20-06-2008, 10:24
|
| تهاني سلطان ، | | بداياتي
: Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18 | |
{ .. مَـا بَــعدْ الهَــاويـة هَـويّة ... .
الرؤية الكتابية لِـ الكُتاب تَختلف مِن حيث الجمال اللغوي و التناغم الكِتابي . فالكاتب يَحْكُم ربط خيوطهُ
الوجدانية و العقلية فِي معايير تُولد الأخبار والتفَاصيل الدقيقة ذات التَيار الواحد والمُتناغِم . مَشروع الكَاتب
يُقيم بِمستواه الفعلي و التأثيري . فَـ يُكسبُ الكاتب الثقة المُطلقة فِيما يَكتُب لِـ يَكتشِف بِـ أنْ نِهاية ذلك الخَيط
دائرة لا مُتناهية .
تبدأ الأفكَار تُولد عَكس تَيارهـ ,فقد أقفلتْ أبوابُ الخُروج و تَجرد بِـ ذاتهِ ليكتَشف أن ثَمة فصلٌ أخير لَم
يُقرأ بَعد ومَا أن يُركز فيهْ حتى يَجد بأن ذلكـ الفَصل هُو فكرة رئيسية لِـ التطبيق بالإقتناع . و يُكمل هُو الآخر
عِداد الكُتاب المنتحرين بِـ عريّ من الهَوية الأساسية لَهُمْ .
لَكن قَبل ذَلك هُناك حَلقة مفقودة تستنجد بـ مواضِيع تَكشف التفاصيل قبل حدوثِها و هي أن الكاتب المنتحر
يُترجم السواد و الموت بِـ تناغم يَستشعِره بِـذاتهِ ويُوصله إلى قراءة بطريقة تَنبيئية تَسدل مِن عاتقهِ ذَلكـ الهَم .
لِما نِهايةُ الكُتاب الإنتحار ..؟ دون تَعميم في ذَلكـ ..
تسَاؤلٌ تَناسل منطِقياً مِن فكري بَعد أنْ قرأتْ لِـ مجموعة مِن الكُتاب الذين تَناغمتُ مَعهم عاطفياً
و فكرياً و مَعجمياً . هُم كُثُر و مَضمونهم واجه مأزق حَتمْ عَليهم أنْ يَكتبوا المَوت فِي الحَياة
لِـ يَتَقبلونهُ بإيرادتهم .
"أرنيست همنغواي" الكَاتب الإميركي الشَهير تَصدر القَائمة السَوداء مِمن أنتحروا رُغم أنه وصل إلى مايريدهُ
أي كَاتب أيضَاُ الكَاتب الياباني الشَهير " يوكيو ميشيما والذي بَرز كَـ كاتب روائي ومسرَحي و تألق بِذلكـ
حَتى ولو وضِع عَلى ميزانٌ لرجحهُ بِـ جمالهِ الكِتابي .
لِـ يَنقلني ذلك التَفكير إلى أسئلة أكثَر ضِيقاً و أعمقُ تَفكيراً ..
هَل الكِتابة إنتحار ؟ هَل التَفكير رصاصةٌ تَخترق
العَقل يَوماً فَـ يُبَدد ؟ هل القَلم سَائِل سَام يُميتُ بِـ بطئ لِـ يحيا صَاحبه حياةُ أخرى أجمل مِما كَتبْ ؟
كثرة التفكير تَقود الكَاتِب إلى مسَارٍ يَعكس مُعادلة وعي الطَبقة المُثَقفة فيتَخيل مَايحلو له لِـ يَجد تَجسِيد كِتاباتهُ أجسَادٌ تُباغتهُ فِي وحدته لِـ تَطالبهُ بقَتل نَفسهِ لِـ أجلِهَا .
سعيتُ إلى ذلك المأزق لـ أستَنفذ كُل طَاقتي فِي التَفكير و حتَى أتَحاشى التَردد إلى الأبد فِي
أنْ الصمت و الهُدوء وليِدا الإنتِحار .
وحتى لا أكون نهاية مَن تَحدثوا عَن الكمال فمن مِنا لا تُصَاحبهُ أفكَارٌ
تُصور و تُصمم وتُخطط لَكن الفأس يكون بِـ يد منْ لهُ عقل لِـ يَضربْ بِه ..
الإنتِحار لَيس سِوى بِداية العَذاب ... الإنتحار لَيس سِوى بِداية العَذاب ...
علَّ دوامة التَفكير تَتغيـــــر حول هَذَا المَوضوعْ ... * الديانَات السَماوية تُقرْ بِـ أنْ المُنتحَر خَالد مُخلد فِي النار
وليِــد اللحَظــة
الجُمعة 20-6-2008م
السَـديــم
.
____________________________________ tahanisultan@ |