلجأ إلى عمقٍ
يُغذي الفجر بِـ أشعةٍ الشمس واحد واحد واحد .. لا شَك أن التَفرد مُوحشٌ أحياناً عندما يكون في الجزء الأكبر من حيّز التفكير ..
و الجدارة ليست سابقةٌ لِـ أفعال المنطق ولا مختزلة من حياةٍ متمردة استطاعت أن تُقضيّ كل شَيء لِـ ألفة الظل .. شَكلها الانسيابي
مع تحركاتِ مفاصلٍ أسرّت إلى الصمت أن يتوافق مع ترانيمها .. وضعٌ أستمد كُل شيء بِـ طوقٍ تأرجح بين نهايتها الأخيرة لِـ يلتقط
الكف بِـ شغبٍ ثم يقبضهُ إليه ويتحسسُ خطوطهُ و دقةِ تفاصيلهِ ..
أظافرها تلتصقُ بِـ الضَوء , تجعل الأبراج العاليّة كونٌ لِـ ألوانٍ تشتدُ كُلما أثقلتْ الحقيقة على اعتناق الخيال , بينها و بينها و بين بين بينها
اندماجاتٌ تجيء بِـ رموزٍ تَصهر حدسُ الجسد .. كُلما عبر سياجه وجده يراقص العطش وحده فَـ أكمل المنح و أٌغرق معه .. هكذا هي تنهتز
البياض لِـ تُخلق بِـ حدةٍ و جنون و اصطفاءٍ لِـ تنبأ أفاق رونقها الكلمات فَـ أقبلت موشومةً بِـ شهوةٍ ترغبها الأرض و السماء .. تُلتصقُ
بِـ ملكوتٍ أخرج رئتيه لِـ يتنفس قُربها .. جُن بِـ أقاصي الأحلام و الـ لآمكان في قسوتها , فما أعتلى إلى جانبِ الصَوت تَدفق في مخيلةٍ جُرّت
إلى ذلك الملكوت في رؤيةٌ و رغبةٍ أعطتها المعنى و اصطفت فَـ تَوجَل الشك و استيقن ..
لِـ أن الأشياء الصغير في أجسادِ الملائكة تُحجبُ عن أشقياء الدُنيا و لِـ أن صَوت الهوامش و الزفرة لا تعنيّ لهم شيئاً فَـ هذهِ النهضة تكادُ
أن تُراقص بِـ طربٍ خاصرة الأناشيد و تُربتُ على الأجنحة و تتمددُ في نبواتهَا و تنحتُ خيال كفِ امرأة تنتميّ إلى مقهى تزورهُ كل مساء
لِـ تخبأ حاستهَا بين كوبٍ و اعتناق و تغادر فيما بعد لِـ تبكي النوافذ و تغرقُ الأبواب بِـ دموع الغيم , و هي راحلة بِـ يديهَا الصغيرة إلى حيثُ الأمكنة
التي لا تنام فيها أعينُ المخيلة ..