عفواً
مشاعل ..
عفواً صغيرتي ..
عفواً أختي ..
فـ نحن قوم .. بلا مشاعر
أطفالنا هنا .. تحتضنهم .. الفراء
وأنتِ هناك .. تصارعين موجات البرد .. !!
نعم ..
اعترف لكِ ..
نحن قوم .. لا نملك من الجرأة ذرة واحده ..
نحن قوم .. لم تسيطر علينا النخوة والفزعة ..
نحن قوم .. نستهوي التفرج من بعيد لـ بعيد ..
نحن قوم .. لا يملك سوى كلمة (
يا حرام ) (
يا عمري عليها )
نحن قوم .. لا نملك إلا .. (
سوف ) و (
سوف ) .. !!
نحن قوم .. لا نملك إلا .. (
بكرا بنسوي ) .. وما رضى هـ البكرا يجي .. ؟!
نحن قوم .. لا يقوى على تخيل الألم .. ومدى هذا الألم .. !
(
احاسيسنا مرهفة جداً )
نحن قوم .. لم يشعر بـ صراعك للبرد ومقاومتك له .. حتى استطاع ان
يدك حصونك ويستولي على أخر نفس منك ..
نحن قوم .. نعشق اللهو ..
نحن قوم .. نسمع بصراعك .. وقوة إرادتك في البقاء .. لكن لا نبالي ..
فـ هناك الأهم ..
هناك دور الأزياء تنادي .. رغباتنا
هناك الموديلات الجديدة .. حيث اغرائها لنا .. في اختيار اروع وافضل واغلى
كسوة شتاء
نحن قوم .. يتأمل خزانة ملابسه لـ ساعات طويلة لـ درجة ان الشخص
الواحد يدخل في حالة إرهاق .. كل ذلك لنبقى أمام .. موجات البرد
بكامل زينتنا ..
( لم نحمل هم قوته علينا .. كما تفعلين أنتِ )
نحن قوم .. لم ندخل ايادينا في جيوبنا الممتلئه .. لنمنع البرد عن
طهر برائتك . بقينا أمامه مكتوفي الأيدي .. لـ يقتلك .. !!
نحن قوم .. عندما سمعنا خبر وفاتك .. ألقينا اللوم على البرد ..
ونسينا تلك .. الجيوب / القلوب ..
نحن قوم .. لا نملك من المشاعر حفنة تراب .. !
نحن قوم .. وقفنا نتأمل أنيابه تغرز جسدك الطاهر .. ولم نتقدم خطوة .. !
وكأن الذي أمامنا مشهد من فيلم عرض أخيراً على شاشات السينما ..
نحن قوم .. لم تستيقظ لدينا النخوة العربية إلا بموتك ..
نحن قوم .. (
اعترف ) اتعضنا من موتك .. وبدأت ايدينا تتعلم الكرم العربي
نحن قوم .. فقد أحاسيسه مع هالبرد ..
نحن قوم .. لم نعلم عن عوز والدك .. وحاجته .. لشراء معطف يقي جسدك ..
أين هي تلك المدرسة .. !
أين هي المديرة .. المعلمات .. الطالبات .. .. إلخ
نسيت .. انتم من هذا القوم .. !!
مديرة المدرسة .. معلماتها .. صديقاتها .. ألم ينبض بكم شيء ..
يدعى (
إحساس )
كنتم الأقرب ..
كنتم الأعلم ..
كنتم الأقدر ..
كنتم .. كنتم .. وكنتم ..
مايفيد النوح .. !
لكن ..!
كان هناك حفنة أمل .. بين أيديكم .. لكنكم بخلتوا بتلك الحفنة .. !
.
.
والد / والدة ..
مشاعل ..
اعتذر .. فـ لم يبقى معي إلا العذر
اعتذر .. فقد نسينا قول
الحبيب المصطفى :
"
المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالسهر و الحمى "
.
.
عذراً
مشاعل ..
فـ نحن هكذا ..
لا تتحرك لدينا المشاعر .. حتى .. تقع الفأس بالرأس ..
بعدها ..
نبكي .. ونلطم .. ونصرخ ..
نحن قوم .. لا نملك إلا الحرف ..
فـ أنتِ على علم .. بـ جراح فلسطين / العراق / لبنان / البوسنة والهرسك
و .. و .. و ...
فـ لا تستغربي .. من قومك .. !!
..
خلود ..