العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > بَعيـداً عـنْ التصَـنيـفْ ..

بَعيـداً عـنْ التصَـنيـفْ .. المُ ـنـتَـدى العَ ــام ..

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 03-12-2009, 05:23
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟

.

تمر الكتابة الأدبية في الوطن العربي اليوم ، بأقسى الفترات وأكثرها انحطاطا فكريا وفنيا ، وذلك يتعلق - في رأيي الخاص - بجميع فنون الأدب ، عدا فن الرواية والقصة ، فهما منذ فترة طويلة ، يتقدمان بشكل و رتم لا بأس به .
الأسباب المتعلقة لهذا الانهيار الأدبي - لو جاز التعبير - كثيرة جدا ، لا تتعلق بقضايا أدبية وثقافية فقط ، بل تتعدى إلى ظواهر اجتماعية ومادية معاصرة ، و التي يعزو إليها الشاعر والأديب البغدادي ( شوقي بغدادي ) أسباب تعتيم الشعر – على سبيل المثال - وغموضه المبالغ فيه ، ناهيك عن رداءته في الآونة الأخيرة ، فيقول :
( "يعود الغموض والتعتيم إلى عوامل عدة: أهمها الاغتراب ، والاستلاب والقطيعة بين البشر في المجتمعات الحديثة، ، حتى غدت كتاباته منولوجات خاصة جداً، وغامضة جداَ، أشبه ما تكون بالهلوسات والهذيانات التي تتوالى على مخيلة إنسان وحيد ، وهو مستسلم لأحلام اليقظة ، يائس من التواصل مع أخوته البشر.) .انتهى كلامه
إن تتبع مثل هذه الأسباب ، وإحصائها ، يحتاج إلى جهد علمي كبير ، ووقت طويل ، لا يمكن لمثل هذه المقالة المقتضبة أن تحيط بهما ، لكنني سأطرح وجهة نظري حول هذا الموضوع ، وسأتطرق لبعض النقاط التي أرى أنها جوهرية بخصوصه .

لعل من المهم ذكره ، إذا كان لفنون الأدب العربي زعيم ، فهو ولاشك ( الشعر ) ، حيث أن الشعر كما يقال ديوان العرب وعلمهم الذي لم يكونوا يملكون علما غيره ، والشعر العربي كما هو معلوم مر بمراحل عديدة وطويلة ، كانت لكل مرحلة ، سماتها وظواهرها التي تميزها ، والتي نتج عنها إفرازات وتأثيرات على باقي فنون الأدب آنذاك .

المرحلة الشعرية اليوم ، تمتاز بأشد الإفرازات تأثيرا على الكتابة الأدبية بكافة أشكالها ، عندما جاءت حداثة الشعر في بدايات العصر الحديث ، ترافق ذلك مع أساليب في غاية الروعة ، أنقذت الشعر من مرحلة سابقة ، غرقت فيه الشعرية بالزخرفة اللفظية ، والسجع المتكلف ، والتنقيب عن الألفاظ على حساب المعنى ، وعسف الوزن والقافية للصور الجمالية أو الوصف ، كل ذلك ، جاء الشعر الحديث ، ( الحر) منه على وجه الخصوص ، من أجل القضاء عليه . لكن هذا لم يستمر طويلا ، إذ سرعان ما أحدث هذا مساحة لكثير من غير الشعراء أن يمتهنوا بالشعر ، فالطريقة الجديدة ، الحرة والسهلة ، والتي لا تلتزم بوزن أو قافية ، أثارت شهية الكثير للمشاركة ، وأزاحت عن قلوبهم رهبة الشعر القديم ، المرتبط بقوانينه الأكثر صرامة ، وهنا حدث الخلل ، الذي تحول فيما بعد ، إلى ظاهرة منتشرة ، يكتب أحدهم أي شيء ، وبأي طريقة ، ثم يسميه شعرا حرا !!
للأسف الشديد ، لأسباب غير واضحة ومعلومة ، لم تصل فكرة حداثة الشعر بالشكل المطلوب ، أو بالشكل الذي أراده زعماء هذا التيار ، بل على العكس ، الذي انتشر عنها ، بين قائمة من الهواة لا يعرفون عن حداثة الشعر ( الحر ) إلا توظيف السريالي والرمزي والغرائبي والمخيالي ، دون الإلمام بأبسط قواعد ومبادئ هذا الفن ، الذي ظنوه تزويقاً لفظياً ، أو شكلاً فضفاضاً وحسب. حيث أفرزت هذه المرحلة الاهتمام بمفردة ( حر ) دون الالتفات لمفردة ( شعر ) ، وصار هناك نوع من التناسي لمبدأ أساسي ، أن القصيدة عندما تكون حرة ، هذا لا يعني عدم الاكتراث بشعريتها !!

