#11 (permalink)  
قديم 16-02-2011, 00:17
الصورة الرمزية هديل .
.
 
بداياتي : Oct 2008
المشاركات: 3,847
تقييم المستوى: 20
هديل . will become famous soon enough
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !






أنا أول زائر هنا ,
و أنا آخر من سيغلق فاه دهشته و إعجابه .
أكمِل يا رعاك الله .





[ ]



____________________________________




"أجيب لك قلب ثاني منين؟"

رد مع اقتباس
  #12 (permalink)  
قديم 03-03-2011, 03:55
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 194
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

ـ 4 ـ

أما الشريحة الرابعة فهي " الشريحة الخفاشيّة " وهم معشر الخفافيش الذين يملئون فضاء الإنترنت تحت أسماء مستعارة حيث ينطلقون منها في مهاجمة الآخرين سواءً في العالم الحقيقي أو في العالم الافتراضي هجوماً لاهوادة فيه , حيث أنهم جعلوا من الفضاء الإلكتروني ساحة معركة لقتل , وتدمير, ونفي كل من لا يعجبهم , أو يروق لهم !

وقبل الحديث عن هذه الشريحة لابد من الإشارة إلى أن الغالبية العظمي من مرتادي الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية تستخدم الأسماء المستعارة لأسباب عديدة , لا أخالها تخفى على الكثيرين , وإن كنت من المؤيدين للكتابة بالأسماء المستعارة لأسباب ربما تكون شخصية أكثر منها منهجية إلاّ أنني ضد تلك الأسماء المستعارة التي أتخذها أصحابها أقنعة لممارسة أغراضهم , ومقاصدهم المريضة !

وقد جاءت تسمية هذه الشريحة من أحد الكُتّاب الذي تناول الموضوع من زاوية أخرى حيث شبههم بطيورالخفافيش التي لا تظهر إلاّ في الظلام , لئلا يراها أحد ! حيث تستطيع هذه الشريحة من وراء هذه الأسماء المستعارة أن تمارس صناعتها البذيئة دون أن يحاسبها أحد أو يتعرف عليها أحد في أقل الأحوال !

هذه الشريحة التي تقع تحت قائمة الفئة السوداء من فئات الإنترنت , تحمل بالإضافة إلى سوء الطوية مرض نفسي خطير أسمه " كره الذات " ! كيف يكره الإنسان نفسه ؟ سؤال صعب , وربما تكون الإجابة عليه أصعب , ولكن دعونا نفكر بصوت عالٍ , ونتساءل : هل هناك شخص يحُبّ نفسه أو يحترمها في أقل الأحوال يتفنن في صناعة العداوة , وخلق الأعداء ؟ هل هناك شخص ينتمى لعالم الإنسانية الرائع , وما تحمله من قيم نبيلة , و قواسم جميلة , ومشتركات رائعة يحمل كل هذا الحقد والبغض لبني جنسه ؟

حقيقة الأمر لا أعرف كيف تستطيع هذه " الشريحة المريضة " أن تعيش حياتها بهدوء وطمأنينة وهي تمارس ما تمارس من بذاءات عبر الفضاء الإلكتروني ؟
ولا أدري فعلاً كيف تستطيع أن تنام قريرة العين دونما أيّ شعورٍ بالذنب أو تأنيب للضمير ؟ كيف وقد هاجمت فلان في دينه , وشككت في أمانته ؟ كيف وقد قذفت فلان في عِرضه وشرفه ؟
كيف وقد زعمت أنها كشفت عن ضمير فلان , وعرفت نواياه من خلال ما يكتب ؟
كيف وقد نالت من المسؤول الفلاني , أو المدير الفلاني , أو القائد الفلاني , بالتشكيك , وتشويه الصورة , وتزييف الحقائق ؟!

