أمي منذ غبتِ أصبح لمصحفكِ . وسجادتكِ وسَبحتكِ . والوسادة التي كنتِ تضعين عليها قدميكِ المتعبتين . أنين . أمي الحماماتِ التي كنتِ تجمعين لها ما يتبقى من كل وجبه بكتكِ كثيراً هذا اليوم لانها عادت من عند عتبة البيت وهي جائعه . والهرةِ التي كنتِ تضعين لها الماء كل يوم هي الأخرى نادت عليكِ كثيراً لكنكِ لم تردي عليها لأنك مسافرة . والراديو الذي كان يملء البيت سكينه بصوتِ المعيقلي لم ينشر سكينته في البيتِ اليوم لأن يدكِ لم تباركه هذا الصباح . والجرائد التي نطلبين من اخي الصغير ان يقرأ لكِ عناوينها بهتت حروفها وبكت عناوينها لانكِ لم تطلعي عليها هذا اليوم . أمي الوان حياتي لا أراها الا في عينيكِ ليتني لم اترككِ تسافرين . وليتني مسكتُ بيدكِ ولم اكن بين جدران هذا البيت لوحدي بدونكِ .
أمي كل شَيءٍ في البيت يبكي .