!! وصدق الشاعر ( نزار قباني ) حين قال :
شـعراء هذا اليوم جنس ثالث
فالقول فوضى، والكلام ضباب

(نزار قباني)

يقول الشاعر إبراهيم اليوسف عن مفهومه للغموض في تجربته الشعرية :

"عموماً، إذا كنت ضد المباشرة والوضوح المسرف في الشعر، فإنني أيضاً ضد التعمية، والاستغلاق، والهذيان، وقصيدة الكمبيوتر، والسريلة الببغاوية،" .. ويضيف " ولكن يلجأ بعض الذين يكتبون الشعر إلى غموض الشعر كهذا من أجل الإفلات من الحكم النقدي، فالشاعر يكتب شيئاً غير قابل للفهم، ويدعمه بوهم العمق والفرادة، والتفرد، والتطور، والتجديد …إلى ما هنالك. " إنتهى كلامه .

لقد أعطى الغموض والتعتيم ، وهما أبرز إفرازات الحداثة بوجه الخصوص ، تبريراً للكثير من الكتابات الرديئة اليوم ، تلك الكتابات المصطنعة المنغلقة ، التي لا تجمع فكرة منسجمة، ولا رؤية واضحة . وقد أخذ مروجوها ينعتون القارئ بعدم الفهم ، وبالجهل ، وباختراق الخصوصية والتجاوز ، ويقولون بأن مهماتهم ككتاب جدد وأحرار ، أن يخلقوا القارئ الجديد الحر أيضاً.

يؤكد هذه الفكرة الشاعر ( لقمان ديركي) بالقول:
" الكارثة أن الشعراء الذين يكتبون هذا الهذيان يستخدمون الجملة التي قالها الشاعر أبو تمام " لماذا لا تفهم ما يقال؟ ويطلبون من القارئ أن يفهم كلام الشاعر وما يرمز إليه، وهذا باعتقادي هو ضعف في الشعر المكتوب، وليس في فهم القارئ، مع الأسف ما يكتب ما هو إلا كتابات مستسهلة للكتابة، ومستغفلة للقارئ، لأنها تحكم مسبقاً أنه لا يفهم الشعر، أنا من أنصار الشعر المفهوم، ومع الحالة الواضحة، وبالنسبة لي الشعر في أكثر حالاته غموضاً لابد أن يكون مفهوماً، والغموض ما هو إلا حالة من السحر ، تحيط بقارئ النص الشعري فقط، أما أن نقرأ قصيدة بأكملها لا نفهم منها شيئاً، فهذا أمر مرفوض، وبعيد كل البعد عن الفن الشعري، هنا يحق لنا الاستفهام فيما إذا كان الشاعر ذاته يفهم القصيدة التي كتبها؟ هل كان في حالة من الوعي الكامل أثناء كتابته للقصيدة أم في حالة من الهذيان والتشتت الفكري، لست مع هكذا تجارب شعرية، بل مع الشعر الذي يخاطب حساسية القارئ بشكل مباشر، ولا يعتمد على اللغة، بل يتكئ على موضوعات الشعر الأساسية، والتي هي موضوعات حسية وروحية ". انتهى كلامه .

ولا يتطرف الشاعر والكاتب (ممدوح عدوان) حين يقول :
" أن هذا الكم الهائل الموجود في الأسواق ليس شعراً غامضاً بقدر ما هو شعر رديء، وقد ساعدت التقنيات الحديثة في سهولة نشره، وبالتالي تشكله كظاهرة، هناك كم من الشعر الرديء، لكنه ليس بالضرورة هو الشعر الحقيقي، ونحن نعيش وسط ظاهرة طغيان الشعر الرديء بسبب توافر وسائل الإعلام التي تريد أن تغطي مساحة ثقافية خجلاً .. " انتهى كلامه .

