غافلني الحب ومضى راحلاً بك ‘

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

الطارقون على أبواب الحنين ال خُلعت مقابِضُها ذات فقد يعلمون ما قد يتوارى خلفها، وما هيـ ة الأشياء التي تنتظرهم كلما شرعت تلك الأبواب على مصرعيها، ل تجعلهم يختصرون جملـ ة الأوجاع وإلتقاط ملامح كُل الوجوه التي أسقطتها عجلـ ة الأيام الدائرة على مراى من عُمرٍ شهد على إتساع جسور الود ، ال ما فتأت طعونهم الباقيـ ة تهدم أركانـ ه وتُلقنـ هُ آخر دروس الثبات الذي تزعزع غياباً، وترك في أعمارنا ألف نافذة للحزن ، نوافذ حُزن لا يتردد خلالها سوى صرير الذاكرة ، صريرٌ شّدَ رحالـ ه خلف كُل من مضى ،و تربص صدى صوتـ هُ ب كُل ذي ليل يُداهم بمجيئـ هِ خطوات الحنين التي تتكوم وتسقط على أرصفـ ة منحت نفسها حق في إحتضان كُل وجوه الراحلين التي أحاطت بها تقاسيم الغربـ ه ،ف خلفت أثر لا تمحيـ ة مرور السنون و أسهبت في شد أزر توقنا ل مقايضـ ة خيباتنا بأشياء أُخرى تمت للسعادة الهاربـ ة ب ذات صلـ ة رحم ، ومجاذبـ ة أطراف النسيان مع كُل طيف يتخلل مسامات الذاكرة ، والمثول أمام بوتقـ ة التغاضي عمداً عن أضغاث الأحلام ، والسُكنى لا شعورياً في أعماق صحوة اليقين التي تجيء بحقيقـ ة أن :
النهايات هي تلك التذكرة ال حُجزت ولم تُختم ب بتاريخ مُحدد يشي ب موعد ذاك الأستحقاق الذي يعود بنا بعد رحلـ ة طويلـ ة الأجل صفر اليدين .. ممتلئين ب الكثيرمن خيبات الفشل ، فشل يُذكرنا بتلك التعاسـ ة التي تأتِ مصاحبـ ة لكل نهايـ ة وتُرادف كُل تعريف لها ، تعاسـ ة تُخلفنا خاوون تماماً من ذاك التواجد الذي كان يحملهم إلينا و يهبنا ما نقتات عليـ ه ويحثنا على المُضي والأستمرار في العيش ، تعاسـ ة تستعير كُل مبرر ل نحرق معـ ه أصابعنا ونحنُ نكتب ونفتش عن وطن مساحتـ هُ ليست أوسع من ذاك الفراغ الذي يتخلل مقدمـ ة كتاب طبعنا عليـ ه معالم وجعين وَ أهداء - وجعان أولهما يرسم خط مسير الأخر وثانيهما وشايـ ة ب خواتيم تلك القصص التي تدفعنا ل تصفح الفهارس ، والزج ب تلك العناوين في معمعـ ة الأعتقاد والترقب الذي يجعل من تلصصنا على محتوى السطور الأخيرة والكيفيـ ة التي توضع بـ هِ نقاطـ النهايـ ة ليس ب ذات ذنب يجب أن نُحاسب عليـ ه ، وأهداءٌ يعلمنا كيف نتلمس معنى أن نحجز والحب تذكرتي قطار ل رحيل واحد ...رحيل يختصر المسافـ ة بين محطـ ة نهايـ ةٌ وَ أُخرى ،رحيل يعلمنا كيف يكون إطلاق صفارة الوصول هو المفرق المرتقب الذي يجب أن ننزل عندهُ مرغمون .. مُخلفين كثيرُنا الذي يغادرنا هو و الحب .....مُبتعداً..

