06-01-2009, 19:48
|
| بين الأرض والسماء | | بداياتي
: Oct 2008 الـ وطن : جدة
المشاركات: 18
تقييم المستوى: 0 | |
رؤية على القضية الفلسطينية بداية وفي خضم الأحداث الجارية سأعيد إيضاح وجهة نظري تجاه ما جرى ويجري في غزة.
لا أعتقد بداية أن إنساناً عاقلاً سيؤيد الحرب والمجازر لأجل المتعة وقضاء الوقت أو اعتبارها كنزهة، لكن في الوقت نفسه فإن ما جرى ويجري لم يكن وليدة الصدفة، بل كانت نتيجة لتراكمات حصلت منذ وصول حماس للسلطة في غزة انتهاءً بالخروقات المتكررة إبان الهدنة الأخيرة الموقعة مع حماس، ويجب علينا إن كنا نبحث عن حلول أن نضع أيدينا على مكامن الخلل ونظهرها لا أن نسترها ونتكتم عليها، وكذلك علينا أن نعرف عدونا ومن هو وماهية إمكانياته، وأن نتصرف بعدها على أساس ما يظهر لنا من معطيات.
لقد تحرشت حماس كثيراً بإسرائيل برميها الصواريخ البدائية على بعض المناطق الإسرائيلية وهو ما أثار حفيظة إسرائيل لأنها دولة ذات سيادة وقانون لنفسها ويهمها حماية رعاياها بالدرجة الأولى، فإما أن ترينا حماس ومن معها قوتها وتقنعنا بأن تحرشها بالقوي لم يكن من فراغ وأنها تستطيع إلحاق خسائر بالعدو وتجبره لمفاوضات فنحترمها، أو أن تتحمل كامل نتائج مغامراتها ولا تقحم العرب فيها.
غضب البعض وآخرون قالوا بالتخوين والعمالة، والسبب أننا لم نبكي على الضحايا بزعمهم، لكنهم تناسوا أن لا حرب بدون ضحايا وأن الشعوب في أرجاء الأرض وعلى مر الزمان كانوا ولا زالوا يدفعون ثمن أخطاء ساساتهم وقادتهم، لقد كانوا ولا زالوا هم وقود الحروب وضحايا الحروب، على أكتافهم يصعد نجم هذا ويخفت نجم ذاك، إن الحروب تفتك بقادتها فكيف لا تفتك بشعب أعزل، قالوا بأن الأطفال لا حيلة لهم ولا يحملون وزر آبائهم ونسوا حديث <فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه> وأن هؤلاء فلسطينيون حمساويون لوالديهم ولأرضهم، إن كانوا هم مرهفي الحس فغيرهم عايش مناظر أشد إيلاماً من هذه وعلى الطبيعة، فلا تغضبوا لبعض قسوتنا وجفافنا العاطفي.
إن ما تفعله إسرائيل حالياً لهو خريطة طريق للسلام الشامل في المنطقة، إما بشروطنا أو بشروطهم وغالباً ما يكون المُنتصر هو المملي للشروط، تُعد إسرائيل للأسف أقوى دولة شرق أوسطية بلا منازع ولن يستطيع العرب جميعهم فعل أمرٍ قد يسوئها، فنحن في زمن انتهت فيه الخطب العنترية كما قد مات من كان ينبح بأن <أمريكا على جزمتي> وبعد أربعين سنة على وفاته تحققت أمنيته مجازياً بخفي منتظر!
إن إسرائيل عليها إن أرادت العيش بسلام مع جيرانها من العرب أن تنفض غزة نفضاً وبعدها الضفة الغربية وتنظفها من أعدائها والإرهابيين لتسلمهما بعد ذلك للحكمين المصري والأردني اللذين برأيي هم الأحق بإدارة غزة والضفة كما كان الأمر قبل حرب 1967م، إن من مصلحة العرب قبل إسرائيل أن لا تقوم دولة جديدة بإسم فلسطين وعليه فإن دمج غزة مع سيناء المصرية ودمج الضفة الغربية مع الأردن لهو الخيار الأمثل، فهما دولتين في حالة سلام وتفاهم كاملين مع إسرائيل، على أن يتم ذلك بإتفاق لتطوير استثنائي لهذه المناطق بدعم كامل من الدول المانحة وإسرائيل.
أما القدس فبكل صراحة لهم فيها حقٌ مثلما لنا وللمسيحيين فيها حق، وإذا كنا نتحدث عن حق عربي أو إسلامي عمره 1400 سنة ولم يسقط بالتقادم، عليه ستكون لهم حقوق قبل هذا التاريخ في الجزيرة العربية، أليست أديانهم وتراثهم وحضاراتهم أقدم مما لدينا جميعاً؟ ألم يكونوا مواطنين في الجزيرة من أقصاها لأقصاها؟ ستحدث إشكالات لا بعدها إشكالات مثل مطالبة اليمن لمناطق قرب الطائف لأنهم يوماً ما حكموها أو كذلك يعتقدون! عليه فالقدس يجب أن تخضع لحكم دولي وتكون للأديان السماوية الثلاثة بالتساوي كأن يتم تخصيص يومين لأتباع كل دين في الأسبوع واليوم السابع تُقفل فيها أبواب مقدساتها لصيانتها ونظافتها لأسبوعٍ جديد.
ماذا نريد أكثر من هذا؟ الأرض التي نُطالب بها وقد رجعت، والقدس وقد حُيدت، والسلام وقد تحقق، يا له من حلمٍ جميل.
عزيز جدة
6/1/2009م ____________________________________
أمة من العبيد جديرة أن تكون من عبيد الأمم
|