مُقدّمة الأصبوحة :
صباحكم شعرٌ به يُعقد السحِر , ومنه يُجنى الدرُ , وعنده يُعاف التبرُ , وله يُشرح الصدرُ , صباحُكم قصيدةٌ في فنّها فريدة , تتهافت عليها القلوبُ قبل الأسماع .
صباحكم نظمٌ كالبشرى بالولد الكريم , قُرع بها سَمعُ الشيخ العقيم .
في عُرسِنا الأدبي , نُجلسكم في بيت شعرٍ هو خيرٌ من بيت تبر , نُطوف عليكم بفاكهة الكلام وهي أطيب من فاكهة الطعام , نسقيكم الحرف ماءً زُلال , وندسُ به السحر الحلال , نَزفُ إليكم القصيدةَ كعروسٍ كستها القوافي , وحلّتها المعاني , نُغنّي الحرف لحناً لا تَمُجّه الأذان , ولا ترده الأذهان .
في عُرسنا خالفنا درب التبانة وأتينا بـثلاثة شموسٍ يرصعنّ سماواتنا هذا الصباح , لأجلكم جئنا بالربيع مبكراً , فأقبل يتبسّم , ويكاد من الحسن يتكلمّ , وتنفس الربيع فأسفر عن ثلاثةِ رياحين , أقبلن برائحة الجِنان , وراحةِ الجَنان .

ابنة الجامعة البارة , خريجتها بالأمس وشاعرتها اليوم ,يَهبُّ لعذوبتها نسيمٌ رقراق , وريثةٌ للجمال عن استحقاق , تحملنا إلى روضة من شعرٍ دبجتها أيدي الندى , وراضَتْها يدُ المطر , ريحانةٌ يُرددُ الروض خلفها :
شاعرتنا الأولى هي | نجاح الحربي .

كوكبٌ عاشرٌ يتهادى , تخطُ ثماراً على هيئة حِبر , و تتفوه أقماراً بصورة شعر , تقودنا ببديع البيان إلى جنّة ذاتِ أفنان , عيونها تنضحُ بـ :
شاعرتنا الثانية هي | أفنان أفندي .

تضرِبُ في قول الشعر بأعلى السهام , ترسمُ الدهشةً على أفواه الزهر , تأخذُ برقاب القوافي , وتملكُ شُمّ المعاني , تتخذ من السحر لها وسم , و عليها من أثر الحُسنِ وشم , يترددُ صوتها :
شاعرتنا الثالثة هي | أشواق الغامدي .


أنتم على موعد مع أحلى الشعر , وأنقى الدر , وأصفى القطر , ومأدبةٍ أدبيةٍ لا تعرف حد الشبع .