غداً .. سأوقفهُم على الصراط!
أنا لا صوتَ يُوجِعُني ولا ذاكِرَة, إنّني اتخلّصُ من كُلّ شيءٍ بسهُولةٍ كما لم أكُن يوماً! إنّني ألقي ببعضِ الذكريات الّتي تُشكِلُ وباءاً خطِراً على سعادتِي بعيداً حيثُ لا أراها مُطلقاً أبداً , وأقفِلُ كُلَّ بابٍ يُؤدِي إليها ..
كُلّ الّذِينَ أبخسُوا حقّي يوماً عادُوا إليّ! علّمتني الحياة أنّ من يملِكَ دُرّة ويفقدها سيعيشُ طويلاً يُعاني الويلاتِ لأنّهُ فقدها أوّلاً , ولأنّهُ لم يُحافظ عليها ثانياً .. ليسَ شعوراً جميلاً أن يتألّمَ أشخاصٌ بسبَبك .. ولكن فلينالُوا ما يستحقُّونَهُ من هذهِ الحيَاة ألسنا لُكنا الألمَ مراراً لظُلمِنا أنفُسنا .. فليعيشُوا آلام ظُلمَ الناس ..
حينما أتحدَّثُ إليهِ , عن شخصٍ ما آذانِي .. يضحكُ ملءَ فاهِه .. لأنّي أندفِعُ تماماً وأترُكُ كلمةً أخيرة بعدَ أن أفرِغَ ما في جُعبتِي قائلةً "غداً سأوقِفُهُم على الصراط" ! فيضحكُ أكثَر ! .. وحينما أقولُ كلمتِي هذه أصمتُ أفكّر , وأقُولُ في نفسي .. هل حقّاً سأفعل !! وحينما أنظُرُ إليهِ أراهُ غارقاً في تأمُلِ حالتي الغريبة هذه ! ..
أخبرني بأنّهُ يُسامحُ كُلّ من أساءَ إليهِ وينسَىَ ولا يهتمّ مُطلقاً , الحقيقة هيَ أنّي لا أعاني صعُوبةً في العفوِ عن الناسِ ومُسامحتهُم ولكَنّي "أسامح بمزاجي مثل ما أضحك بمزاجي وأختار كل شي بمزاجي" .
في الجامعة وأنا أدرس تخصّصاً مُعقّداً كتخصصِي ! يُشعِرُني بالغثيانِ أحياناً , كنتُ مثلاً أكابدُ الويلات , كأن أجيبَ على سُؤالٍ بما أجابت عليهِ صديقتي , فأحصُل أنا على درجة (u) اللّتي تعني أني راسبة! فيما تحصُل صديقتي على درجة (s) واللّتي تعني أنّها ناجحة فيما إجاباتنا مُوحّدة تماماً .. وحينما أذهب لأناقش الدكتُورة! تُخبرني مرات بأنّها مشغُولة , وبعدَ أن أطرُق بابها عدد من المرّات حتّى أكادُ أتقيّأ تفاصيل وجهها ! ومن ثُمّ تُخبرني بأنّ إجابتي غير صحيحة .. وتطلب منّي إعادة السُؤال! وأعيد السُؤال بعناءٍ ومجهُود آخرين ولا أحصد غير درجة (u) إلى أن أسأم وأخبر صديقاتي بأنّي أريد إجابتهن جميعاً ! وفي كُلّ يومٍ أحملُ لها إجابة واحدة فلا تُعجبها بالرغم من أنّها قبلت إجاباتهنّ جميعاً ! حتّى تلتقي يوماً بالإجابة المناسبة على حدّ قولها .. وتُعطيني درجة (s) ! الّتي تعبتُ للحصُولِ عليها !
اممممممم .. لستُ مُضطرةً لأسامحها أبداً مُطلقاً ! وأرغبُ في تقيّئ وجهها وتفاصيل مُحاضرتها المُملّة عدد من المرّات في اليوم الواحد.
فيما لو سرقَ منّي أخي خمسة دنانير , بإمكاني مُسامحته ولمَ لا ! فأنا قادرة على ذلك وبُمنتهى الحُريّة بعدَ أن أعاقبةُ وأؤدِبَهُ بطريقتي الخاصّة ..
أمّا الرجُل الّذِي يسرِقُ خيرات وطن بأكمله ويُجيعُ شعبه فهذا أيضاً لا يُمكن أن نغفرَ له.
الفرق في الحالات الأولَىَ أنّها تظلُم برغبةٍ منها في الظُلم , والثانية وأنّهُ سرقَ لضعفٍ في نفسهِ وحاجته. الحالة الأولَىَ علاجُها صعب , الحالة الثانية علاجها أسهل .. أمّا الحالة الثالثة مُميتة تحتاجُ لأن نُمزّقَ وجههُ ونُسقطة رغماً عن أنفه . نستطيعُ أن نُسامح فقَط حينما نُريدُ أن نُسامح ! ____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
|