|
|
بَعيـداً عـنْ التصَـنيـفْ .. المُ ـنـتَـدى العَ ــام .. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||||
رد: المنافقون والمنافقات في القرآن الكريم (( يخادعون الله والذين آمنوا ..)) يرى بعض المفسرين مثل المفكر الإسلامي الكبير قطب وغيره ، أن لفظ الجلالة في الآية (( يخادعون الله والذين آمنوا )) هو من باب الدعم للمؤمنين ، وأن من يخادعهم فكأنما يخادع الله عز وجل . وهذا باب تشريف وتعظيم للمؤمنين ، حيث يكون الله معهم سبحانه ، يقف في صفهم ، ينصر من ينصرهم ، ويعادي من عاداهم . ومثل هذا صحيح . وقد ورد في القرآن مما يشابهه كثير . غير أن السياق في الآية ، وفي ما بعدها من الآيات يؤكد المحاولات الحمقاء لهذه الفئة في مخادعة ربهم ، بالإضافة لمخادعة المؤمنين ! فالفعل المضارع (( يخادعون )) يدل على الاستمرارية في الفعل ، فهم سادرون في وهمهم ومنهجهم القائم على الخداع والاحتيال . ومخادعة الله لا تدل على التجبر بقدر ما تدل على سطحية التفكير، وغباء التصور في أذهانهم . هل يعقل أن يخادع الإنسان من يعرف أمره ، ويكشف حقيقته ، ويفهم أسلوبه ؟ إن مما يثير الضحك والشفقة في آن واحد . أن يخادعك – على سبيل المثال - ابنك ! أو أن يحاول طفل صغير أن يحتال عليك ، أو أن يمارس أحدهم ذكاء عليك ممن أنت على علم بسلوكه ،ونفسيته ، وطريقة تفكيره . فكيف بالله عز وجل – وله المثل الأعلى – حين تحاول هذه الفئة أن تخادعه ؟! وحتى لا نقف حيارى أمام هذا التصرف المشين ، فإن الله عز وجل يلفتنا لعظم إحاطته بهم وبمكرهم . وأنهم واقعون في حبائل ما يمكرون ، وأنهم سيجازون ثمن التفافهم على الحق وتزيينهم للباطل . فيختم الآية نفسها : (( .. وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون )) .. يا الله ! أي شقاء هذا ؟ وأي صدمة تلك ؟! أصبح الطالب هو المطلوب ! وصار السارق هو المسروق ، وأمسى الخادع هو المخدوع !! إن احتيالهم يلتف حول أعناقهم ، ليس هذا فحسب ، بل فوق هذا (( وما يشعرون ))!! إنهم يقعون في أفخاخهم دون وعي منهم أو شعور ! فهم بنهمهم المتكرر لخداع الآخرين ، وتمثيلهم الدائم على المؤمنين . وتشدقهم بالكلام . ولي ألسنتهم بالشبهات . يبرمجون أنفسهم على موال الخدع للدرجة التي يخدعون فيها أنفسهم ! فيفتنون بشبهاتهم ، ويصدقون أكاذيبهم ! كل هذا يحدث لهم ؛ وما يشعرون !! والغريب في ظنهم الواهم، أن قبولهم اللفظي بالإيمان سيكون مخرجهم للوقوف في الخانة المبهمة ! الخانة التي لا ترفض الكفر، ولا ترفض الإيمان ! يصرحون بالإيمان بالله وباليوم الآخر ، وفي الوقت نفسه يصرحون بالتشكيك والشبهات بحق الله وبرسوله وبالقرآن ؟! إنهم لا يقفون موقف المحايد . على الإطلاق . فالموقف الحيادي . يلزم صاحبه أن يكون بعيدا عن التعليق أو التعاطي مع آراء الطرفين ، بل يقف في خانة بعيدة عنهما . لكن المنافقون والمنافقات . يقفون كلا الموقفين ، ويحاولون الظهور في كلا المنطقتين ! تجدهم مرة في صفوف المؤمنين يرفعون شعارهم اللفظي بالإيمان ، ومرة في صفوف غير المؤمنين يرفعون الشبهات والتشكيك والتهوين من قدر المؤمنين !!