أنت من تكون : أنا المقهى .
وأنت من تكون : أنا الرجل أتيت بالموسيقى . بعد أن أخذت الرصيف ألحاني .
والأصوات أصواتي ..
يسمعها الآخرون وأنا لاَألتقي بهم . يرونني وانا لاَارى سوى صورة من صورتها .
جلبت بطريقي فنجان قهوة . وفي طريقي أغنيه .
تقول قصائد . من وجه الإلتقاء .
تقول طيراً .
تقول وطناً .
تقول فقداً .
تقول حُزناً .
تقول وحدةً .
تقول إسمي .
تقول شجرة .
تقول نسيان .
تقول غرباء بِ مقهى صغير على رصيف الشارع .
هنا المقهى مجاناً دائماً .
يسمعون . ويأكلون . ويشربون . ويتأملون . ويحكون .
هنا كان صغيراً . كبيراً . عجوزاً . إمرأة حامل . وصبية صغيرة .
وفقيراً . ورجلاً هزيلاً .
هنا غائباً . حاضراً . فاقداً . باكياً . ضاحكاً .
هنا جريدة . هنا مطر .
هنا ظلاً ..
هنا لاَأحد يسأل . وقد يسأل .
فهنا مقهى يتوقف الكلام . لأنه يُقدم الكلام بدلاً عنهم .
هنا موسيقى ذاكرة ..
قد تعرف حينها جهة سفركَ . أو اي جهة كنت ذاهباً إليها ..
..