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

برغم أسقاطات بقايا الأسئلـ ة التي تظل عالقـ ة في الذاكرة بعد إنتهاء زمن تلك القصص وتجاوزها مواسمٌ عدة ألا أن ما يسقط سهواً منها لن نتحمل وزر أجابتـ ه وَالتي لن يحملها لسان حالي معك.
فَ أخبرني :
-هل كان يتوجب علينا أن نتكهن ب أن حصاد أحلامُنا قد تقطفـ هُ أيديهم ما قبل موسم أفراحُنا .. بَ بذرة أنتماء وسنابِل حُب !؟

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

إلا الغياب وجرح غيره عوافي *

‘

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

من السهل أن تهبنا الحياة ثوباً يليق جداً ب ملامح حُزن أنيق تسورهُ ذكرياتٌ باهتـ ه.

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

الفرح الهارب بعيداً.. لايأبـ ه ل كميّـ ة البكاء الذي قد تغص بـ هِ أطراف مآقينا ،

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

المسودة رقم (1)




- إلى صديقي الذي أمتهنت لأجلـ ه كتابـ ة الرسائل ، تلك الرسائل التي لا أحتاج إلى تغليفها بشكل أنيق ل تُلقى في صندوق بريد، أو حتى ل تحملها يد ساعي حنين ب أتجاه من حملوا كثيرنا وغابوا.. رسائلي يا صديقي مسودات لا تحمل عناوين ثابتـ ه ، مسودات هاربـ ه من أدراجنا القديمـ ه التي كُسرت أقفالها بيد حنين ل أيامٍ ماضيات،مسودات لا تُلقى على رف لا مبالاه وإن حملت بين طياتها جميع وعود الخذلان الكاذبـ ه ، وَ فجور الأماني الذي لا يسترها واقع ضرير ، مسودات لحرف لم ألقمـ ه يوماً جرعـ ة فرح كاملـ ة تستحق أن تُقرأ ..أو أن تُخلد بين طيات كتاب حزين ..ل أُهديك أياه.


- البارحـ ة تمنيتُ أن يخبرني الغياب عنك يا صديقي ، وأن تتسع وشايتـ ه لما بعد فراغين وروايـ ة غير منقوصـ ة لا يُطول مكوثها في الذاكرة ل أكثر من حنين ، وأن يشي بعدها ب شجن الإبتعاد ،والرغبات المكتنزة ،وأن يُحدثني عن هزو الأبجديات في أخر سطر شطبناه معاً ، وعن الضيق المفرط للسعـ ة التي كانت تتسم بها وعودُنا ،وعن أفتعال النسيان الذي لا يأت بالخير الكثير ، ليكون لي الحق بعدها في الأعتراف ب أن الابجديات يا صديقي ما عادت تتماهى مع رغبتنا في أمساك عشر أُمنيات وإطلاق سراح واحدة ، لذا أتت إستفاقات الحنين متأخرة جداً، متأخرة ل درجـ ة أن أعمارنا لا تكفي ل منحنا شرعيّـ ة معاودة المحاولـ ه ولو ل مرةٌ واحدة فقط ، و أن جميع وعودُنا التي كانت تأتي بمحض رغبـ ة تلك الصُدف التي كُنا نصنعها عمداً ل تجمع أحلامنا في أحد كفيها ..وتسلبها حق أن تكون ب الكف الأُخرى ..بقت مُجرد أشباة حقائق مفلسات إتنزع الزمن أيماننا بها واحدةٌ تلو الأُخرى ..







- أنت فقط - أوفى - ما أهدتني أياه أيامي الماضيات .

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

بعدك :
كُلما تحسستُ موضعْ بَصماتُ أصابع أحلامُنا ..أعتصر الفقدُ قلبيْ .

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

الكتابـ ة : زاد البؤساء الذينَ لفظتهمْ أوطانُ العشقْ وتقطعت بهمْ سبل السعادة .

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *

هذا الحزن كافر..أغوى مدامعنا
.......عرى ملامحها ..في عيون كل الناس،

كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة *