تضحكين ..
وتضحك الشمس ، تلملم ماتبقى من نهار ، ترتمي بأحضان المدى ، تغفو هانئة ..
وحده القمر يبدو حانقاً ، وأنتِ وحدكِ من يغيظ القمر .
وجهك الوضّاء .. لحن الطفولة ، موطن رحّال ، ترياق حزنٍ ، سر صباحات العيد
وجهك الوضّاء .. أمل حصّادين وسجين ، وجهكِ الوضاء طائرة شراعية لصبية على الشاطيء .
مذ عرفتكِ وأنتِ تسبقينني بأعوامٍ ضوئية ، وعلى عادتكِ تعودين لأجلي تبحثين عني في ردهات البؤس تشعلين شمعة ، أصحو كملك وتبتسمين كآلهة للنبل .
ياقصيدة ً كتبها الله ، ياقوة الحماليّن آخر النهار ، يامدينة أفلاطون أنا لا أكتب لكِ قصيدةً فالله قد كتبك ْ
هذا العالم بلا هواء وأنتِ من يفتح النافذه ..
ماذا تخبئين تحت جلدك ؟
حلوى ؟
آنية من ذهب ؟
انعدام جاذبية ؟
همة حطاب ؟
يقين نبي؟
إننا نمشي سوية ًوتحنو عليك زهرة ويغرد البلبل فوق رأسك وتظلنا غيمة وعلى الشاطيء قبالة البحر نجلس .. يهبنا البحر نسمات باردة أعلم أنها همساتكِ قبل الغروب .
ماذا تخئين تحت جلدكِ ؟
سحر الألب ؟
معجزة بابل ؟
قصائد نازك ؟
ليالي الميلاد ؟
إننا نمشي سويةً ويبتسم المارة ، وتمتليء جيوب الباعة ، يتفتحن المراهقات يدعين النضج وفي زاوية ذلك المقهى حبيبين يتهامسان يقبل النادل بقالب حلوى تصيرينه شهداً من كلم ، يهمسه ذلك الوسيم في أذن تلك الجميلة ، يذوب قرطاها .
ماذا تخبئين تحت جلدك ؟
نبيذ أندلسي ؟
خبزاً للفقراء ؟
صهيل كمنجة ؟
إننا نمشي سوية ويصبح هذا الضجيج مأدبة من وئام ، إننا نمشي سويةً وتغدو الورود كريمة ليس على جموع النحل فقط .
تفعلين بي ماتفعله المعجزة بالمستحيل ، ماتفعلة الشمعة في جيوش الظلام وأكثر ثم أكثر ثم أكثر
ياهيفاء ..
أيتها الصديقة ، التي مافتأت ترفع يدي علامة للنصر وإن كنت خاسراً .. أمي التي وضّأت قلبي من جدول القرية تركتني عنده ، رحلت .. لتأتي أنثىً جريئة ولغت فيه وماعاد قلبي يصلح لصلوات الجوى ، القلب مفطور وهذا العالم سيء .
في يومٍ ما و حين موتي ستمطر سحابة حزينة ، هاتفيني لن أجيب في المرة الأولى هاتفيني مرة أخرى سأجيب ستقولين أنك نشرتي قصصك القصيره ستقولين أن أولادكِ ستة وأن أشقاهم محمد .. سأضحك بإقتضاب سأقول وداعاً .
تنجب عينك ماسة ثمينة ، وبعد عشرة أيام تحتضنين دمية بطريق تقرأين رسالة قد تركتها لكِ :
هيفاء .. لأنك تضحكين ..
هذه الطيور تعرف الطريق إلى أعشاشها ، تعرف الشمس من أين تشرق ، تعرف النجوم كيف تتلألأ في جيد السماء يعرف الطفل كيف يرسم بيتاً بجانبه زهرة كيف يرسم قلباً يكتب داخله أمي .
هيفاء .. ولتضحكي كي لاتحيد الأرض عن درب التبانة ، كي تستمر حكايا التوت وأهازيج البحارة .
هيفاء ماستك المصقولة من دفء عينك احفظيها ، ثمة تربة ستنبت منها شجرة بلوط .