بعْدَ الانْتِصَاف...
..يُخرِجُ صندوقَ ذكرَياتِه من مخبئِه..يزيحُ ما ترَاكمَ عليهِ من الزَّمن....تحاوِلُ أصابعَهُ فتحَهُ بارتجَاف...يُخْرِجُ منه عَبَقَ ماضِيهما...الشيءَ تِلوَ الشيْء- في هَذا قِصّه و فِي ذَاكَ ذِكْرَى, فِي احْدَاها ابتِسامَه و أُخرَى يُخالِطُها الحُزْن- ..
حتّى وقَعت بيْن يَديْهِ صورةٌ لًها ... قشعَرِيرةٌ سَرت فِي عُروقِهِ المُلتهِبه...و كأنّه يَراها لأَولِ مرَّه...ارتعشَ قلِيلاً..دَمعَت عيْناه.. توقّفَ الزّمنُ الأن...و سقطَت إحْدى تِلك الدموع عَلى الصُورة...أفاقَ الأنْ ..أسرَعَ بوضعِ تلك التي بيْن يديْه في ذَلك الصُندوق, وهُو يلعَنُ فِي نفسهِ ضَعفَه حِيالَ كُلِّ ما يربِطُهُ بِها !!...أقفَل وِعاءَ أحزانهِ الملعُون..ألقَاهُ بيْن أنقاضِ تارِيخِه المَرير..ارتَمَى على سَريرهِ و كأنّه عائِدٌ من رِحلة حصَادٍ و قَد انهكَه التعَب ...استيقظَ فجراً على صوْتِ جارِه المؤذِّن و نقرِ الحمَامةِ البَيضاءِ-التي اعتادَت عَليه و لًمْ يعتَد هو عَليها- على نافِذَتِه...تذكّر ليلتهُ ..ابتَسَم .. تَوَضّأ و صلّى... وكَأَنّ هُمُومَه الأن تتسَاقطُ أمَامَه .. دَعا لها في سُجُودِه.. أنْ يلقى زَوجَتَه في الجنّه..!!
____________________________________ نُحِبُ بِـفوْضَى ونَشتَاقُ بِـأَلَمْ |