26-07-2008, 18:30
|
| تهاني سلطان ، | | بداياتي
: Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18 | |
شَرنَقةٌ تُقيمُ الاعتِكَاف ...} .
لوحَةٌ مَنْقُوشة تَتَرصد مَطامع الليَّل لِـ تَغزُو بِشَرائِط
التَمويِهَات جُلاس السَاعة ..
تَتَصببُ طَيشَاً راشِداً كُلمَا عُرضت الأفكَار على
المُخيلة جَذَبتها إلى أسفل القَاع فَلا تَعيّ شَكلهَا و لا تُوازن
أنفَاسُهَا ..
و تَعود لِـ تُسرف طَاقتِها رجُوعاً إلى الأعلَى و لا تَطيق
فَـ تيأس و يَتوقف التَفكير و العَين مازالت تَتوهج فِي
رؤية ذَلك المَلكوت و تَشيح بوجهها عن اقتِفاء الأثَر .. الطَاولاتٌ تَنتَظِر ..
الكراسي تُخْتَار عَلى هَواهَا ..
مَركَبٌ قَادِم ..
نُهوضٌ و جُلُوسْ ..
أٌنَاسٌ يُزحِمون المَقَاعِد ..
لَهو و جِدال ..
يَصرخ الصَمت لِـ يُخرس ..
تَدُق الأجْراس و تُسْتَرقُ الانْدِمَاجات فِي حَديث
نُجوم الأرض و تُوَزَعُ فَرائِس لِـ أحْشَاء الكلام ..
و لا تَمتَلئ الاحْتِمَالاتْ بِـ الحَدَسْ فَـ يُصِيبهَا الدُوارْ
و تَخَاف المُستَقبلْ ..
فَـ تُفَضِل مُخْ الفُولاذْ كَيّ يَكتَمِل الرَأسْ , و تَنهضُ
و تَشهق بِـ وضُوحِ ظِلها على جُدرانٍ ذَوي
إضاءة خَافتة ..
أمَا التَوهُم يَهرُبُ عَبر بَاب الخُروج بَعد قَطعهِ
لِـ الأدمِغة بِـ منشَارٍ التَفكير والتَحليل ...
و إلى الإصغاءْ .. حتَـى .....!
مَعزوفةٌ شَرقية أرتَدتهَا حُلّة تُرتَجِلُ لِـ تَرْتَشِف
المُخيلة فِي أشْكَالٍ و ألوان عَلى جَسِدها المَنحوت
بِـ الورد المُنبأ لِـ الانْجِذابْ ..
تَتَحرَكُ بِـ بُطيء ..
تُراقِبُ الجَالسِين ..
تَبعَثُ بِـ ابتِسامة لِـ صَديق آخر ..
تُقَبّلُ الحُرية التَي تَنتَميّ
إليهَا ..
و تُلقِي بالإنتظار بَعيداً لِـ تَحْكِيّ رقصتها ..
جَميلةٌ كَينُونتهَا ..
جَامِحة .. أنثَى تَلبَستهَا الآلهه ..
تُقَام الإنس و تَستَعمِرْ ..
جَسَدُهَا الكَونيّ يَتَوغَل إلى أعْمَاق القَلب
بِـ غُموضٍ يُريِقُ حِبرهُ على الزَمن
فَـ يَكسِرُ العَقاربْ و يَتَخَثر فِي
الهَبَاء ..
يَملأ خَصرَها بِـ أغْوار الجَحيم و يَجهَل
القَادِم نِهاية العَفو في وَضَح النهَار المُشْتَعل
بِـ سَلاسِل تَنزلُ مِن السَمَاء إلى بَلاط يَفتَرِش
وَقع أقدَامها ..
ونُسخَة أخرى مِن السَلاسِل تُعانِقُ الحُلم و تَختَزن
صُوراً تَسْتَعِدهَا حِينَما تَنْهَضُ مِن حَشد المُحَدقِيّنْ ...
تَسْتَقطِب المُجديّ ..
تَصهَرُ الوَاقِع والخَيَال لِـ يَعيش الجِوار و يُقَدّر الغَد ..
تَفتَحُ بِـ أنَامِلها السَراب ..
تَتَراقَص فِي بُعدٍ يُظهَر الجَسَد مُتَحرر .../ مِن الحُزن.. مِن العَقَل ..
مِن الرُوح ..
مِن الحَياة ..
و نَحو الجُنون يَنْطَلقْ .. نَحو المَجهُول .. نَحو الـ لآشُعور ..
كُل مَن حَولهَا يُدَنْدِن على نَقرِ
أصَابعها و إيِقَاع مُوسِيقَاهَا ..
يستَوطنهم الخَيال المُربكـ الذي
يَعيش بِـ داخل روحهَا ..
اللذّة تَعْتَصِر أعيُنهم و أفئِدتهم ..
و العَالم السُفليّ يُصَفِقُ بحَرارة حَتى
تَدفقْ الدَم و بَاتت الهَيَاكل الإنسَانية
شَيطانهْ ..
طوقوا خَصرهَا بِـ أيدنٍ لا أذرُع لهَا
فَـ تَعثرت فِي فهم المَجهُول .. و وشْوش
العَقل بِـ أن يُسافروا داخل تَحرُكاتهَا و
بهَائِها المُتَحَجِر فِي مَلكوتهَا .. هَيهات .. هَيهات ..فَـ الإحاطة المُتَهرطقة
تَتَسربل بِـ الإلتباس فِي أنحاء خطأ الصَواب ..
تَلجأ إلى الأمان لِـ تَتآخَى مِن جَديد
و تَقذِف بِـ الرَغبة لِـ بَقية الذُهول ..
و تَتَبرأ حِينهَا مِن تِلك المَعزُوفة ..
وتَرحلُ تَاركة خَلفهَا شُعوب لا حاكم لهَا .. جَرِيمة هي فِي تَاريخ البَشرية و مَاسيةٌ مُرهَفة ..
لا يَجرؤ أحداً على المَسَاس بِهَا .../
و تَسكُن بِـ دَاخِل شَرنَقَتِها تُقيم الإعتِكافْ ..
حتَى تَصنعُ المُعجزات مِن جَديد مِثل
ما بدأت فِيها يَوماً ....}
.
____________________________________ tahanisultan@ |