والمصيبة كل المصيبة ! أن هذه الشريحة تركب موجات شتى فتارة تهاجم باسم الدين , وتارة أخرى باسم الوسطية , وثالثة أخرى باسم العلمانية , ورابعة باسم العادات والتقاليد , وخامسة وليست أخيرة باسم الحق والانتصار للمظلومين ! تعبث بالثوابت , وتدّعي الدفاع عن الفضيلة المستباحة , وتصنّف الآخرين على حسب أهوائها وميولها ونزعاتها , ولا ترقب في غيرها إلاّ ولا ذمة !

حسناً ! نسمع ونقرأ كثيراً عن " الحوار مع الآخر , والتعايش مع الآخر " ولكن مَن مِنا فكر بالتعايش مع النفس ؟ هذه النفس المنطوية على عوالم ضخمة من الألغاز, والأسرار, والخفايا التي لا يعلمها إلاّ من خلقها , تحتاج منا إلى الكثير من التأمل , والكثير من الوقفات الصادقة , والكثير من المحاسبة حتى نضمن لها شيء من الاستقرار , والهدوء , بعيداً عن الانفعالات الآنية , والتشجنات المضطربة , والعواطف المشحونة ! تحتاج منا باختصار معرفة ما لها من حقوق , وما عليها من واجبات .

يقول الدكتور سلمان العودة : " أن أبسط الواجبات التي فُرضت على النفس البشرية هو منح الآخرين حق العيش بالطريقة التي تناسبهم بعيداً عن فرض القيود , وبعيداً عن محاولة تدميرهم , وبعيداً عن مزاحمتهم على فرصهم التي وُهبت لهم "

ويضيف في موضع آخر : " في كل منا في داخل نفسه وقلبه مصباح أو شعلة , والمفترض أن يسلّط هذا المصباح على داخلة نفسه , ويجيله في أطواء ضميره , ومخبٌآت قلبه , بيد أن الكثيرين يسلّطون المصباح على غيرهم نقداً , وعيباً وبحثاً عن الزلات , والأخطاء , ومحاصرة لهم , وأخذاً بمخانقهم ! "

ومن هنا يجيء السؤال الضخم على حد تعبير أحد الأصدقاء ! هل تعرفنا على أنفسنا كما يجب ؟
حسناً ! لا أعتقد إن الإجابة على هذا السؤال تسرٌ على أية حال , حيث أنها تحمل قدراً كبيراً من الحقائق المروعة بالنسبة للذهنية العربية أو النفس العربية التي تفضل العيش مع الأوهام على مواجهة الحقائق !

الحقائق التي تقول أن العرب أو معظمهم على أية حال حتى لا نقع في منزلق التعميمات الخطيرة ! يحملون قائمة طويلة من الإسقاطات , بدءاً من إلقاء التبعات على الآخرين , ومروراً بالظروف الراهنة , وغير الراهنة , وانتهاءً بهاجس المؤامرة الذي يتصدر تلك الأجندة !

إلقاء التبعات على الآخرين أصبحت جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية , وتوزيع الاتهامات بالجملة على العالم كشماعة , أو ذريعة لتبرير التقصير والإخفاقات , صار امتياز عربي , وتفسير هزائمنا الميدانية , والثقافية , والحضارية وفقاً " لنظرية المؤامرة " , كلها مبررات نفسية للخروج من دائرة المساءلة والمحاسبة !

هذه النفس العربية المنطوية على نفسها , وعلى أوهامها , وعلى تبريراتها الساذجة تعاني من أزمات كثيرة في الحقيقة , فهناك أزمة تصور, وأزمة فكر , وأزمة اعتقاد ! ولن تخرج من هذه الأزمات حتى تستطيع فعلاً إعادة قراءة نفسها بشكل صحيح بعيد عن أي تأثيرات داخلية أو خارجية ! تعيد قراءة نفسها بدون مواربة أو خجل .
تعيد قراءة نفسها بتجرّد وحيادية تامة بعيداً عن الوقوع في مزالق الإيحاءات الخادعة , أو التصورات الخاطئة .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه فعلاً كيف تعيد قراءة نفسها ؟

وهنا اسمحوا لي بتلخيص الإجابة التي وردت في ثنايا كتاب الدكتور سلمان العودة " شكراً أيها الأعداء ! " حيث قال : " تعيد قراءة نفسها عن طريق الصدق مع نفسها أولاً , كما دل على ذلك التعبير القرآني الكريم حيث قال أعز من قائل { وكونوا مع الصادقين } , وكما أشار الحديث النبوي الكريم " والصدق يهدي إلى البر " .

