قهوتي هذا الصباحـ .. مُره

يعتصرني .. ذلك الوجع .. اللي رافقهم .. منذ سنين مضت .. !!

أنا .. هنا ..

رغم .. موجات البرد القاتلة ..

التي لا تبقي .. ولا تذر ..

أجد .. ما أخرس به .. صوته

أجد .. ما أصمد به .. أمام صقيعه ..

أجد .. أمامي .. ( دفايتي ) ..

أجد .. تلك .. الوجبات / المشروبات الساخنة .. اللي تمدني .. بطاقة

لتدفئتي ..

أجد .. هناك .. على سريري .. ( بطانيات ) ..

وقد اختلفت بالأشكال والألوان

وكأنها تعلن الحرب مع البرد ..

بـ نعومة الفرو / بـ قوته على ردع رياحه عني .. !!

طالما تأملتها .. قبل النوم .. واسمع صوتها يخاطبه :

( هل من مزيد .. فـ أنا هنا .. !! )
.
.

استيقظ .. صباحاً .. عليّ أجد ما يسر ناظري .. ويطرب أذني

لكن .. لا جديد ..

مزيد من الوجع ..

مزيد من الألم ..

مزيد من الحسرة ..

مزيد .. ومزيد ..

كـ عادتي .. اسحب كومة الجرايد .. من المجلس ..

وعلى طول طيران للصالة .. وكوب قهوتي في الإنتظار ..

اتأمل العناوين على الطاير ..

.
.

من محلياتناا .. إلى .. أسهمنا .. إلى .. مايدور في أراضي جيرانا

.
.

استوقفتني كذا صورة .. وأنا في أحضان تلك الفروة ..

.
.


أيا غزة .. عذراً

بينما إنتٍ .. هناك .. في معركة .. مع البرد .. الظلام .. الجوع

هم هنـا وهناك ..

توصيت .. رقص .. طرب .. تكريم ..

أيا غزة .. عذراً

في يوم أعلن أهل دارك بـ النزوح

كانوا .. هناك .. يعلنون أسماء المشاركين .. في :

ستار أكاديمي ..

كانوا هناك .. يعلنون أسماء المشاركين .. في :

القرار ..

كانوا هناك .. يعلنون أسماء المشاركين .. في :

شاعر المليون ..

كانوا هناك .. يعلنون أسماء المشاركين .. في :

مهرجان الدوحة الغنائي ..

كانوا هناك .. يعلنون بدء مهرحان صلالة / دبي / .. .. .. إلخ ( والبقية تأتي ) ..

كانوا .. هناك .. في عالم آخر ..

نسوا .. إن المسلمين .. كالجسد الواحد

إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. !

نسوا .. إنهم كالبنيان المرصوص .. !

نسوا .. ونسوا ..

نسوا قوله عز وجل :

( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ..

نسوا ..

( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) ..

نسوا .. قصة تلك المرأة التي دخلت النار في هرة

فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض فماتت

حُرمت الجنة .. بسبب .. ( هرة ) ..

فمـا بالكم .. بـ شعب .. ؟!

يا أمتي .. لا تفرقوا .. !!

عجزنا .. من قول الأقلام ..

عجزنا .. من قول القصيد ..

عجزنا .. من الأغاني ..

عجزنا .. من ومن .. ومن ..

القدس تصرخ .. !!

فلسطين .. بـ شيابها

بـ شبابها ..

بـ عجائزها ..

بـ أراملها ..

بـ أطفالها ..

بـ الرضع ..

بـ الأجنة ..

بـ كل شيء .. ينبض بها ..

تنادي .. هل من مغيث .. ؟!!

وربي شيء يدمي القلب ..

إلى متى .. وهم يعقدون الاجتماعات .. المؤتمرات ..؟!

إلى متى .. وهم يلعبون على أنفسهم بتلك التبرعات ..؟!

إلى متى .. وهم يوهمون ضميرهم .. بـ إن اليهود هم الأقوى .. ؟!

إلى متى .. وهم يتوعدون ويتعهدون .. ؟!

ويبقى كل شيء هباءً منثوراً ..

أتساءل .. إلى متى العالم العربي الإسلامي .. يلتحف الصمت الرهيب .. ؟

إلى متى وذلك الضمير العربي .. الإسلامي .. في حالة غياب .. !

ألم يسمع هذا العالم العربي الإسلامي .. عن أطفال غزة

وهم يتمنون الحليب والغذاء ..؟

ألم يشاهد العالم العربي الإسلامي .. المستشفيات في قطاع

غزة وهي تشهد نقصاً متزايداً في أنواع الدواء والعلاج الأساسي؟!

ألم يشاهد ذلك العالم العربي الإسلامي .. عدد المرضى وهم

يفارقون الحياة بسبب العلاج .. ؟!!


.
.


وينكم .. يا عرب .. ؟!

عن ظلام .. غزة ..

عن جوع .. غزة ..

عن فقر .. غزة ..


حرب الكلام ماتوكل .. ( كيك ) هالأياااااام

أرفعوا راية التوحيد .. وريحوا تلك الحجارة ..


.
.


لا أعلم .. ماسبب تلك الطاقة .. بس .. يؤلمني منظرهم

ولا أملك إلا الدعاء :

اللهم أعن أهل غزة على مصيبتهم

وهون عليهم مصائب الدنيا

اللهم فرج همهم .. وانصرهم على عدوهم ..

ووحد صفوفهم .. وجمعهم يا رب العالميــن

اللهم ارحمهم .. واجعل لهم مخرجاً من هذه الازمة ..

وانظر في أمرهم يارب ...

يا رب لا تفجع أماً بطفلها ..

ولا أمأةً بزوجها أو أخيها أو أباها ..

وأجعل لهم من نورك سراج يضيء ظلمة ليلهم ..

ومن عظمتك لحافاً يدفء برد يومهم

... اللهم آميـــن ...