لا أشتهي شي لِ جوعي . وهو يشبع من جوعه الذي أدرك لِ صمته أنه لم يعد صالح لشيئ .
والطريق ليس طريقي . والأسئلة التي كانت تدور تلتقي إجاباتها لوحدها لتعرف مصيرها .
وكانت كذلك .


أغني لوحدي يانادل .. أغني لما رأته عيناي . وأني لستُ أشيائه .
أغني وهو على البال . وعطر .. وحتى لو أن خطواتنا لم تلتقي ..
أغني لوحدي ولظلي برغم الحزن . الذي لم تلتقي أصواتنا ..
وأنا معكَ . برغم أنك لست معي .
وَأغني أنا معك .. بس ماألتقينا ..
و يانادل لم نلتقي ..




..

المكان إثنين . وجههما فارغان .
لم يلتقيان الملامح بعد .
وطالت مدة بقاء الكرسيين ينتظرا ..
كرسيين . حديث طويل .
قهوة تشرب . وحدتهما ..
كرسيين . يلتقيان ..
صباحهما يمسح بمنديله على أكتاف الكرسيين .
يعطرهما . يبقيهما نظيفين ..
يفتح الأغنية .
تُغني بدون إلتقاء .
تطول الأغنية الطويلة يومها بعد يوم ..
تبقى تُحدث المطر . تُحدث الليل . السهر ..
تُحدث الأغنية بالأغنية ..
تُحدث أصواتهما ..
والفجر الضاحك . والحزين ..
كرسيين يضحكان . ويبكيان ..
أيدينا لم تلتقي . وتلتقي أعيننا آخر الصورة ..
كفي المطر . يمد لكفي المكان لِ إثنين .
لم يلتقيا بعد منذ مدة ..
وَ ووجه الكرسيين ووجه الفجر ثلاثة .
كانوا ثلاثة بالقهى .
الفجر يتحدث . والكرسيين يتأملان .
كل واحد منهما ينتظران إلتقاء .
الفجر يعبر تفاصيلهما .
مرة يضحك . ومرة عميقة يحزن .
ومرةً يفعل بنفسه أن لابأس . أمام العابرين من الأشجار ..
وصوت المكان يجلب مظلته .
قبعة للكرسيين .
الكرسيين محجوزين .
لِ إلتقاء لم يلتقيا بعد ..
لِ إلتقاء لم يأتيا منذ مدة .
محجوزين . لإثنين .
يعرفان بعضهما .
ولم يلتقيا بعد ..

لا أحب السفر أبداً يا نادل , فهبلي وطناً لا أعرف فيه السفر