|
|
بَعيـداً عـنْ التصَـنيـفْ .. المُ ـنـتَـدى العَ ــام .. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||||
اللـغـة الـعـربيـة تتحـدّث عـن نـفـسـهـا .. واحسرتاه على قوم ضيعوا لغتهم ولم يلقوا لها بالاً . وقد توجع الشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم على ما كان من العرب في ذلك . ولقد ضيّع الناس دينهم بعد أن أصبحوا مثل العجم تجاه كتاب ربهم ،،، بل هنالك من العجم من يفهم ويتكلم العربية خير من العرب الذين ضيعوا الأمانة . و لكم قصيدة الشاعر الكبير حافظ إبراهيم و هو يصف حال اللغة و شكواها لما وصل إليه حالها . رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائسي رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتي وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَاتي أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَةً وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَاتِ أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَاً فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَاتِ أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتي وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْرَ يَوْمَاً عَلِمْتُمُ بمَا تَحْتَهُ مِنْ عَثْرَةٍ وَشَتَاتِ سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَاً يَعِزُّ عَلَيْهَا أَنْ تَلِينَ قَنَاتي حَفِظْنَ وَدَادِي في البلَى وَحَفِظْتُهُ لَهُنَّ بقَلْبٍ دَائِمِ الحَسَرَاتِ وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَاً مِنَ القَبْرِ يُدْنيني بغَيْرِ أَنَاةِ وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتي أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُمُ إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَةً مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ مَمَاتٌ لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ اللُّغةُ العربيةُ في صَفَحَاتْ : |
| ||||
تحليل النّص ،،، أما هـُنـا فـشـرحٌ مـُبـَسـّطٌ لبـعـضٍ من أبيات قصيدة اللغة العربية تتحدّث عن نفسها فهذه القصيدة قالها شاعر النيل " حافظ إبراهيم " مُدافعا وُمنافحا عن اللغة العربية ،،، اللغة التي يفتخر بها العرب والمسلمون ويعتزون بها ،،، فهي تحفظ كتابهم وتشريعهم ،،، و تُعبّر عن علومهم وآدابهم.. حين تعالى الهمس والّلمز حولها في أوساط رسمية وأدبية،،، و على مَسْمَعْ و مَشْهَـدْ من أبنائها و اشتد الهمس وعلا، واستفحل الخلاف وطغى ، فريقٌ يؤهلها لاستيعاب الآداب والمعارف والعلوم الحديثة ، وفريق جحود ، يتهمها بالقصور والبلى وبالضيق عن استيعاب العلوم الحديثة.. ولكن حافظاً الأمين على لغته الودود لها يصرخ بوجوه أولئك المتهامسين والداعين لوأدها في ربيع حياتها بأن يعودوا إلى عقولهم ويدركوا خزائن لغتهم فنظم هذه القصيدة يخاطب بلسانها قومه و يستثير ولاءهم لها وإخلاصهم لعرائسها وأمجادها فيقول : رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي *** وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني*** عقمت فلم أجزع لقول عداتي ولدت فلما لم أجد لعرائسي *** رجالاً وأكفاءً وأدت بناتي في هذه