إذا أردت أن تصبح مثقفاً سعودياً فما عليك إلا ان تقوم بإعداد هذه الخلطة:
-حاول أن تُشاهد وأنت تَسْرحُ وتكثرُ من التفكير، وتبدأ بإنتقاد المُسلَّماتْ لتدخل عالم المفكرين وتصبح لك طريقتك.
-أبدأ بكتابة قصة قصيرة ومن ثمَّ رواية أو اثنتين وأغرقها بشئ من التقنية الجنسية علاوة على اختيار اسماء غريبة للشخصيات فيها مثل (عودة، وحمدة ..الخ)، وضمنها ...بإنتقادات لاذعة للتيار المحافظ وسلخ للعادات والقيم، وأطبعها بدور لبنانية مثل الساقي والفارابي (لأنه لن تستقبل معجزتك الروائية إلا هي، بعد إستنزافك مادياً).
-حاول ان تستخدم مصطلحات غريبة في حديثك مع الناس في المحامع ومن خلال مواقع الكتابة بالإنترنت لتنبئ بما تُكنّهُ من كثير ثقافة مثل مصطلحات: الدغمائية، بوتقة، أيدلوجيات، أنثروبلوجيا.....الخ
-زُرْ النادي الأدبي في منطقتك بين فينةٍ وأُخرى، حتى إذا دخل وقت معرض الكتاب الدولي بالرياض سهلوا لك زيارته بالتنسيق مع عملك وسكَّنُوكَ بفندق مداريم كراون لتلتقي مع المثقفين الجدد هناك، وأجعل همك كل همَّك ومنهتى الأماني عندك: أن تُدعى يوماً في المعرض لمنصة التوقيع، فهي أمنية كل مثقف، خاصة إذا كنت تسير في أروقة المعرض، ورأيت الأعين النجلاء تسترق النظر إليك والأفواه تتهامس بك.
-أيضا لابد أن تعتني بمظهرك الخارجي كثيراً، وخاصة تنسيق (السكسوكة) وحّدّة (الكوبرا، وبنت العطار)، ولابد من الساعة الفخمة البارزة في يسارك بجلدها الأنيق، والجزمة من ذات اللون بلمعتها الملفتة..
-وأخيراً حاول قدر إستطاعتك أن تحمل كتابا بيدك كثيرا، حتى وإن كان ثقيلاً على نفسك قراءته، المهم أن تحمله فقط معك في كل مكان تذهبُ إليه..
وعليه: أضمن لك لو حافظت على هذه الخلطة ستكتمل ثقافياً، وستصبحُ ممن يُشارُ إليه من أرباب المثقفين وزمرت الروائيين وثلة المفكرين المشهورين في منطقتك

____________________________________

{ منّي اجتهادٌ و سعيٌ في مناكبِها
..ومنكَ ياربُّ توفيقٌ و تيسيرُ ()*