هذا الأمر، وهذه الإفرازات غير المتوقعة ، والسلبية ، انعكست على باقي الأنواع من الكتابات ، فسرعان ما أفرزت الحداثة ، شيئا شبيها بالحكم المسبق بجمالية أي نص يكتب !! وشيوع التداعيات التي صارت محوراً أساسياً في الكتابة !! ، وبالتالي ، ظن الكثير أن الكتابة لم تعد إلا بعض ( الطلاسم ) التي ليس من الضروري أن يفهمها أحد . حتى لو كان الكاتب نفسه !

إن المرض الفيروسي عندما لا يقاوم ينتشر ، ومن ثم يبدأ بالانتقال والعدوى ، وهو في كل حالة يتمكن فيها من شخص جديد ، ليس بالضرورة أن يبقى على تركيبته الأولى ، بل هو يتشكل ويتطور ، وأحيانا يصبح أقوى ، وفي أحيان يكون أضعف ، غير أنه في كل الحالات ، يبقى ممارسا لوظيفته الرئيسة ، وهي الهدم والمرض .
وهذا ما حل بالكتابة اليوم ، فالفوضى التي حلت بالشعر الحديث ، وتفاقمت في النصوص النثرية ، بدأت تنتقل من فن إلى فن ، وفي كل انتقال ، تأخذ هذه الفوضى أشكال مختلفة عن الحالة الأولى التي بدأتها في الشعر الحر . المقالات – على سبيل المثال - صارت تنحى منحا جديدا ، وأخذت تغرق في الإسفاف ، ويتم حشوها بالتداعيات بطريقة فضة ، وتحولت من الرتم الأدبي الذي كان يشكل روح هويتها ، وعصب قوامها ، لتصبح رمز من رموز السخرية ، والابتذال ، واستخدام العامية بإسراف ، وتعاطي أتفه الأفكار وأكثرها سطحية !

في الخواطر – على سبيل المثال - حصل هذا الشيء بشكل أكثر بروزا ، ولعل السبب في ذلك ، أن الخاطرة ، كانت أكثر الفنون غموضا ، من حيث الدلالة والتعريف ، ومن حيث المفهوم والأسلوب . وأصبحت الملعب الواسع الذي يمكن للهواة أن يصولوا ويجولوا فيه كما يشاءون ، لأن اللبس الذي يدور في الأساس حول الخاطرة ، جعل القراء لا يستطيعون الجزم ، هل الخواطر التي تكتب اليوم ، تستحق أن تسمى ( خاطرة ) أصلا !؟
كان أول عمليات التشويه التي حصلت ، إسقاط أسوأ ما حل في الشعر (الحر)على الخاطرة ، وكم كان الأمر سيكون رائعا ، لو أن عملية الإسقاط هذه ، أخذت الملامح الجيدة في الشعر ( الحر) ، من الأدوات الجمالية ، و الغموض المقنن ، المستفز للقارئ ، و الاهتمام بالمعنى والصور ، التي يفجرها الشعر الحديث بأساليب وصفية مبتكرة ، وعميقة ، لكانت النتائج في ظني مذهلة ، لكن الأمر ، مضى على العكس تماما ، هرب أولئك من سطوة الشعر ، وجبروته ، وحاجته للكثير من الشاعرية ، و الانفعال الوجداني والفكري ، وقاموا بتقليد أساليب مراوغة تنسب للحداثة ، وتولدت لدينا نصوص نثرية غريبة تماما ، تفتقد للعقلانية وتحاكي اللغة الشعرية الرمزية !! وكأننا أمام نصوص من جنس ثالث على حد قول نزار قباني !
وفي ظل هذا الضياع الأدبي ، والانحسار الثقافي ، والتلكؤ النقدي ، تبرز حالة رهيبة ومرهقة ، من المجاملات الرخيصة ، وتفشي النفاق النقدي ، و شعرنة الرخيص ، وهبوط الذائقة ، وربما انعدامها أحيانا . كذلك تقل مساحة النقد مع الوقت بدل أن تزيد ، يقول الناقد الكبير (( عبدالله الغذامي، النقد الثقافي )) : " مشكلتنا أمام ( النص ) أننا استسلمنا لقاعدة نقدية ( بلاغية ) ذهبية تمنعنا من النظر في عيوب ( النص ) لأنها تحرم علينا مساءلة ( الكاتب ) عن أفكاره ، وتحدد لنا مجال الرؤية في ماهو جميل وبلاغي ، وليس لنا النظر في العيب والخطل الفكري ، والرخصة الوحيدة هي في النظر إلى العيوب الشكلية في النص أو في عيوب التعبير اللفظي " منقول بتصرف .
الأقلام المميزة اليوم ، تحت هذا الوضع الراهن ، أمست مهمتها الرئيسة البحث عن قراء مميزين ، والذين لديهم الكثير ليقولوه ، أو يكتبوه ، باتوا أكثر الناس عزلة ، بينما الذين يجدر بهم الاستماع والإنصات ، صاروا الأكثر ثرثرة !


رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 03-12-2009, 11:29
الصورة الرمزية جـروح نازفـة
‘، بـقـايـا أمـنـيـات ‘،
 
بداياتي : Jan 2008
الـ وطن : المدينة المجهولة
المشاركات: 747
تقييم المستوى: 0
جـروح نازفـة is an unknown quantity at this point
افتراضي الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟





السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ،،

بدءًا ...

بالنسبة للكتابات ذات الأسلوب المُتكلف والصنعة البديعية المثقلة ؛
فضلاً عن خلوها من المصداقية في الغالب والوضوح ؛
فهي تُرهق الذهن
وفي الغالب
تُشتت الانتباه والتركيز على محور واحد
خصوصًا عندما يتزاحم النص بالعديد من التشبيهات المتناقضة
أو اجتماع العديد من الأساليب والفنون البديعيّة كالسجع
وغيرها من الإسراف في المجازات والكنايات ... - إلخ - في آنٍ واحد
أو مابين سطرٍ وآخر ..


في الحقيقة
صادفتُ كثيرًا أثناء قرائتي لبعض النصوص ..
سواء أكانت (( نثرية أو شعرية ))
وفي كثير من الأحيان أخرج من النص دون أن أستوعب فكرة ما ،
أو الفكرة الرئيسة إنْ صحَّ القول ..


وإنْ شطَّ الخيال بكثير ممّن يمتهنون الكتابة
إلى الخوض في الرمزية وجعلها كمذهب وديدن فإن ذلك لايعني الإسراف في ذلك أو التقنّع بها لإخفاء المثالب
أو خوض غمار الغموض والعتمة بدعوى (( موضة العصر ))
كذلك ثمّة نصوص مُثقلة ومُرصّعة بالحيل اللَّفظية منذ البدء وإلى الختام فلك أن تتصوّر مدى ضياعك في معمة النص

أكتفي بهذا القَدْر .. إذ أنَّ فِكري قاصرٌ حِيال مُجاراة فكرك ونقاشك الباذخ




كاتب عمومي /

شكرًا لهذا الطرح الرائع ولنقاشك لبعض النقاط وتحليلك المُوفّق



موضوع في غاية الأهمية




دمتَ بود






____________________________________

اللُّغةُ العربيةُ في صَفَحَاتْ :

رد مع اقتباس
  #3 (permalink)  
قديم 03-12-2009, 23:44
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 194
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟

الجميل كاتب عمومي ..




لا أعتقد أن للنثر مجالاَ هنا لسببين ..


الأول هو مقالك الرصين والرائع الذي لايحتاج إلاّ للشكر والتقدير لشخصك الكريم .


والثاني لأنه في حضرة الشعر الحقيقي .! أو الحديث عنه بصدق وحرقة كما فعلت في مقالك فلابد للنثر أن يصمت .!


و لعل اصدق تعبير أستطيع أن أعبر به عن موافقتى لطرحك الثري هو الاستشهاد ببيتين من نفس قصيدة نزار الخالدة .. عندما قال :



لم يبق في دار البلابل بلبـــــــل … لا البحتريّ هنا ولا زريـــــــاب


يتكلّمون مع الفراغ فما هــــــم … عجم إذا نطقوا ولا أعـــــــــراب .!



ولك أجمل التحايا ..
:
:
:
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس
  #4 (permalink)  
قديم 03-02-2010, 23:38
الصورة الرمزية بيسَـان
.
 
بداياتي : Dec 2009
الـ وطن : حَيثُ أنَا...
المشاركات: 5
تقييم المستوى: 0
بيسَـان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟

مرحباً كاتب عمومي
مقال رائع وقوي جداً بما دعمته من تحليل واقتباس...

