30-09-2010, 16:11
|
| .............! | | بداياتي
: Feb 2010 الـ وطن : في جوف المعمعة
المشاركات: 709
تقييم المستوى: 15 | |
ذات نسيان ..
,
لحظة متعبة تلك التي أسقطت في يدي حيلة ضعيفة , أردت بها الخلاص من رجل أغرق به وما لِقدر ذكرياتي عنه محيد ..
جربت كثيراً محاولة التملّص من وعود أفي بها رغماً عني لأسمر طلب مني الإبقاء على أشياءه في مكمن ..
إلا أنني أفشل عدا النظر في الثقوب لأجد أن أشياءي هي أشياءه وحده وأنني بكاملي
أنتمي إلى مزرعة صغيرة زرعتها ضحكاته الموشومة بغمازتين من سحر وفتنة ..
تلك الذكريات الوردية التي إحتضنت صورة الوسيم تتراءى لي كالدخان الحبيب , أستنشقه على عجل , أستورد رائحة الحنين منه وأضيع ..
أضيع في متاهة الولاء لوعود أطلقتها مشاعرنا جزافاً وماكان لنا في الوفاء بها من نصيب ..
لازلت شقيّه وعنيدة لأشتم رائحة العطر الممزوج بالدموع والألم المخفي في صوت أمِل وبشدة
أن يسمع إعتراضي على هجرته إلى وطنه البعيد عن هنا ..
أرادني أن أبدأ الإعتراف ليبدأ الإستسلام إلا أنه مامن مجال لأرسم الخطوة الأولى لنار تحرقنا معاً
وإن كنت سأعيش فيها هانئة لحصولي اللعين على شيء أعلم أنني لن أملكه أبداً ..
في وقت سابق تحدثت وبلهفة عن إيجابية الخيانة لإخلاص ألزمتنا به أشياء عنت تفاصيلنا رغم عنّا
إلا أنه في أحيان كثيرة حتى الخيانة لا تكاد تسعفنا في إنقاذ ما تبقى من إمكانية العيش بهناء لأيام معدودة
دون إفتراس مؤلم لبسماتنا التائهة إلا من ضياع ..
أخشى أنني أُفرط في الحديث على أبواب شتى وأحرف ترتجف بوجل من جرأتي لكشف أشياء ينبغي عليها أن تختفي ولازلت أخشى ولا أكترث ..
لم تكن بحاجة إلى الجرأة لتغزو تفاصيل الجانب الفاتن من أسمر صامت والبؤس مهنة أجاد الوسيم ممارسة فنونها بمودّة وإخلاص ..
وذلك ما قادني إليه كاتبة اقتص من صورته عينان سوداوان يغلفهما اليأس فحين يأخذ منك القلم مجده
تعرف أنه لا يرضى الإقتباس من غير المصدر الأول ..
وأسمري كان مصنع البؤس ومنّه يورّد البكاء إلى كلّ أوجه العالم وقلوبنا المتخمة بالوجع لذكرى لا تعني سوى صنع الألم بإتقان
إلا أن شهيتنا لمزيد من البكاء جعلتنا نفتح جروحنا على أشدها ونلتهم بقايا عتاب قديم أمضينا على قضم أطرافه منذ بدأ فينا الزمن ..
مشكلة الأوقات التي نصنع فيها المعجزة للحياة أنها بدأت في تقبل الموت وتجرّع اليأس بكميات أكبر بكثير مما تقدر المعجزة ذاتها على إختراقها ..
لا شيء يفوق إحباط العطر سوى تهشّم زجاجة إحتوته زمناً طويلا , ذلك الزمن الذي له ألف باب ونافذه
تهرب منه خطايانا إلى حيث لا يمكن إصطيادها
فننجو من حبل المشنقة بعذرٍ أقبح من الذنب نفسه الذي يحمل في صدره فكرة لمليون ملجأ للحب والفقد والنسيان ومضارب أمطار نيسان بشغف ..
لا زلتُ أشمّ رائحة الحرير الأزرق وخليطٌ من النظرات والبُعد والإنتظار والموت وفي أطرافه السفلى لا زالت رائحة النسيان
تنتظر الأجواء الباردة لتفوح ووجع النبض ينزعج من صخب الرائحة ..
ذات نسيان .. اختصارُ اللقاء الذي لا شبيه له إلا قطب متجمد وجبل من جليد لم تستطع تلك السفينةُ الاصطدام به وإسقاطه بكل رفق ..
ذات نسيان.. هي التبرير الذي أستطيع أن أواجه به سعدي حين يعاتبني لحظة أخلفت وعدي به كعادتي ولجأت للأسمر المليح
أمتص من ملامحه مساقط بؤس ومصادر حزن وموت متكرر على أشكال شتّى..
ذات نسيان .. هي هدية الوداع لرجل أستبقي لبؤسه صورة في أحضان فرحي لـ أحافظ على بريقه الصامت حتّى بعد حين ..
هي حيلتنا الأقوى والأضعف لتبرير تكرار إنهزامنا في تحقيق ما نريد في الإيفاء لوعود ألقيناها ذات عشق للبقاء معاً ..
وحين أعيتنا مطالب الوفاء تغلّفنا بُردة النسيان عذراً باهتاً ورمينا ماكان قسماً خلف ظهورٍ أهلكها حمل العهود المنكوثة من قبل أن تُنطق ..
ومع أن إمتهاني سرد قصة النسيان البائس لأسمر يكاد يدرك العقد الثالث من عمره ما جاءت عن حبّ قط ..
وماكانت إلا فرصة إستهلّ حدسي بها سرقة لإختناق يحصره ويحصرني بالمشاركه إلا أن نسياني لحضوره القاتم لا يحتمل الحدوث ..
والذكريات القرينة بخصامنا الدائم تدور كالحارس على أبواب الذاكرة فلا تنفذ ..
لعنة البؤس خاصّتي جاءت من فضول أدركني لإقتحام قبر مقدّس وما خلاصي منها إلا بإغلاق طابق التابوت بأدب
ونثر التلاوات المعتذرة على أطراف القبر العتيد ..
إسألوني عن تجربتي فأحكي لكم .. لكنني أخشى أن بؤسي الصغير المصنوع بيدي لا يشبه بؤساً كالذي تدركونه ..
حينها أصفعوا بي جانباً متنحياً فأنا من كان يجلب الشرّ لنفسه وأستحق نتاج إيقاظ الموت النائم بعدل .. ____________________________________ ,
يارب اشفي أبوي , يارب .. |