إيماني بَيّ يَجعلُ داخلي سَعيدٌ جداً


يَانادل كأسٌ مليءٌ بالفرح انثره على عتبةِ المقهى
ليطرد كابوس الآحزان المُخيم على وجوه العابرين

ممممَ أحتاج ايها النادل لِ كرسي واحد لي ..
لقهوة واحدة وماتأتي منها الكثير .. أحتاجُ أيها النادل لموسيقى أنسى ضجيج ماحولي ..
أحتاجُ لذاكرتي قليلاً لأنفرد بِها وبالحديثُ وبالورق الذي أمامي الذي طال وقته فارغاً .
ممم أحتاجُ أن أسهر كثيراً هنا .. هل يُسمح لي بالجلوس حتى الفجر .. حتى أستطيع المضي بِ الشارع وهو فارغاً تماماً من كل خطوات .. ومن قبل أن يصحوا النيام ..

هل يُسمح لي قليلاً .

أنا ياصاح أخبرني ولاتواسيني . وحتى لكَ أن لاتأتي لي بصوتكَ . أخبرني انك واقفاً أمامي . خذ من بيني وبينكَ مسافة ماتريد . أبعد عن الطاولة والكراسي . فما حولي صغار هواء تتراكض .
أحب أن تحجز لي طاولتي بالقرب من النافذة ليس من أجل شي . أو من أجل أن أنتظر قدوم أحد . لن يأتي أحد والطريق مازال يُطبطب بِ الرحيل .
كل ماهنالك من قرب النافذة وجوه كثيرة . لاتعرفني . وربما من يعرفني شبهاً أو ربما من يعرفني بنفس ماكان عليه بِ مكاني الذي أجلس فيه . ربما ذكرته بِما كان .
بينما أني اتأمل من الركض البطيئ والسريع . ومن ركض موسيقى الشجر بتمايل رقصتها الشفافة بتحليقها . أتأمل من عديد الوجوه تلك والتي لم يأتني واحداً منهم بِ الرسمة التي ترسم بين يدي . لم اجد ملامحاً من شيئ منهم . وماكان بِ يدي الصورة التي علقت بِ ذاكرتي وصوتي . الصورة التي أوجدتني . التي أبكتني بِ التنفس الكبير . التي كلما أجدني أكتب توقيعاً بالورق بِ آخر السطر أو بصوتي حينما أتحدث مع نفسي : شُكراً ..

ياصاح .. إن كنت تتنظر رزقاً فَ أتي بي من القهوة الكثير ولاتقلق .