بالنسبة للأدب العربي، فهو كما قلت متقدم في فن الرواية، بل أكاد أشبه عصرنا الأدبي الروائي بعصر أوروبا الثوري، أيام الروايات العالميـة الأشهر،من آرنست همنغواي: وداعاً للسلاح و لمن تقرع الأجراس،إلى رواية ذهب مع الريح لمارغريت، وآنـا كارنينا وجين آير وكتابات جين أوستن.
ومن الأدب الروسي المغرق بالسياسـة: رواية الأم لمكسيم غوركي وروايات جورج أورويل وديستوفيسكي وتولستوي.
عصر ذهبي كانت فيه الروايات تعكس معاناة الشعوب وتترجم مطالبهم وأحلامهم؛ فكلهـا روايات عالميـة محورها الأوضاع السياسية والحياة الاجتماعيـة.
وكثير من هذه الروايات ذاع صيتـها لتمردها على العادات الغربية القديمة، وأهمها كبـت المرأة؛ مثل آنا كارنينا وذهب مع الريح وأنتيجونا وبيت دمية (الأخيرتين من الأدب المسرحي).

"لظروفنا السياسية لم تعد المقالـة مطلباً يسيراً، لذلك يضطر الأحرار إلى إذاعـة آرائهم بالمنشورات السرية،
المقالة صريحة ومباشرة لذلك هي خطيرة، وخاصة وأن هناك أعين محملقة فينـا،
أما القصة فذات حيل لا حصر لها، إنها فن ماكـر"

الكلام المقتبس أعلاه من رواية السُكّريـة لنجيب محفوظ، وأنا أتفـق معه بأن الروايـة السياسية الاجتماعية أصبحت متنفساً للشعوب العربيـة، كما كانت سابقاً لشعوب أوروبا؛
والحق أن السلاح الأدبي لا يستهان به وإن كان بطيء المفعول..

أما لو تكلمنا عن الشعر الحداثي والحر منه خاصـة، فكما ذكرت في مقالك أتى كمتنفسٍ للمعاني الراقية.
فأنا لا أرى بأساً في الشعر الحر بينما يعترض كثيرون عليه، فإن كان من الصعب علينا -وقد هجرنا اللغة- أن نوفق بين القافية والمعنى، فمن الأولى أن نهتم بالمعنى ورُقي الكلمة.
فوالله هناك أشعار مُقافاة يخجل الفرد من قراءتها لسطحيتها وهشاشة محتواها المعنوي.

ولكن للأسف تكرر الخطأ مع الشعر الحر، فنرى كل يوم شاعر جديداً يكتب لنفسه فقط، مغرقاً أسطره القليلة بالفلسفة والرمزية المبهمة، وإن كنت أُقدر الغموض ومتعة فك ألغاز السطور، ولكن التكلف في الكتابة يفقدها معناها.

بل أن الناقد الأدبي: عز الدين اسماعيل في كتابه (الشعر العربي المعاصر) ذكرَ مثالاً مضحكاً مبكياً:
يقول في أحد الهوامش عن أحد الشعراء المسيحيين، بأن جملة (اجعل الكلب خارج السور) في إحدى قصائده، هي إشارة إلى رمزية الكلب في التراث الفرعوني ..
يعني بذلك أن القراء كلهم لزاماً أن يلموا بالتاريخ الفرعوني حتى يفهموا شعره.


اعذرني على الإطالة، وشكراً جزيلاً لك
رد مع اقتباس
  #5 (permalink)  
قديم 04-02-2010, 02:15
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟

جروح نازفه

اتفق معك تماما

رائعه وأكثر
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
  #6 (permalink)  
قديم 04-02-2010, 02:17
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟



العزيز / البيان ،

لو تأثر الشعر بجلالة قدره ، فمن المتوقع أن يتأثر النثر من باب أولى

تحية لحضورك الذي لا يخلف إلا الفائدة

شكرا
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
  #7 (permalink)  
قديم 04-02-2010, 02:19
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: الحراك الأدبي للكتابة . إلى أين ؟

بيسان ،
مرحبا ياعزيزتي
بالضبط كما ذكرتي
اضافتك اسعدتني
ورد وود
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1