وهكذا تجدهم مرة هنا . ومرة هناك .. مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء !! وبالتالي مثل هذه الفئة من الناس . لا يمكن النظر لها على أنها فئة تشكل تيارا فكريا ، أو جماعة ذات منهج واضح المعالم . أو طائفة ذات منظومة مفهومة وحاضرة . إنهم مجرد فئة من الناس . الخالية من الانتماء . التي ليس لها خانة فكرية أو اجتماعية تركن إليها ، ولا تستند لمرجعية تنبثق آرائهم على أساسها . فئة من الناس ؛ لم تحدد موقفها ومصيرها بعد ، وصاروا أشبه ما يكون بالمشردين !! إن حالة إنسانية مثل هذه الحالة . ترضى لنفسها مثل هذا الخيار ، وترتكز إستراتيجيتها في الحياة على خداع الآخرين . وتضع نفسها بين الشك واليقين ، تستكبر عن قبول الإيمان ، ولا تجهر بالكفر . حالة إنسانية كهذه الحالة المذبذبة ، المشتتة ،غائبة الهوية والمعالم . لا أعتقد أن الطب النفسي الحديث يتردد للحظة واحدة بوصفها مريضة ! أما عند علام الغيوب ، خالق الأنفس والعالم بخفاياها . فيحتم عليهم هذه الصفة بشكل لا يقبل المناقشة ، فيقول سبحانه في الآية التي تليها مباشرة : (( في قلوبهم مرض ..)) بالفعل ! مرض ! لا يمكن أن يفسر سلوك إنساني على هذه الشاكلة الغريبة إلا أنه مرض . ومنبع هذا المرض ومستقره في القلب ، ومتى ما كان منبع المرض القلب . فذلك الشقاء الدائم ، والهلاك المبين . حيث يصبح الجزاء من جنس العمل . إن جزاء من يعمل على إمراض قلوب الناس ومحاولة إضلالها بالشبهات ، أن يزيد الله قلبه مرضا وسقما في الدنيا . وأن يكون جزاء كذبه وخداعه ؛ العذاب الأليم في الآخرة . هكذا ختم الله عز وجل الآية الكريمة : (( فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )) يتبع بإذن الله عندما رأيت زهور " الدافاديل " في منتصف يناير ادركت انك ابتسمت هذا الصباح ! (( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |
| ||||
-
كَمْ بَدت السماءُ قريبـ ة * |
| ||||
رد: المنافقون والمنافقات في القرآن الكريم العطاء ... كاتب أنت نافذه لما يخفى عنا لقلة تفكرنا أنت نافذه لما لم نحيط به من العلم اتابع .. بتأمل إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ .. أحبَبتُ نفسي ميسون سويدان |
| ||||
رد: المنافقون والمنافقات في القرآن الكريم ونة خفوق جزاك الله كل خير اطلالة مشجعة كل الشكر عندما رأيت زهور " الدافاديل " في منتصف يناير ادركت انك ابتسمت هذا الصباح ! (( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |
| ||||
رد: المنافقون والمنافقات في القرآن الكريم صمت الرمال سعدت بحضورك كل التقدير لكلماتك الطيبة ود عندما رأيت زهور " الدافاديل " في منتصف يناير ادركت انك ابتسمت هذا الصباح ! (( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |
| ||||
رد: المنافقون والمنافقات في القرآن الكريم . ((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )) تحمل هذه الآية – على الرغم من إيجازها - من الوعيد الغليظ ، والعقوبة المرعبة . والنهاية الأليمة . ما لا يمكن حصره أو تصور حال من يشمله نذيرها !! حيث تقرر الآية مصير هذه الفئة المنافقة ، في الدنيا وفي الآخرة . وأن مصيرهم إلى سوء سواء فيما يتعلق بالدنيا ، أو فيما يتعلق بالآخرة . أما في الدنيا : (( فزادهم الله مرضا ..)) وصورة العقوبة هنا أشبه ما تكون بصورة المريض الذي يباشره الطبيب فيخبره بأنه مصاب بمرض خطير ، وأن مرضه هذا سوف يزداد ويتضاعف ، وأن الشفاء من مرض يتعرض للزيادة والمضاعفة يكاد يكون أمرا مستحيلا !! ولله المثل الأعلى في السموات والأرض ، إنه يشخص حالتهم . وبعد أن نبأهم بحال قلوبهم المريضة . أضاف على هذا أن مرضهم لن يتوقف عند هذا الحد فحسب . بل سيزداد ويزداد!! وكم