صَبَائِيَاتْ الـ وَتَرْ الـ سَابِعْ ..!

سعود بن مساعد · #1 (**permalink**) 13-11-2008, 08:35

بَعْدَ تَحِيّة الإِسْلامْ وبَعْدَ صَبَاحْ الخيْر ,,

هِيَ مُذَكّرَاتْ عُزِفَةْ عَلَى الـ وَتَرْ الـ سَابِعْ
فِيْ الـ فَصْلْ الـ خَامِسْ .. مِنْ لا أعْلَمْ
كُنْتُ أهَذْي فـَ لا تُبَالوْا لـِ أمْري

إقْرَؤُنْي فَقَطْ ...

(( تَلاَشيْ عَلَى طَاوِلَةٌ حَمْرَاءْ ))

( 1 )

كَانَتْ الطَاوِلَه فَارِغَهْ فـ َجَلَسْنَا ..:-

1- أَنَا
2- قَلَمي الأسْوَد ذُو الثْلاَثْ خَرَزَاتْ
3- دَفْتَرٌ قَدْيم الطِرَازْ بَاهِتْ اللَوُنْ مُغَلّفٌ بِـ الجلْد الأسْوَدْ الخَشْن والـ بَارِدْ المَلْمَسْ
4- عُلْبَةُ سَجَائِري
5- قَدّاحَه أثَرِّيةْ الطِرَازْ خَشَبِّيةُ المَلْمَس
6- كُوبْ عَصِير لَيْمُون بِالنَعْنَاعْ
لـِ يَقْوم بـِ تَهْدِئَةْ الـ ْحُرَْقةْ التْي أُحِسّ بِهَا في كَبِدي فـَ بَعْدَ خَمْسَةِ أكْوَابْ مِن القَهْوهْ السَودَاء
لابُدَّ أنْ تَحْدُثَ الْحُرْقَه وعِلاَجُهَا الطَبِيعّي والسَريعْ لَيْمُون بِالنَعْنَاعْ
فـ َاَنا أكْرَه أدْوِيةُ الحُرْقَهْ والأدْوِيَهْ بـ ِ شَكْلٍ عَامْ
المَكَانُ سَاحِرْ ..

دَائِمَاً مَا نَجْلِسُ هَُنا بَعيدَاً عَنْ الضَوْضَاء مِن حَوْلِنا
رُغْم إِزْدِحَامْ الشَارِع وصَخَبِهْ بـِ المـَارَّه , إلا أَنْنّا نَجِدُ رَاحَتَنَا وَهُنَا تَحْديدَاً فِي الجَنُوبْ الغَرْبي
مِنْ شَارِعْ بَاسَيجْ دِيَ غَارْسَيا
أمَامَ مَحّلِ الـ قَهْوَهْ التَقْليدَيْ فِيسَا
مُنْذُ أنْ بَدَأتْ الإِجَازَهْ وَ دَخْلتُ إقْلِيم البَاسْك وأنا أحَدْ أكْثَر مُرتَاديْ هَذا المَحلّ الصَغْير صَاحِبْ المَحَلْ يُدْعَى .. خُولْيوْ آنْي زَارِيسْ
رَجُلٌ ضَخْمُ البُنْيَه شَاحِبْ اللُونْ و المَلامِحْ دائِمَاً مَا يَكُونُ عَابِسْ الـ وَجْه خُصُوصَاً حِيْنَمَا يَكُونْ اليَوُم هُوَ الإثْنَينْ أي يَومُ دَفْعْ الضَرَائِب
فَـ الضْرَائِبْ دَائِمَاً مَا تَكُونْ ثُلْثْ مَا يَكْسَبُهُ .. خُولْيوْ فِي إسْبُوعِه وَدَائِمَاً مَا َتحْصُلْ المُشَادّاتْ اللَفْظِيَّه بَيْنَهُ وبَيْنَ لِيْكِيْ مُوَظّفْ الْبَلَدِيّه النَحْيل وَالمَسْؤولْ َعَنْ جَمْع الضَرَائِبْ
وتَنْتَهْي هَذِهْ المُشَادّاتْ بَعْدَ دَفْعْ خُوْليوْ للـ ضْرَائِبْ وإلْقَاءَ شَتَائِمهُ البَذيئَهْ عَلىَ ليْكِي وَالبَلَديّهْ وجَميعْ العَامِلينْ بِهَا
فِيْ هَذِهْ اللَحْظَه لا آمْلِكُ سِوَىَ إِبْتِسَامَةٍ عَرِيْضَهْ بَرِيئَهْ أُصَافِحُ بِهَا وَجْهَ خُولْيوْ لِـ تَهْدِئَتِهْ فَـ يُلْمَحَني ويَرْفَعُ يَدَهُ مِنْ تَحْت إلى أَعْلىَ ويُعِيدُخَبْطِهَا بـِ فَخِذِهْ وهِيَ عَلامَةٌ للـ ِحَسْرَه وفَتْحُ لـِ بَوّابَةْ الآَثَامْ اللَعِينَهْ وَ الغَضَبْ الـ شَيْطَانيّ
حَقّاً لا يَسْتَحِقُ خُولْيوْ نَظَرَاتْ الحَسْرَةِ تِلْكَ فـ هُوَ بـِ الرُغْمِ مِن عُبُوْسَةِ وَجْهِهِ الدَائِمَه فِيْ وَجْهِ الجَمِيعْ
إلاّ أنّ الجَمِيعْ فِي هَذَا الحيّ يُحِبُّونَهُ لـ ِطِيبَةِ قَلْبهْ ولـ ِ إخْلاصِهْ في العَمَلْ وحُسْنِ صُنْعِهِ للـ ِ قَهْوَه , فـ َ هُوَ يَحْرَصُ دَائِمَاً عَلَى التِقَاطِهَا وتَنقِيتِهَا وطَحْنِهَا بـ ِ يَدْه , كَماَ أنّهُ
مَاهِرٌ جِدّاً فِي صُنعِ الحَلْوَى والسَويتْ روْل والـ تِشيزْ كيْك .. كَمَا يَفْتَعِلُ كُلَّ نِهَايةِ نِصفِ سَنَهْ مِهْرَجَاناً خَيْريّّاً للـ فُقَراءَ والمُتَشّردينْ
يَقُومُ فِيهِ بِتُوزيْع الحَلْوىَ والخُبزْ عَليهُمْ ,
نِسْمَةُ هَوَاءٍ شَرْقِيّه مَرّتْ مِنْ أمَامْ أنْفي فـَ أنْتَعَشْ لَهَا صَدْري ودَاعَبَهَا كـَ طِفْلَةٍ رِيفيةْ الهَيئَةُ كَثِيفَةُ الشَعْرِ عَثّةُ الـ ثِيَابْ حَمْراءَ الـ مَبْسَم
تُطَارِدُ كَثِيبَ الـ سُحُبْ ..يـَآآآآلَ جَمَالَكِ ياَ بَرْشَلُونَه

( 2 )

طِيلَةْ فَتْرَتَي هَذِهْ كُنّا غِيَابَِا عنْ الأَنْظَارْ .. أنَا ومَنْ هُمّ عَلَى طَاوِلَتْي
إلاّ أَننّا كُنَاّ مُشَارِكينْ الـ جَمِيعْ مِنْ حَوْلِنَا بـ ِوُجُدِنَا فَقَط ..!!

تَنْهِدَةٌ مَريْرَه بَعْدَهَا
أَفْتَحُ دَفْتَري عَلىَ الصَفْحَةِ الـ 21 مِنْ أُكْتُوبَرْ فقطّ .. غَيرَ مُبَاليْ ِ فِي السَنَه
تَقُولُ الصَفْحَه :

إلىَ مَا البُعْدْ ونَحْنُ مَا زِلْنَا قَرِيبُونْ , نَتَنَفّسُ الشَوْقَ وَالعِشْقَ بـ ِ أوْرِدَتِنَا
كُـلَّ صَبَاحْ ,
أهَوَ الهَذَيَانْ فِـ البُعْدِ أقْرَبْ إلىَ الرُوْحْ
أمّ أنّهَا الرُوْح فـ البُعْد تُقّرِبُكَ للـ هَذَيَانْ
أمْ أننّي أنَا أهْذيْ ..؟!
وقَسَمِي لاَ أَعْلَمُ أيّنُا المَجْنُونُ
أهُوَ أنَا ؟
أمْ أنَا ؟
حَقّاً لا أَعْلَمْ ...!

***

* بَرْشَلونَهْ - بَاسَيجْ دِيَ غَارْسَيا
* الـ خَامِسَه والنِصِف بَعدَ مُنْتَصَفْ العَصْر

21 إكْتُوبَرْ 2006

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)