رد: العَالمُ مَسرحٌ كَبير !!*
إذن ! هذا هو الوحش الذي قالوا لك عنه في الحكايات . وهددوك به كثيرا أهلك . حين كنت لا تنصاعين لأوامرهم !
لكنك - ويالغباء البشر دوما- لم تتوقعين أن يكون الوحش الذي أرهبتنا بأوصافه الأساطير وأفلام الرعب بهذه الوداعة . لم تتصورين أن يكون له جسد عادي كبقية الناس . بأنه يرتدي ملابس تشبه ملابس والدك . أو عمك أو أخوك ! آآه ياطفلتي . الكبار أنفسهم يقعون في نفس المشكلة . لكن أي مبرر يمكننا أن نحتسبه لهم . فكما استدرجك معتوه منحط بلعبة . هناك من يستدرج الكبار كل يوم يابنتي بألعاب تتناسب وتطلعاتهم في الحياة . آآه ياصغيرتي . لا أخفي عليك سرا . الحياة تحتفظ بين جنباتها بالكثير من هؤلاء . من نفس الشخصية التي اعتقدت في السوق أنها شخصية لطيفة وتمد يد العون إليك . وما أن تستفرد بك حتى ترين الوجه الحقيقي لها . حتى ترين الغول الذي يختفي أحيانا خلف الإنسان ، ويظهر في لحظة خاطفة ومفاجئة !
سحقا ياابنتي كم أنت صغيرة على موقف مثل هذا . أتعلمين . لقد تخيلت كل لحظة تعاقبت عليك . كل التفاصيل التي يمكن أن تمر بتفكيرك أثناءء الاختطاف . كيف يمكن لذهنك الصغير أن يفهم هذا الموقف الذي عجزت حتى هذه اللحظة الأذهان الكبيرة أن تفهمه؟ كيف كان عقلك يفسر شكل الوحش ؟تصرفاته ؟ تهديده ؟ خوفه ؟ ارتباكه ؟ نزوته المنحطة وانحرافه النفسي ؟ هل استطاع عقلك أن يعمل ؟ إنها فترة طويلة ياصغيرتي . من الغروب وحتى بزوغ الفجر ؟ مالحوار الذي دار بداخلك ؟ وأي أمل خفف عليك وطأة الخوف والرعب واليأس ؟
...........
____________________________________ عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !
(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |