عالم بات مخيف وحياهٌ تكحلت بالأحزان ,,, الموت يسرق الأحبة والكون تلبد بمشاعر الحزن ,,,الحياة فقدت نكهتها ,,, ركام فوق ركام وحطام يطيح بالأركان هكذا باتت نظرتها صوب الحياة بعدما زُفّ إليها خبر رحيل والدها إلى عالم الراحل إليه يوما لا يعود...

أرسلت بالذكريات الجميلة الى رف بعيد المدى وأبقت فِ ذاكرتها هموما قابعة لا تنجلي كجلاء الظلمة أصبحت حبلا خفي يلتف حول عنقها يكاد أن يرسل بروحها إلى عالم الأموات ..

نزعت ثوب الفرح وارتدت ثوب الحداد ,,, أزاحت ورود الأمل ونثرات الفرح وألقت بأشواك اليأس ومشاعر الحنين المشتعلة بداخلها صوب دربها ,,, أسكنت الحكايا الموجعة طرقات ذهنها وباتت والدموع رفيقه وجنتيها اعتلاها الحزن وكأنه توأم وُلد معها...

غرفتها نسجت لها من عتمة الليل رداءا وارتدته ,, الخوف يعتلي ملامحها الطفولية ,, احتكر الألم قلبها أُسْدِلت ستائر الوحدة على حياتها ,, طرحت دفتر يومياتها وأقلامها بعيدا فقاموس الثمانية والعشرين حرفا لم يعد كافيا لوصف ما هي بصدده ...

تقمصت شخصية الغموض واعتزلت الجميع حتى بات الرائي إليها يظنها عجوزا فِ الثمانين من عمرها وهي بالحقيقة فتاه لم تتجاوز الرابعة عشر ,, سجادتها ومصحفها صارا رفيقيها الوحيدان كل ليله تبيت محدقة بنجوم المساء ترتقب ذاك اليوم الذي سترحل روحها إلى حيث والدها يرقد ...




منار مجدي
@nour_aleiman
4|1|1434