|
|
بَعيـداً عـنْ التصَـنيـفْ .. المُ ـنـتَـدى العَ ــام .. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||||
إن كنا نتألم والعلاج بين أيدينَا فلم نأخذ دواءنا من الغرب ,علاجنا القرآن لا العلمنة! بسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم بِدايَةً أنَا سَأُطِيلُ , ولَن أعْتَذِرَ عَن إطَالَتِي , فأنا إنَّمَا كتبتُ هذه المقالة , ومَنَحْتُ نفْسِي بعضَ الوقتِ لكتابَتها للردّ على الـ كثِير الخاطِئ من وجهة نظري مِمَّا ورَدَ فِي مقالتكِ .. لأنّي كمُسلمَة رسالية , وأحمِلُ رسالة الإسلام الجُهد الّذِي بَذَل فِيه حبيبنا المُصطَفَىَ مُحمَّد صلى الله عليه وآله وسلّم جُلّ حياتِه لِيَصِلَ إلَيْنَا عمِيقاً, وها نحنُ نرَىَ اليوم المَوجَات الّتِي تُحاوِلُ أن تَجْرِفَ مَعَهَا عدداً مِن شَبَابِنَا , واحِدَة من هذِهِ المَوجَات هِيَ العلمَنَة الَّتِي تُحاوِلَ يا عزِيز أن تُوضِحَهَا حَسَبَ فِكْرَك , وأوضِحهَا أنا حسَب فِكْرِي , والإختِلاف في الرأي لا يُفسِد للودّ قضِيَّة . أوَّلاً : العلمانية تقصِي حقيقة العبادات , وتفصِل الدِّين عَن بَاقِي الحيَاة , إذ أنَّها تقتَصِر الدِّين في المَسْجِد والمَنْزِل .. ويبقَىَ الإنسَان بعيداً عَنِ الدِّين في مُمارسَة بقيَّة حياتِهِ من عَمَلٍ وحاجات وما إلى آخِرِه .. كتَفْصِيل أقُول , هل كانَ حبيبُنا المُصْطَفَىَ أبو القَاسِمِ مُحمَّد صلّى الله عليهِ وآله وسلَّم يُمارِسُ حياتَهُ بعيداً عنِ الدِّين .!؟ وهَل كَانَ يُؤمُّ النَاسَ فِي الصَلاةِ وحِينَ يخْرُجُ مِنَ المَسْجِدِ يَنْسَىَ الدِّين ويترُكُهُ جانِبَاً ويُمارِسُ حياتَهُ بعيداً عَنِ الدِّين ؟! إن قُلتَ نَعَم , كانَ يَفْصِل بينَ الدِّين والسيَاسَة فهَب لِي دليلاً من السُنَّة الشرِيفَة أو القُرآن الكريم , أو أيّ كتابٍ شِئت تُثبِت لي فيه أنّ النبيّ كان يفْصِلُ في حياتِهِ بينَ الدِّين والسياسَة .. وأسَاساً إن قُلتَ بأنّ النبي كان يفصِلُ بينهُما فأنتَ تعتَبِرُ بِأنّ رسالة محمّد (ص) ناقِصَة , وإن قُلتَ بأنّها ناقصة , فأنتَ تقُول بأنّ الله بعثَ نبيّاً ورسالة ناقصة , والعياذ بالله . إن قُلتَ لا , لم يكُن كذلك بل إنّ الرَسُول لم يكُن يفْصِل بينَ الدّين والسياسة وإنَّما اقتضَىَ لهُ أن يفْعَلَ ذلِك لأنَّهُ نبيّ ومُرسَل ويحمِلُ في عاتِقِه رِسَالَة .. فَأنا أقُولُ لكَ بِأنّ فِعْلَ النبيِّ سُنَّة .. وقولَهُ سُنَّة .. وتقريرهُ سُنَّة. إلاَّ إن كُنتَ تَعْتَبِر بِأنَّ حُبَّنَا للنبيّ وفعلنَا لما فعَل وما أمرَنَا به النبي وهُوَ أمرٌ مُنزَّل من الله , لهُوَ مُغالاة في الحبيب المُصطفَىَ كما يقُول كافَّة العلمانيُّون .. فهُنا يتخِذ الحَدِيث مجرَىً آخَر ! ثانيَاً : العلمَانِيَّة الحالية لا تفصِل الدِّين عن السياسة فقَط , بل إنها فصَلَت الدِّين عن كُلّ نواحِي الحياة , بل وحوَّلت الدِّين إلى مُجرَّد طُقُوس , من صلاة وصِيَام , طُقُوس فردِيَّة , تُؤدَّى بحرَكَات مُعيَّنَة , ضيِّقَة الفِكْر وفارغَة من المُحتَوَى , حتَّىَ أنّ كمّاً كبِيراً مِنَ الشعُوب يُؤدِّي الصَلاة بِلا أيّ فِهْمٍ للمَعَنَىَ من ورَاءِ هذِهِ الصلاة , ولا يَعْرِفُ عَنْهَا سِوَىَ أنّها حركات تُؤدّى يومياّ خَمْسَ مرّات بعدد ركَعَاتٍ مُختَلِفَة , نحنُ نَرْفُض العلمَانيَّة بِكُل ما أوتِينَا من قُوَّة ونَسْعَىَ لإبادَتِهَا من مُجتَمَعاتِنَا ولو بالكَلِمَة الّتِي تُكتَب في المسَاحَات الضَيِّقَة , كثِيرٌ مِنَّا , كثِيرٌ منا , كثِيرٌ منا .. لا أقول جميعُنا , يَرْفُضُ العلْمَنَة , ولكنّهُ يُمارِسُها حقيقةً , ولنا أن نقُول إن كانت فِئَة كبيرة تُمارِسُها, فلا يُمكننا أن نقُول بأنّ العلمانيّة سُلُوك سويّ وفطْرِيّ وسليم !!! ثالثاً : كثِير من كلامِكَ صَحِيح بِشَأنِ ما ذَكَرْتَهُ عَنِ التَعَايُش , اقتباس:
إن هُضِمَت حُقُوق أغلَبِيَّة على حقُوق أقليَّة فِي أيِّ بَلَدٍ مِمَّا ذَكَرْت , فهذَا لا يَعْنِي بِأنَّ الإسْلام قَد دَعَىَ إلى ذَلِك , وهذا لا يَعْنِي أنَّ العِلْمَانِيَّة تفُوق الإسلام رُتبَةً ودَرَجَةً , وهذا لا يَعْنِي أن مُفكِّرَاً مسيحيَّاً يهُودِيَّاً كافِراً كيفما كانَ يكُون هُوَ أفْضَل مِنّ النبيّ المُصطَفَىَ الّذِي حَمَلَ رِسَالَةَ الإسْلامِ على عاتِقِهِ وأوصَلَهَا إلَيْنَا اليوم! إنّ هضم حقوق أغلبية على حقوق أقليَّة هُوَ يعْنِي وقُوع الظُلم , وغياب العَدْل , وهُوَ يَعْنِي عدَم تَتبُّع تعاليم الإسلام , وهُوَ يَعْنِي أنّ الحُكُوماَت الّتِي تعلُو الكراسِي الملكِيَّة هِيَ المُذْنِبَة وهِيَ تتحمَّل على عاتِقِهَا مسْؤوليَّة هضم حقُوق أقليَّة الشَعْب ! إذا كانَ الإسلام لَم يُطبَّق كمَا ينبَغِي , والضَمَائِرَ ماتَت , والمالَ طَغَىَ , فهذا لا يَعْنِي بِأن نأتِي بِفِكْر غربي ونجعَلَهُ فوق فِكرِنَا الإسلامِيّ , وما نصّ عليهِ قُرآننا الحنِيف ..! وبدلاً من دَعوَتِكَ هذِهِ للعلمانيَّة , ادْعُ من شئتَ للإسلام الصحيح , وحاوِل أن تُيْقِظَ الضمَائِر الميَّتَة بكلمَةٍ منكَ فأنتَ لا تعلَم , رُبَّمَا يتأثَّرُ شخصٌ ما بكلامِكَ , فغداً تلقَىَ الإله .. ربّ القُرآن . وربّ مُحمّد (ص) , وربّ من أنجَبَ العلمنة العقيمة . الإسْلامُ صرِيح واضِح عادِل سماوِي , إنّما كثِيرُون يحمِلُونَ إسْمَ الإسلامِ ولا يُطبِّقُون تعاليمِه .. !! خُذ مثلاً , هل كُلّ تُجّار العالم المُسلمُون يُزكّون , أقْسِمُ , أقْسِمُ , لو كان جميعهُم يفعَل لما حلّ الفَقْرُ . لا نحتاجُ يا عزيز لأن نتتبّع فكر غربي ونحنُ نمتلِك ثقافة وفكر عظيم في قُرآننا وكُل ما علينا فعله هُوَ تتبُّع ما في القُرآن لا ان نجْعَلُهُ جانباً , ونُردّد نعيق الغرب / أنّ هذا القُرآن هُوَ صالح لفترة زمنيّة وقدِ انتهَت فقط لندعُو إلى تطبيقه .! إن كُنّا نتألّم والدواءُ بينَ أيدِينَا فلِمَ نَأخُذُ دواءنا من الغَرْب ,علاجُنا القرآنُ لا العَلمنة. رابعاً : اقتباس:
