الزمان: زمان رُسم للعشاق..!!
المكان :حيثُ مخيم المحبين..!!
الموعد : الأول المنتظر بعد اشتعال الشوق
:
:
التقيا بعد عمر من الانتظار حال من بينهم الصمت الذي لم يجد لهُ مأوىً آخر
فاستسلما لهُ ليس احتراماً.. بل من هول اللقاء:
~
~
تعانقت نظراتهم قبل أياديهم ،، فاستحت الكلمات من الخروج
قالت : أستعجب لأمرك .. أتشتاقني وفي عينيك أرى شوقك والصمت قد حل بيننا! ..
قال: لاتستعجبي ، إنّي إليكِ أتواصل حتى نبحر معاً إلى عالم ألا محدود.
قالت : حيرتني بصمتك
وأجبرت معاني حروفي أن تتبعثر دون أن تعرف لمكانها سطر
قال: أسطر حروفكِ في عيونكِ أرها .. فهل لي أن أقرؤها!
قالت : أنت من ملكت ناظريها .. فأقرأ
حدق في عينيها وقرأ شوقها المعذب ولهفتها المُتظاربه قالت : ما الذي أشغل تفكيرك ؟
قال : أشغلتني تلك الحنايا التي مني وإليكِ تُرسل .
قالت : يا ترى .. هل بإمكان تلك الحنايا أن تكون حاجزاً بيني وبينك؟؟
قال :نعم بلا شك .. أوليس الحب هو من جمع بيننا!!
وهو الذي أسس تلك الحنايا بيني وبينكِ..
بغض النظر عن الاختلاف
صمت..وكلام..
قرب وبعد .
حنايا ...تجمعني بكِ ..وحب قد بُني وعُمر .. والاختلاف من بينهم! ...
قالت :لماذاقلبك أحبني؟
قال: لأنكِ بخيالي أنتِ أُمنيتي .. وبنامي أنتِ حُلمي ...
قالت : كيف؟
قال :
أنتِ من بنيتها في مخيلتي .. أنتِ من رأيتها دائماً في ناظري ..
بين حُلمي كنتُ ترقصين والآن في واقعي أنتِ تُحاكين
أنتِ يا حبيبة عُمري .
خيال كُنتُ أحلمهُ والآن واقع أعيشه...
قالت: أحبّك بحجم البحر الذي تعشقه.
قال :أحبّكِ بعدد تلك الحروف التي أسطرها..
عنكِ ..وإليك ِ ...
قالت : فقط بعدد حروفك ...؟!
قال :فقط بعدد حروفي.
لم تقتنع بترداد قوله ، عادت
وهي تسأل : وعدد حروفك تلك كم تساوي ؟
قال: خالق الكون فقط من يعلمها
ولكن سأسطر البحر سطوراً .. وسأكتبُ إليكِ
وعلى تلك السماء الصافية سأكتبُ عنكِ ..
مابين جبال وسهول سأكتبُ إليكِ..
وعلى تلك المسافة القريبة البعيدة من بيننا سأكتبُ عنكِ ..
فهناك فضول يبديهِ شوقي ويتأملهُ خيالي ويطمع فيه حلمي لأسطر الكون بأكمله عنكِ ...
أنظرتِ الآن حجم تلك المساحات التي ترغب بها مشاعري للكتابة ..
عنكِ .... وإليكِ
عاد الصمت ليحكم المكان من جديد
فذكر الوقت وألقى نظرة على معصمهِ
حان موعد رحيلي عن عيناكِ بعيداً
آآآه من شوقي الذي سيشتاقكِ
أغمضت عيناها علها تتمالك تلك الآهات التي بعثرت كيانها..
قالت : وهل غيابك سيطول عن عيني؟
فلقد أصبحتُ أنا والانتظار عدوان لا يصلح أن يكون الود من بيننا.. فلغيابك أنا لا أستطيع والانتظار لن يساعدني على غيابك...
قال: لا تكوني للانتظار عدوه .. لتكوني لعودتي منتظره ولا تخشي غيابي ...
فعمري لم يعرف سوى انتظاركِ أنتِ....
قالت:.إذاً لِمَ الغياب من بعد اللقاء المنتظر..؟
قال: لأراجع ما قضتهُ نفسي
وأنظم ما تبعثر من غيابكِ في صناديق حياتي ...
عله
غبارها الأبيض المتراكم ينزاح عنها
قالت :
شوقي إليك سأحفظه لحين عودتك..
المسالك التي لم نخطط لها معاً..
والبيت الذي لم نهندسه معاً ..
والنوافذ التي لم نفتحها معاً..
والبستان الذي لم نبذرهُ معاً ..
وتلك المعزوفات التي لم نسمعها ..
واللهفة التي لم نعطيها حقها ..
وقلبي الذي أسرتهُ معك ..
ودعها بعناق ناظريه ورحل
~
~
(
التقيا صمتا
وإفترقا صمتا)
::