القصيدة شَخّص الشاعر اللغة العربية أي جعلها شخصًا يتكلّم عن نفسه ،، بل جعلها أُمّاً تنعى عقوق أبنائها لها ،،، و تُعلن دهشتها من أبنائها الذين يخوضون في هذا الحديث الظالم ضدها فتقول : بعدما سمعتُ الضجّة الكبرى والحملة الجائرة ضدي رجعتُ لنفسي واتّهمتُ عقلي و لكن تبين كذب ما يقولون ، فعلمتُ أنهم يريدون وأدي ، فناديتُ قومي واحتسبتُ حياتي عند الله فيما يدخر ، فهم قد اتهموني بالعقم " ـ وهو مرض يصيب المرأة والرجل "ـ في شبابي و ليتني حقيقة عقمتُ فلم أجزعْ لقول أعدائي ،،، لكنني أنا الودود الولود تتجدد في كل عصر وزمان .. فقد ولدتُ الكلمات و العبارات ولكن لم أجد لها الرجال الأكفاء " الجديرين بها الحريصين عل إظهار مكنوناتها " فوأدتها وهي حية . وسعتُ كتاب الله لفظاً وغاية ***وما ضقت عن آيٍ به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ***وتنسيق أسماءٍ لمخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن ***فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي..؟! وما زالت اللغة تتحدث عن نفسها و تتعجب ممن اتهمها فتقول : أنا التي وسِعتُ كتاب الله (لفظاً وغايةً)،،، فكيف لي اليوم أن أضيق عما دونه كالتعبير عن وصف لآلة أو تنسيق أسماء لمخترعات التي لاتساوي شيئًا أمام ما جاء به القرآن من معانٍ وألفاظ ،، فأنا البحر الذي كَمُن في جوفه الدّر فهل ساءلوا أهل اللغة العالمين بها عن صدفاتي .. فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ***ومنكم وإن عز الدواء أساتي أيطربكم من جانب الغرب ناعب ***ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟! أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً ***من القبر يدنيني بغير أناة!! وأسمع للكتاب في مصر ضجةً ***فأعلم أن الصائحين نعاتي!! في هذه الأبيات توبّخ اللغة العربية أبناءها بقولها : ويحكم أفنى وتفنى محاسني ومنكم وإن قلّ الدواء أطبائي ! ، ثم تستفهم مُستنكرة أيهزّكُم ويفرحكم من جانب الغرب صوت الغراب الذي ينادي بدفني حية وأنا في ربيع حياتي ؟ ،،، فأنا أرى في كل يوم في الجرائد زلة وخطأ يدنيني للقبر بغير حلم ولا رفق ،،، وأسمع للكُتّاب في مصر ضجّة " وتقصد الحملة الجائرة التي قامت في مصر وهي الدعوة إلى العامية" فأعلم أن هؤلاء الصائحين والمنادين هم الذين ينقلون خبر وفاتي . أيهجرني قومي عفا الله عنهم ***إلى لغة لم تتصل برواة ؟! ثم عادت إلى عتاب أبنائها باستفهام استنكاري يحرّك القلوب فتقول:سرت لوثة الافرنج فيها كما سرى***لعاب الافاعي في مسيل فرات فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة***مشكلة الالوان مختلفات أيهجرني قومي ـ عفا الله عنهم ـ إلى لغة غريبة لاتمت ولم تتصل برواة . هذه اللغة التي سَرَتْ فيها لوثة الافرنج أي ما داخلها من ألفاظ أجنبية كما سرى لُعاب الأفاعي في مسيل الماء الشديد العذوبة ،،، و هُنا تشبيه ضمني حيث شبّه سريان ودبيب لوثة الأفرنج " الألفاظ الأجنبية " في اللُّغة وتلويثها لها كــ سريان ودبيب سم الأفاعي في مجرى الماء الشديد العذوبة فجاءت هذه اللغة التي يريدونها مثل الثوب الذي ضم سبعين رقعة مشكلة الألوان مختلفة . إلى معشر الكتاب والجمع حافل***بسطت رجائي بعد بسط شكاتي فإما حياة تبعث الميت في البلى***وتبنت في تلك الرموس رفاتي وإما ممات لا قيامة بعده***ممات لعمري لم يقس بممات وبعد أن بسطت شكواها هاهي تبسط رجاءها وتقول : إلى معاشر الكتاب والعالمين بها ،،، عليهم أن يؤمنوا بلغتهم العربية ،،، و أن يلجوا أبوابها الواسعة المفتوحة ؛ ليجدوا فيها السعة والرحابة بكل جديد وعتيد ،،،، ويعودوا إليها فيبعثوا حياتها و إمّا ممات لاقيامة بعده و تُقسم أن هذا الممات لم يُقسْ بممات ،،، فموت اللغة العربية ليس كموت أي لغة ،،، فموتها هو موت للأمة الإسلامية والمسلم يعرف ذلك . تحليل النص تحليلاً أدبيًا : =============== الأسلوب والمعنى : أسلوب الشاعر في هذه القصيدة سهل واضح ،،، استخدم فيه أسلوب الحَضّ ،،، وذلك لاستخدامه كثيرًا من الجُمل الإنشائية من : أمر ونهي وتعجب واستفهام ورجاء في مثل قوله : "وليتني عقمت " "فكيف أضيق اليوم " "فيا ويحكم "" أيطربكم " أيهجرني "و غير ذلك. كما أن معانيه جاءت واضحة مترابطة سطحية لاغموض ولا عمق فيها وهذا أمر طَبَعِي إذ أنه يتحدث عن موضوع يهم الأمة الإسلامية و هو الحملة الجائرة على اللُّغة العربية و صمود هذه اللغة أمام هذه التحديات . الألفاظ والعبارات : عبّر الشاعر عن تلك المعاني بألفاظ وعبارات قوية موافقة للمعنى ،،، سهلة لاتحتاج إلى الرجوع للمعاجم ،،،استخدم اللفظة المُعبّرة للمعنى . العاطفة: عاطفة الشاعر في هذه القصيدة عاطفة دينية تموج بالحب والغيرة على الأمة الإسلامية فلا غرو أن تكون صادقة . الصور الخيالية : لايخلو النص من الصور الخيالية التي تقرب المعنى وتجسده فاستخدم أسلوب التشخيص من بداية القصيدة ،،، حيث جعل اللغة العربية إنسانًا يتحدث عن نفسة ،،، فيقول : " رجعتُ لنفسي فاتهمت حصاتي " كما أنه استخدم الإستعارة المَكْنِيّة في قوله : " ولدتُ فلمّا " فقد شبهها بامرأة تلد فحذف المشبه به " المرأة " وصرّحَ بالمشبّه على سبيل الاستعارة المكنية وقوله : "رموني بعقم في الشباب " . والاستعارة التصريحية كما في قوله : " لعرائسي " حيث شبّه ألفاظها بالعرائس وحذف المُشبّه و صَرّح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية،، وقوله : " وأدتُ بناتي " والتشبيه البليغ في قوله : أنا البَحرُ في أحشائهِ الدُّر كامِنٌ والتشبيه الضمني في قوله: سَرَتْ لَوثة الافرنج فيها كما سرى *** لُعابُ الأفاعي في مسيلِ فُراتِ واستخدم البديع كالطباق في قوله: ولدتُ ، وأدتُ . وغيرها من الصور البلاغية اللُّغةُ العربيةُ في صَفَحَاتْ : التعديل الأخير تم بواسطة جـروح نازفـة ; 20-10-2008 الساعة 00:00 |
| ||||
حـــوار ،،، و إلـيـكـم هـذا الـحـــوار الـشـيــّق و الـّـذي دار بـيـن تـلـمـيـذة و عــروس حـسـنـــــاء لا يـُضـاهــي حـُـسـنهــاو جـمـالـهــا أيّ حــُسـنْ كـلـمـاتٍ كـحـبـّات اللّـؤلـؤ الـمـُتـناثـره .. انتظمت هـُنا .. إلى المـقـال و الـكـاتب / محمد عبدالمنعم اللقاني. حقاً إنها عروس الزمان، وحسناء الأوان. كالزنبقة بين النبات، وكالفردوس في الجنات، إذا طالعتها نهاراً فهي الشمس، أوليلاً فهي البدر، إذا أحببتها أحبتك جميع العلوم، وإن تركتها فأنت الملوم! سألتها إحدى التلميذات فقالت: من أنتِ أيّها العروس ؟ - أنا لُغة «الضّاد »،وفصاحة الأجداد، وأم الألسنة، وسيّدة الأزْمِنَة. ولماذا أنت لغة «الضاد» ؟ -لأنه الحرف الوحيد الذي لا يُوجد في غيري من اللُّغات، ولا تحتويه اللّهجات. من أجل هذا فقط تزعمين أنك عروس ؟ -لا يا بُنيّة، إنني أزدان بكثير من الصفات والشمائل، وأنفرد عن غيري من اللُّغات بالفضائل. ما أجملكِ وما أبلغكِ! ولكن هل لي أن أسألكِ سُؤالاً مُحرجاً ؟ -تفضّلي. كم عمرك ؟! - عمري بدايته قديمة وآماده مستديمة؛ فأنا الأسماء التي تعلمها أبوك «آدم» ورتّلها جدك «يعرُب» وكتبها نبي الله «إسماعيل»وحفظها «مُنزل القرآن الكريم». ما أطول هذا العمر أليس كذلك ؟ -بلى ولكن بلا شيخوخة، بلاعقم؛ فأنا صالحة لكل زمان ومكان، ولم لا؟ فأنا لُغة القرآن. وســعتُ كتاب اللـه لفظــاً وغـايـة ومـا ضـقتُ عن آي به وعـظات أنا البحر في أحشائه الـدّر كـامنٌ فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟ هل لديك مقاييس للجمال كملكات الجمال ؟ - نعم فمقاييس الجمال عندي كثيرة أبرزها ثلاثة ؟ التناظم والتناسق والتناظر. ألا توضحين هذه المقاييس ؟ -بلى، فالتناظم يعني توازن كل عضو ولفظ مع مجاوره، فلا تناكر ولا تخالف ومنه قولهم: لها أيطلا ظبي وساقا نعامة وإرخاء سرحان وتقريب تَتَفُلِ هذا التناظم يا عروس فما التناسق ؟ -التناسق هو تقارب الأعضاء والألفاظ إضافة وحجماً، فلا شقاق ولا فراق، ومنه قولهم: في حزم عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس -أما التناظر فهو : تباين الأعضاء والألفاظ شكلاً ولوناً وطولاً وقصراً فيبدو الجمال، ويظهر الكمال، ومنه قولهم: الوجه مـثل الصبح مبيــض والشـعر مثــل الليـل مسود ضدان لما استجمعا حسناً والضد يظهر حسنه الضد الله أيتها العروس، ولكن.. - على رسلكِ يا بُنيتّي فالحديث ذو شجون، وكلي فنون، فعليكِ بالصبر الجميل، وعليَّ ألا أطيل، وحسبكِ أن تعلمي أنني الوحيدة في لغات العالم أتمتع بضمير«مُستتر» مع أن ضمير غيري «مُستطر»! وماذا أيضاً ؟ - أمتاز بكثرة الأضداد والأنداد مثل: «ولد -زوج - صريم- توأم» وغيرها. - كذلك قراءة بعض كلماتي يميناً ويساراً مثل «خوخ»و «كبّري ربك». وقولهم: مــــودته تـــدوم لكــــل هــول وهــــل كــــلّ مــــودتــه تدوم ؟ ألا يوجد مثل هذه الخصائص في اللغات الأخرى ؟ - كلاّ. ويوجد لديّ الكثير، ولكن وعدتكِ بألا أطيل! حقاً إنك ملكة جمال لغات العالم ؟ - ذكرتني يا تلميذتي الصغيرة بالجمال ومقاييس الجمال. كيف ؟ -حروف أبجديّتي مُتماثلة بلا تخالف، وأبجديّة غيري مُتباينة بلا تآلف؛ مما سهّل حفظي وكتابتي، وحُسن رسمي وقراءتي. أريد دليلاً عملياً وليس كلاماً نظرياً ؟ - انظري يا بُنيتّي إلى الـ «الباء»وأخواتها، وإلى الـ «الحاء» ومثيلاتها وإلى الراء والزاي، والدال والذال، والسينوالشين،والصادوالضاد، والطاء والظاء، والعين والغين والفاءوالقاف ، فهذه عشرون. والباقي ؟ - «يأكلونهم» عجباً لك أيتها العروس: وهل لديكِ مميزات أخرى ؟ - الكثير يا تلميذتي الصغيرة:وَصْفِي يتبع موصوفي، وعند غيري عكس ذلك، ومثناي كلمة واحدة ومثنى غيري كلمتان، فأي نسبة بين«تو-جيرل»و «بنتان » ؟ (على لغة من ألزم المُثنى الألف). على ماذا ؟ - ما عليك مما أقول؛ فهذا أمر شرحه يطول. كلي آذان صاغية فهل تذكرين مميزاتك الباقية ؟ - كما تشائين وتُحبين. - حروفي منقوطة و .. مهلاً يا عروس، ولماذا كانت حروفكِ منقوطة ؟ - عجباً لك يا صغيرة: لو لم تكن كذلك فكيف تفرقين بين الحمل و الجمل؟- حروفي منقوطة،وكلماتي مضبوطة و... ولماذا الضبط يا عروس؟ ومعذرة على المُقاطعة، وعدم المُتابعة. - لا تعتذري واعتبري، فالضبط مطلوب، والشكل محبوب حتى لا يُصبحالسيَّد السيِّد ، ولا الحِمام الحَمام!! وذلك إذا اتحد الرّسم، وتساوى الجسم. الله، ما أبلغكِ! نعم نعم.. إيه يا عروس. - لي علامات ترقيم، بها يُفهم المعنى ويتم التعليم. تقصدين النقطة أو النقطتين، والفاصلة والشرطتين والتنصيص والقوسين ؟ . - نعم. لكن أي فرق بين النقطة والنقطتين والتنصيص والقوسين مثلاً ؟ -يا صغيرتي: لكل واحدة حكاية ولوضعها رواية؛ فالنقطة توضع إذا تمالكلام واكتمل التعبير، أما النُقطتان فتوضعان إذا احتاج الكلام إلى التفصيل والتفسير. والتنصيص والقوسان ؟ -التنصيص:هلالان صغيران حول المنقول بالنص والاقتباس، أما القوسان فحول الاعتراض والالتباس. أمركِ غريب وسرّكِ عجيب فهل لديكِ ما هو أغرب وأعجب ؟ - نعم تماسكت خيوطي، وتنوّعتْ خطوطي، فجمال خطّي دليل على حسن الأذواق، وهو مفتاح للأرزاق، ولكن إيّاكِ يا صغيرتي من كتابتي على جدران المنازل والأسواق، لأن ذلك مما ينافي الآداب والأخلاق. أبشري، وماذا أيضاً ؟ - جَـرْس نثري كموسيقى شعري. كيف ؟ - ألمْ يكفكِ كلامي المسجوع وقولي المصنوع؟! ولكن من باب الإفادة والاستزادة رتّلي هذه الآية وسوف تُدركين المزيد والمفيد: { وقرآناً فرّقناهُ لتقرَأهُ على النَّاسِ على مَكثٍ ونزّلناهُ تنزيلاً }. وماذا عن «نحت» كلماتك وكثرة اشتقاقاتك ؟ -يا بُنيتّي لو لم تكن لي هذه الخصائص لما سمعتِ عن «الحيعلة »، «والحوقلة »، «والبسملة »، «والحمدلة» ولولاها لما استطعتِ تعريب المُصطلحات ولا تسمية «المُخترعات» كالحاسوب والمذياع والهاتف والتلفاز! طال الحديث يا عروس، فهل بقي لديك علم محبوس ؟ - كثير وكثير ولكن حَسْبُكِ أن صوري بيانية، وتراكيبي معنوية، ومفرداتي بديعة! -حروفي الأبجدية نصفها ظلماني، ونصفها نوراني!! عددها بلغ ثمانية وعشرين، ومجموع عددها ستة آلاف إلا خمسين !!ويكفيني فخراً أن مُفرداتي جاوزتْ الستة ملايين!! وبقواعدي يُقاس الفهم والذكاء ومدى الاستيعاب والصفاء!! وهل أكلوكِ -كما قرأنا- البراغيث يا عروس ؟ - أضحكتني أضحك الله سنّكِ يا صغيرتي، ولكن كيف أكلتني وقد ضاقتْ عنّي جميع القواميس ؟ صدقتِ فما أجملكِ وما أكملكِ، وما أعزّكِ وما أخلدكِ !!وأنتِ فعلاً يا سيّدتي عروس الزمان، وحسناء الأوان. -بارك الله فيكِ يا تلميذتي النّجيبة، وأنتِ ما أوعاكِ وما أوفاكِ!. اللُّغةُ العربيةُ في صَفَحَاتْ : التعديل الأخير تم بواسطة جـروح نازفـة ; 20-10-2008 الساعة 00:04 |
| ||||
مشاركة : الـلـغـة الـعـربيــة فـي صـفـحــات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كم أنا فخورة بك جروح نازفة لطرحك هذا الموضوع واهتمامك باللغة الضادية اللغة الأم وسأحاول جاهدة إن شاء الله بأن نكون يداً واحدة لنقوي من عزيمة اللغة العربية رداً على أبيات الشاعر ( حافظ إبراهيم ) رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ,, وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني ,, عقمت فلم اجزع لقول عداتي ولدتُ ولما لم أجد لعرائسي ,, رجالا وأكفاء وأدت بناتي وسعت كتاب الله لفظاً وغاية ,, وما ضقت عن أي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف الة ,, وتنسيق أسماء لمخترعات انا البحر في أحشائه الدر كامن ,, فهل سألو الغواص عن صدفاتي فياويحكم أبلى وتبلى محاسني ,, ومنكم وإن عز الدواء أساتي فلا تكلوني للزمان فانني ,, أخاف عليكم أن تحين وفاتي أرى لرجال الغرب عزا ومنعه ,, وكم عز قوم بعز لغات أتوا أهلهم بالمعجزات تفننا ,, فيا ليتكم تاتون بالكلمات تحياتي الحارّة * عُذراً : تم إلغاء التوقيعْ لكبر الحجمْ , |
| ||||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سلمتِ أيّتهُـا الـوفيــّة .. رئيفه شـكـرًا لكِ من القلب مرور من نوعٍ آخــر .. مودتي اللُّغةُ العربيةُ في صَفَحَاتْ : التعديل الأخير تم بواسطة جـروح نازفـة ; 20-10-2008 الساعة 00:05 |
| ||||
تحايا مُعطّرة لمن تشرّف فشرّف صفحاتي بالمرور .. تحايا ودّ مُغلفة بالحب لمن نطق بلغة الضّاد ،، فتقلّد وسام الأنَفَة و الفخـر .. ولمَ لا أليست هي لُغة الكتاب " الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد .. !! ؟ أليست هي لغة سيّد الأنام وأشرف الخلق قاطبة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ( أنا أفصح العرب لسانًا بيدَ أنّي من قريش ) . !! في اتخاذك لها لغة الحديث _أي العربية _تأّسٍّ بسنّة من سننه عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم .. أوتي جوامع الكلم .. وهذه مزيّة تفرّدت بها لُغتنا ألا وهي الإيجاز و الإقتصاد في الحديث .. كما أنها من أهم خصائص البلاغة والفصاحة .. فأين نحن من ذلك .. ؟؟ لمَ التعامي و الصُدود !! لمَ هجرنا هذا الكنز فخسرناه .. واضيعتاه !! إنها هُويّتنا .. لُغتنا عـزنا .. شرّفها ربّ الأنام فـرفع قدرها .. ماذا عساي أقول !! غيرنا ممن ينطق بغير العربية لايرضَ بدلاً عن لغته .. ونحن نسينا و ضيّعنا لغتنا .. وأصبح لساننا سقيمًا باللَّحن و العثرات .. نعجز عن فهم القرآن و تفسيره .. نقرأه قراءة فقط دون تدبّر أو تمعنٍ في آياته وأحكامه و معانيه .. أيّ أسى وحـُزنٍ على حالنا ؟؟ ونستصعب كثيرًا دراسة قواعد اللغة العربية (نحوها و صرفها ) .. الأمر الذي جعل تفشّي الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية ظاهرة لاتخفى على ذي عينين .. ولغة الحديث الآن .. وماأدراكَ مالُغة الحديث .. " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " ؟؟ الحديث يطول .. لكن هنا زاوية ومتسّع لآرائكم و أطروحاتكم .. نحن ولغتنا اليوم .. ماحالها ؟؟ وكيف كانت وكيف أصبحت الآن وإن كنا نستصعب دراسة قواعد لغتنا فهل بالإمكان وضع بنود لتسهيل دراستها أو إقتراحات من هنا وهناك .. هل تود/ تودين التحدث بالفصحى بطلاقة وسلاسة ..! من لديه استزادة ،، موضوع ،، كلمة ،، رأي ،، فكره .. مقال ...فليُفيدنا ولكم وافر الجزاء من رب الأرض والسماء .. مخرج ،،، لنجعل من أطروحاتنا النظرية جسر عبور لتحقيق جانب عمليّ تطبيقي نصل من خلاله إلى برِّ أمان.. لنرفل بالحبور في حدائق ذات بهجة .. ترقبّوا ذلك في الصفحات القادمة بإذنه تعالى .. أختكم في الله / جروح نازفة اللُّغةُ العربيةُ في صَفَحَاتْ : التعديل الأخير تم بواسطة جـروح نازفـة ; 20-10-2008 الساعة 00:06 |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|