حسناً , إن كُنتَ لا تعتبرُها بديلاً عن الدّين , وإن كُنتَ ترَىَ بأنّ العلمانيّة مُجرّد نِظَام , وإن كُنتَ تنتقد علماء الدّين في تدخلهم في كُلّ صغيرة وكبيرة , وتحويلهُم مهنتهُم للُعبَة ويستغلّونَ المنابِر وما إلى آخره .. ! إن كُنتَ تنتقدهُم في تدخُلِهِم في ما لا شأنَ لهُم به , فلِمَ تُفسِّرُ أنتَ الحدِيث النبويّ ( أنت أعلم بأمور دنياكُم ) وتكيل بالميزان إلى طرف العلمانيّة , الطرف المُحبّب إليك كما يبدُوا .. إن كُنتَ تدعُوهُم لترك ما ليسَ لهُم فيه من شأن فـ اترُك لهُم عملهُم ليتركُونَ لكَ عملَك . أقول : اقتباسكَ لحديث نبويّ , وتفسيرك إيّاه حسب هواك , وبأنّه دعوة صريحة لممارسة العلمانيّة , هذا أمرٌ قد يعُودُ عليكَ بالضرّرِ غداً .. أخيراً : العلمنَة بشكل خاص , والعولمة بشكل عام , تعمَد إلى تغيير الإنسان بما أودعهُ الله فيه من جوهر مادي ومعنوي , إلى غرائز وشهوات وتحويله إلى سلعَة استهلاكيّة غير قادرة على التفكِير . لذلِك يجِب أن تكُونَ هويّتنا ثابِتَة . غير قابلة للتمييع , وأن يكُون لدَيْنَا قيم دينيّة نتمسّك بها , لنحصّن ذاتنا ضدّ أي موجات تُحاوِل أن تجرفنا معها . نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة* |
| ||||
رد: العلمانية سلوك سوي وفطري بسم الله الرحمن الرحيم بداية أحب أن أحيي الكاتب الكريم على طرحه الباحث عن الحق أحسبه والله حسيبه.. ومن ثم أود أن أطرح تساؤلاَ تبادر إلى ذهني من خلال قراءتي لهذه الأسطر .. وهو أن هوية المحاكم هنا لم تتضح بعد فتارة أجد أن الكاتب يسلط المحاكمة على الدين وتارة أخرى وربما هي الأكثر هنا على المتدينين!! وأما التهمة فهي التخلف وعدم اللحاق بركب الحضارة .. وأريد أن أناقش هذه الكلمات ملتزماً بأدب الرد الذي يمليه علينا ديننا ومحاولة في إيضاح بعض النقاط لاعتقادي أن الكاتب باحث عن حق لا متشف ولا ساخر وإنما ناقد يهدف إلى الأيَـام والرقي علماً أنني لست من رجالات الدين الذين ذكرهم وإنما رجل أنتمي إلى ديني العظيم وأحب أن أوضح ما هو مفهوم ومعلوم من الدين بالضرورة دون الرجوع إلى رجال الدين الذين ذكر شيئا من أوصافهم.. ذكر الكاتب وفقه الله أن "العلمانية غير مفهومة لدى المتدينين أو يراد لها سوء الفهم"ثم وضحها بتعريفها المتعارف عليه عند العالم أجمع وليس عند المتدينين فقط بأنها : " فصل للمؤسسة الدينية عن المؤسسة السياسية" بمعنى أنه أضاف كلمة " المؤسسة" فقط ليتضح التعريف الذي يجمل من صورة العلمانية لديه .. فكان على حد تعبير القائل ( وفسر الماء بعد الجهد بالماء )!! ثم جعل الدين والسياسة يسيران على خط واحد " لا يؤثر أحدهما على الآخر" ثم وضح قائلاً " ولا يعني ذلك أنها تطالب بإقصاء أو فصل الدين عن الحياة" وهنا نقول: ماهو الفصل إذاً إذا لم يكن كما ذكر!! فما دام أن الدين يسير بخط موازٍ للسياسة فلا تأثير له إذاً على العملية السياسية ولم تكن السياسة إذاً تابعة للدين بل هي منفصلة عنه في تلك المعابد التي ذكر الكاتب أن العلمانية تسمح بإقامتها وإقامة الدين فيها فقط دون تدخل للدين على جوانب الحياة وهذه هي العلمانية التي وضحها الكاتب والتي هي واضحة عند الجميع فما الجديد لديه إذاً كي يجمل به من صورة العلمانية!! إن العلمانية ببعض صورها التي ذكر الكاتب لم تأت بشيء جديد عن الدين الإسلامي العظيم .. ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز (لا إكراه في الدين ) فلا أحد يجبر أحد على الدين والتدين فلا معنى لقول الكاتب إذاً " أنها تعطي الفرد حريته في الاعتقاد ولا تمنعه من ذلك" .. فالدين و الاعتقاد وإذاً من حرية الفرد في ديننا ولكن إظهار ذلك يتوقف على وضع البلد وقوته الدينية فمثلاً في بلدنا لا توجد لدينا طائفة أخرى غير الشيعة كما ذكرت ولا تشكل إلا 5% من سكان المملكة أما غيرها من الطوائف والديانات فلا تمنع من إقامة طقوسها لكن بشكل غير علني لأن هذه البلاد لها ما يميزها من كونها بلاد الحرمين وقامت وأسست على الدين والسيف. أما ما ذكرت من تلك الدول التي تسمح للمسلمين بإقامة شعائرهم فهذه من مستلزمات دستورهم العلماني ولوجود طوائف من الديانات من سكان البلد وأهله المقيمين فيه .. فلا معنى إذاً لجعل أي حرية علمانية كما ذكر الكاتب.. ثم ذكر الكاتب حفظه الله جملة من انتقادات المتدينين وأنا هنا لن أقف موقف المدافع إذ أنني لا يهمني هؤلاء بل يهمني الدين والذي أتمناه أن نفرق دوماً بين الدين والمتدينين و الإسلام والمسلمين والجهاد والمجاهدين والسعودية والسعوديين وهكذا .. فلا يحق لنا أن نصف أخطاء الأفراد بانتمائهم إلا إذا كانت تلك الانتماءات هي التي تملي عليهم ذلك .. إننا حين نجد كاتباً يكيل على السعوديين المسافرين للخارج مثلاً باتهامات الفساد والشراب فإننا نستنكر كلامه ونرده عليه لأن السعودية لم تأمره بذلك وثانياً أن السعوديين كلهم وأغلبهم ليسوا كما ذكر فكذلك الحال في الأخطاء المرتكبة من المتدينين مع العلم أنني لست موافقاً على ما ذكر كما في قوله " فتجد رجل الدين طبيباً يوهم الناس بقدرته على العلاج بالتفل على وجيههم" فهل هذا إنكار للاستشفاء بالقرآن الذي قال الله فيه( وننزل من القرآن ما هو شفاء) أم هو ذكر لحال بعض القراء الذين استغلوا هذه المهنة للضحك على الناس؟! كم كنت أتمنى من الكاتب أن يكون أكثر إنصافاً وإيضاحاً للقارئ وأكثر احتراما له مبتعداً عن صور الإيهام التي لا حاجة لها إلا عند من يريد أن يطلي الحقيقة عن قرائه.. أما ما يتعلق بقول الكاتب أن رجال الدين يطالبون بأن يترك الدين لرجاله وكأنهم يقنون قاعدة العلمانية " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله" فأعتقد أن أول من يعرف مدى التفارق بين العبارتين هو الكاتب نفسه وفقه الله.. ذلك أن ترك الدين لرجاله المقصود بها : أي للعلماء وهذا يجردهم من ذواتهم لقوله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسؤلاً) فلا قدرة لرجل من رجالات الدين أن يضع هالة لنفسه وقيمة عند الناس و لك أن تتأمل أيضاً قوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فتأمل قوله ( عند الله) فا التقي له كرامة عند الله وليس له الحق أن يطالب بقيمة تقواه عند الناس فالتقوى يؤخذ أجرها من الله وليس من الاعتلاء على البشر هكذا هو ديننا .. فالدين إذاً شيء وحالات أفراد بعض المتدينين شيء آخر يا سيدي الكريم .. ثم ذكر الكاتب وفقه الله أن العلمانية ستصبح فرض للتطبيق واستدل على