لهذا الوعيد من هزة في قلوب المؤمنين . القلوب التي لم تفقد إيمانها بعد . ولم تتعرض لوحشة الشبهات ولوثة النفاق . فالقول هنا . ليس لمخلوق من مخلوقات عالم الفناء . وليس من أصحاب التهديدات العنجهية الواهية . وليس ممن يتخرصون بالعلم ظنا منهم أنهم فكوا أسرار الكون وأحاطوا بها . إن القول هنا من رب السموات والأرض .. الله العليم البصير الخبير . سبحانه وهل يبقى للمؤمنين شك في أن هؤلاء مرضى والله يقول عنهم أنهم مرضى ؟؟! (( في قلوبهم مرض )) إنهم وإن زينوا ظواهرهم . ووزعوا الابتسامات ، وتماسكوا أمام الناس . وإن كانوا يتخفون وراء لطيف الأسلوب ، وأنيق الكلام . إلا أن المرض قد تمكن من قلوبهم ! و الوباء انتشر وتغلغل بينهم ! ((في قلوبهم مرض ، فزادهم الله مرضا ..))و ينبغي الالتفاتة لأمر مهم جدا .. (( في قلوبهم مرض ))لقد كانت البداية منهم ! والشرارة الأولى للمرض ؛ انطلقت من قلوبهم وشكوكهم و شبهاتهم . إنهم إن كانوا قد سارعوا للمضي في طريق الضلال . وأقبلوا على مسببات المرض من النفاق والخداع . فإن النتيجة المباشرة العادلة لهم : ((فزادهم الله مرضا)) ... ذلك أن الله عز وجل لا يرضى لعباده الضلال ، ولا يرضى لهم مرض النفاق والكفر . وهو اللطيف الرحيم بعباده ، يعز عليه أن يضلوا ويتيهوا بعد أن كرمهم بالرسالة وشرفهم على جميع المخلوقات ، وأعد لهم ما أعد من نعيم مقيم يرضاه لهم بكرمه ومنه وفضله . لكنهم إذا ما سعوا إلى الضلال . واتخذوا النفاق منهجا لهم في الحياة . بل – وفوق هذا – صاروا ينشرون مرضهم وضلالاتهم وشكوكهم بين المؤمنين رغبة في إضلالهم وتشكيكهم في دينهم . فإن مثل هؤلاء أرخص من أن يربطهم الله بحبل الهدى والنور! وأحط من أن ينقذهم من هذا الهلاك الذي اختاروه لأنفسهم . وإن أعظم عقاب لهم في الدنيا . أن يتركهم الله لأمراضهم ولأفكارهم و تخبطاتهم يغرقون فيها حتى الدرجة التي لا يتمكنون من النجاة بعدها ! إن الفئة التي يقصيها الله من حفظه وعنايته و هدايته . ماذا سيبقى لها من خير في الدنيا ؟؟ وذاك والله مكمن العذاب ! وإنك لتلاحظ الحسرة والخوف تصيب من فقد حظوته عند أمير أو ملك أو سلطان في عالم الفناء التافه ، وتجده يأسى على من لا يملك له ضرا ولا نفعا ! فكيف بمن فقد حظوته عند من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟ ومن ضيع رباطه بمن هو أحوج إليه من حاجته لأنفاسه ! كيف حال هذا الذي فقد الله ؟!! ومن فقد الله ماذا بقي له ؟؟!! فزادهم الله مرضا ..أي زاد إعراضا عنهم ، وأخرجهم ممن نالوا حظوته وكرامته واهتمامه . وإعراض الله عز وجل من أقسى العقوبات على من يعرض عنه من خلقه . إن القلب الذي يعرض عنه الله ؛ مريض لا محالة ! سقيمٌ ما في ذلك شك ! وإن إعراضه سبحانه عن هذه الفئة وإيكالها لأوهامها ومرضها سيجعل مرضهم وشقائهم في زيادة لا يكتب لها الوقوف ! فيمضون في طريق الحرمان والوحشة ، غريبين في دنيا لم تكن الحكمة من خلقها إلا عبادة الله والانصياع لحكمه . فئة شاذة عن موكب الصالحين عبر العصور والرسالات . منشقة عن الوحي الرباني . ومعزولة في عنابر المرض واليأس ! إن أصحاب النفوص النظيفة ، لتنخلع قلوبهم و تهتز من وجل الله ورهبته ! ثم تخبت وتشتاق من فرط حبه واللهفة لفضله . ولا تحيا هذه القلوب الطاهرة ولا تنتعش ؛ إلا إذا ما ارتبطت بنور السموات والأرض ، نور الله الذي يقلب القلوب ويصرفها على طاعته . الأول سبحانه الذي يبتدئ منه وينتهي إليه كل شيء . إن قلوب البشر ذات الفطر السليمة ، لا تكاد تنبض وتضيء إلا إذا ارتبطت بالوحي الإلهي ، فأشبعت نهمها لكلام رب الناس ووصاياه وقصصه ، تجد مع خالقها الأنس والسلوى ، والطاقة النابضة الدافئة . والصفاء الذي لا يكدر . والمتعة الخالصة التي لا يزاحمهم فيها غشاش أو حاسد أو طاغية . إنها أشرف العلاقات وأنبلها وأزكاها . إنها علاقة العبد المتلهف المحتاج ؛ بربه الخلاق الكريم الودود . وبمقارنة بسيطة بين الحالين ، يظهر ذلك البون الشاسع بين التيه الذي يتخبط فيه القلب المريض بالنفاق ، وبين السلام الذي يمضي فيه القلب المشع بحلاوة الإيمان . فزادهم الله مرضا .. إن مسلسل الضلال والنفاق مسلسل لا نهاية له . فهو باب مفتوح لمن يطلب الاستزادة في الشبهات والتشكيك والإعراض . ووحده الإنسان المسئول الأول أمام نفسه، وأمام الله ؛ إذا ما اختار طريق النفاق وأعرض عن طريق الحق والنور ! إن طريق الضلال والنفاق لا يحمل عليه إلا من رخص في عين الله جل جلاله ! فتركه يمضي فيه بلا حمايته ولا وقايته و لا حنوه سبحانه . ومن يحفظ المؤمنين من الضلال والنفاق غير الله عز وجل ؟؟ إنه يحفظهم بمنه وإحسانه وحنانه ، ولا يرضى لهم أن يتيهوا في طريق المرض والألم ، أو أن يختلهم الشيطان في غفلة منهم فيتمكن من قلوبهم . أو أن تتقهقر عزيمتهم فيمضون في ذلك النفق الموحش ! في قلوبهم مرض .. ومن يضمن نفسه أن يصاب بمثل هذا المرض ؟؟ من يضمن أن ينزلق في سرداب العتمة والهلاك ؟ لولا لطف الله الرحيم الخبير ! إن النفس تدعو ، والشيطان يزين ، والفتن تزداد ، والشهوة تلح ، والشبهات تشوش . لكن الله مع عباده المؤمنين لا يكلهم لهلاكهم ، ولا يسلمهم لمثل هذا المصير المخيف ، إنهم إذا ما وقعوا أقامهم بمغفرته ، وإذا ما غفلوا أيقظهم بهدايته ، وإذا ما أخطئوا أقالهم بالتوبة إليه . إنه الرحيم الودود بهم ، الذي يطهر القلوب السليمة الباحثة عن الحق ، وإن كان لها مالها في سلوك البشرية المذنب القاصر . فزادهم الله مرضا .. فتلك حسرة أخرى للمنافقين وزيادة في مرضهم ، إذ أنهم ينشرون شبهاتهم ، ويشككون في دين الله وفي وحيه . ويعملون ليل نهار ، وينفقون من أموالهم وأوقاتهم ويبذلون من جهدهم ، رغبة أن يضلوا المؤمنين والمؤمنات !! لكنهم بعد أن يتوقفوا ليحسبون الحسابات ثم ليقدروا النتائج ، تتجلى لهم الصدمة في أعظم صورها ، حين يكتشفون أنهم لم يضلوا إلا أنفسهم !! وأن المؤمنين يزدادون إيمانا وإعراضا وتحديا لهم ! ذلك أن الله يثبت المؤمنين ويلهمهم رشدهم ، بينما يخذل المنافقين ويتركهم يمضون في طريق النفاق والشبهات بلا رجعه ! إن ازدياد مرضهم يظهر حينما يكتشفون أن أعمالهم الخادعة ، ووسائلهم الرخيصة لم تفلح في زعزعة المؤمنين والمؤمنات عن مبادئهم وعن حبهم لدينهم وربهم . بل على العكس ، يرتد السحر على الساحر ، ويقع في الحفرة حافرها !! إذ يريد الله بالمؤمنين الخير ، فتزيدهم هذه المواقف إيمانا وتثبيتا وتثير في قلوبهم الغيرة على الله و على رسوله . ولا تنتهي مكاسب المؤمنين عند هذا الحد . بل إن تصرفات المنافقين تحيي الإيمان حتى في قلوب العصاة الذين يهبون بفطرهم النظيفة المحبة لله ولرسوله ، المثمنة لرسالة الإسلام وعظمتها وسموها . يدافعون وينافحون . ويحترقون غضبا لدينهم ووفاء لخالقهم وولي نعمتهم . فأي فضل للمؤمنين كهذا الفضل لمحسنهم ولمسيئهم ؟ وأي مرض وحسرة وعقاب للمنافقين يوم أن رد الله كيدهم في نحورهم وجعل النتائج كيفما يريد هو سبحانه ، لا كيفما تشتهي أنفسهم العليلة المعطوبة ؟ كيف حالهم وهم يرون الجموع وهي تنتشر متمسكة بكتابها ، حافظة لدينها ، ملتزمة بمرجعيتها ، مطمئنة بإيمانها . بينما هم يمضون خائبين خاسرين يزدادون مرضا وحقدا وعزلة !! " فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " ولا يشير الله عز وجل عن مصيرهم في الآخرة إلا بقوله: (( ولهم عذاب أليم )) ،وحسبك أن تسمع من الواحد الديان القهار المتكبر الجبار . حسبك أن تسمع منه (( ولهم عذاب أليم )) حتى تطير بك المخاوف ، وترتعد منك الفرائص ، وتشرد بك الخيالات المرعبة . إنه القوي ذو البطش الشديد. ينذر هؤلاء ويتوعدهم بعذاب أليم !! وكيف هو هذا العذاب ؟؟ وما هي أدواته ؟؟ وما هي نسبته للمخلوق حين يقول عنه الخالق أنه (( عذاب أليم ))؟؟ هل هو الألم الذي نعرفه وتدركه عقولنا ؟؟ أم أنه فوق ذلك بمراحل لا نحصيها ولا نملك أن نستوعبها ؟؟ لقد تركت الآية هذه الأسئلة مفتوحة مرعبة ، تهتز لها القلوب الوجلة ، ويستعيذ منها المؤمنون المشفقون ، وتهرع بسببها الأفئدة إلى الله ، ترجوه أن يلطف بها ، وألا يعرضها لهذا النذير الحاسم . والتهديد الرهيب !! .. ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )) (( بما كانوا يكذبون )) هذا هو !! هنا ترتكز مشكلة المنافقون والمنافقات ! هنا محور القضية والخلل ! وهنا يظهر السبب والنتيجة . ويتجلى النبع العفن الذي يشرب منه هؤلاء !! إنه الكذب ! والكذب هو سيد الذنوب وزعيمها . وهو العامل المشترك لكل معصية عرفتها البشرية . لا يمكن أن تتصور معصية على وجه الأرض تخلو من الكذب . ولا يمكن أن تستمر معصية دون أن يكون الكذب الداعم الرسمي لاستمرارها . إذن تلك هي الحرفة التي يبرع فيها المنافقون والمنافقات ، وهم من فرط كذبهم – كما نسمع ونرى اليوم– لا يسمون الكذب كذبا ؟! وإنما يحاولون أن يجملونه بالعديد من المصطلحات التي امتدت منذ نشأتهم عبر التاريخ الإسلامي وحتى عصرنا الراهن . يصنعون من خلال ذلك ؛ هالة من الجمل يسندون إليها أكاذيبهم دون حرج ! ولو كان المنافقين والمنافقات يتحلون فقط بفضيلة الصدق بين كل ما لهم من مساوئ ذكرها القرآن الكريم عنهم . لانتهت قضية النفاق منذ أن نشأت في مولدها . إذ أن خلة الصدق كانت ستدفعهم للبحث عن الحقيقة والاحتكام للقول الحق . ومناقشة المؤمنين بكلمة الصدق لا بالتحايل والتلاعب واللف والدوران ! لكنهم – ويا لندامتهم - يكذبون ! ومتى ما حاول المؤمنون أن ينقذونهم من الضياع في غيابة الجب . وعرضوا لهم الأدلة . وفندوا لهم الشبهات ،واستمالوهم للخير . وأناروا لهم الطريق . فكروا وقدروا . فقتلوا كيف قدروا ! إذ سرعان ما ينكصون إلى المجادلة والكذب! ثم يصرون على الكذب !! ثم ليوثقوا كذبهم ؛ (( يحلفون على الكذب وهم يعلمون)) ! عندما رأيت زهور " الدافاديل " في منتصف يناير ادركت انك ابتسمت هذا الصباح ! (( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |
| ||||
رد: المنافقون والمنافقات في القرآن الكريم عنفوان أنثى ، الحوراء ممتن لهذه الاطلالة الطيبة والردود التي تملئني بالاعتزاز والسعادة كل عام وانتم الى الله اقرب وحمى الله قلوبنا من النفاق تحياتي وامتناني عندما رأيت زهور " الدافاديل " في منتصف يناير ادركت انك ابتسمت هذا الصباح ! (( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|