أنا ياصاح أخبرني ولاتواسيني . وحتى لكَ أن لاتأتي لي بصوتكَ . أخبرني انك واقفاً أمامي . خذ من بيني وبينكَ مسافة ماتريد . أبعد عن الطاولة والكراسي . فما حولي صغار هواء تتراكض .
أحب أن تحجز لي طاولتي بالقرب من النافذة ليس من أجل شي . أو من أجل أن أنتظر قدوم أحد . لن يأتي أحد والطريق مازال يُطبطب بِ الرحيل .
كل ماهنالك من قرب النافذة وجوه كثيرة . لاتعرفني . وربما من يعرفني شبهاً أو ربما من يعرفني بنفس ماكان عليه بِ مكاني الذي أجلس فيه . ربما ذكرته بِما كان .
بينما أني اتأمل من الركض البطيئ والسريع . ومن ركض موسيقى الشجر بتمايل رقصتها الشفافة بتحليقها . أتأمل من عديد الوجوه تلك والتي لم يأتني واحداً منهم بِ الرسمة التي ترسم بين يدي . لم اجد ملامحاً من شيئ منهم . وماكان بِ يدي الصورة التي علقت بِ ذاكرتي وصوتي . الصورة التي أوجدتني . التي أبكتني بِ التنفس الكبير . التي كلما أجدني أكتب توقيعاً بالورق بِ آخر السطر أو بصوتي حينما أتحدث مع نفسي : شُكراً ..
ياصاح .. إن كنت تتنظر رزقاً فَ أتي بي من القهوة الكثير ولاتقلق .