شيء من ذلك بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام :" أنتم أعلم بأمور دنياكم" وقال" يمكن اعتبار هذا الحديث دعوى صريحة لممارسة العلمانية" وهنا أقول سبحان الله كيف جاء الرد من الكاتب على نفسه بمقال واحد إذ أنه يستغرب أن الدين يترك لرجاله وعلمائه قبل أسطر من هذه المقولة ثم يأتي ويتلاعب بالنص الديني ويلوي عنقه ليوافق رأيه و مبتغاه ونعوذ بالله من الخذلان إذ كيف يجرؤ الكاتب أن يسوق قول النبي صلى الله عليه وسلم في قضية تأبير النخل التي لا تناقض نصاً شرعياً بأمر الحياة كلها التي رسمت لنا وبكل دقّة في نصوص شريعتنا الغراء!! لكنه التضاحك واستغلال التغافل عند القارئ الكريم من كاتب أجاز لنفسه أن يفسر أقوال النبي صلى الله عليه وسلم كيفما يحلو له!! وختاماًْ: ذكر الكاتب نموذجاً لنجاح دولتي ماليزيا وتركيا لأنهما طبّقتا العلمانية وبشكل سريع أتساءل هل مصر وبنجلادش وتونس وكينيا وأوكرانيا يتحكم الدين فيها ؟! أم أن علمانيتها قادتها للتطور والرقي ؟؟!!! ثم يا سيدي الكريم ما هو التخلف لدينا حين تقارننا بتركيا وماليزيا وماهي الجوانب التي تفوقت بها تلك الدول علينا إلا إذا كنت تقصد البرجين في ماليزيا ومضيق البسفور في تركيا فهنا قد أتفق معك .. إن هذا الكلام هو امتداد للثورة الفرنسية في أواخر الألف وسبعمائة ميلادي على الدين الذي تسلط على العلم وحاكم علماء الطبيعة والحياة ثم تحرر العلم من تسلط الكنائسيين فتطورت تلك الدول .. ولا أرى كاتبنا الكريم إلا وكأنه ينادي بنفس الثورة لكن المشكلة أن الدين ورجالات الدين عندنا الذين يستحقون أن يسموا رجال دين لا يمانعون أبداً و لا يوجد دليل واحد في الدين يحرم العلم الحياتي بل يشجع عليه ويدعو له .. ولذا وجدنا الطبيب المتدين والمهندس المتدين والعالم المتدين فلا مشكلة عندنا إذاً بحمد الله من الدين فلا داعي للثورة على الدين يا سيدي الكريم.. وقبل الختام أود أن أشير إلى أن الإسلام دين تعايش ويكفي أن نعلم جميعاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان جاره يهودياً وكان يزوره عليه السلام مع أنه يبغض دينه في قلبه فالتعايش الذي توفره العلمانية لى حد زعم الكاتب هو موجود و بشكل أفضل في الإسلام.. وختاماً : أدعو كاتبنا العزيز وقرائنا الكرام إلى أن نتأمل في كتاب ربنا العزيز حيث يقول ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ).. أقول ذلك لأنني أحس أن الكاتب قد أعجب كغيره بكلام بعض أؤلئك القوم ثم جاء يردد شيئاً منه هنا والحق أحق أن يتبع وأكثرهم بحمد الله تبين له صفاء هذا الدين وجماله لا لحسن من يطرحه فقط بل لقوته وزبد الباطل وكما قال سبحانه ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض ).. والله أسأل أن يهديني والكاتب الكريم والقارئ المبارك لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه هو الهادي إلى سواء السبيل.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. مير اشوف التسلي عن هواه استحال |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|