وتعيد قراءة نفسها بمعرفة إمكانياتها جيداً حيث استثمار مواطن القوة , ومعالجة نقاط الضعف .
وتعيد قراءة نفسها بمطابقة القول بالعمل , وذلك بردم الهُوّة بين الظاهر والباطن , والسر والعلن .
وتعيد قراءة نفسها بقبولها نفسها بعيداً عن أي أقنعة مصطنعة , أو إضافات شكلية تساهم بشكل وآخر في اتساع الفجوة .
وتعيد قراءة نفسها بإدراك السنن الكونية القائمة على الاختلاف والخلاف .
وتعيد قراءة نفسها بنبذ التعصب الأعمى الذي كان ـ وما يزال ـ يجرّنا إلى مستنقعات , وويلات كثيرة . "

ويختم الدكتور كلامه الجميل بهذه الدعوة : " إن ثمت دعوة مُلحّة تفرض نفسها كبديل عن بث التهم في كل اتجاه , مؤدى هذه الدعوة : أن افهموا أنفسكم , وأقبلوا عليها , فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان "
وكما قال بعض السلف " من عرف نفسه استراح " .

حسناً ! هل بقي شيء ؟

بقي رسالة صغيرة نرسلها لعناصر" الشريحة الخفاشيّة " نذكّرهم فيها بتحذير نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عندما قال : " سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ونذكّرهم أيضاً بأن عليهم كراماً كاتبين لا يغادرون صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصوها , ونقول لهم : اتقوا الله في أنفسكم , واستشعروا عظمة الله عز وجل عندما تقفون بين يديه , وقد تجرأتم على أعراض المسلمين إما بقذفٍ , أو بشتمٍ , أو بسبٍ , أو بغيبة , أو ببهتان , وكله من أجل إرضاء ذواتكم المريضة ونزعاتكم الشيطانية !


يتــــبع .
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس
  #13 (permalink)  
قديم 03-03-2011, 20:22
الصورة الرمزية ليس بعد ..
كـائن
 
بداياتي : Apr 2008
الـ وطن : (كَوْكَوْ) آخر ..
المشاركات: 60
تقييم المستوى: 0
ليس بعد .. is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

الأخ الفاضل / البيان ..

كل التحايا لشخصك النبيل ..
تابعت باهتمام , تفكيك الفذ لبعض شرائح ( مجتمع ) الانترنت , ولا أخفيك فقد تماهيت بشكل دقيق مع بعض ما جاء في ثنايا تحليلك البارز , والذي شكّل مرجعية أولية لتلك النماذج التي تناولتها في معرض حديثك ..
أردت أن أحيي فيك جزالة أسلوبك , ورهافة منطقك , ولو أنني لا أريد لهذا الرد أن يتحول إلى تمجيد وإبراز لأدواتك الجلية , فإنني أجدني مرغماً على التنويه , باستراتيجية التفكيك لهذه الفئات , فقد بدت معالجتك ناجعة في إلقاء الضوء على بعض مكامن النزعات الإنسانية العصية على التفكيك , بحيث استحال (بيانك) هذا , أشبه ما يكون بتفصيل التفاصيل , وتقييد الأحوال , وابتكار عدة البحث والتنقيب عن مغاوير هذه الفئات , وإنني أعد نفسي وأعدك , بالرجوع مرة أخرى للتقاطع مع بعض الشرائح التي أوجزتها لنا , حيث بدا لي التفوق في التعاطي مع إحدى الشرائح , الأمر الذي يحيلنا لمناقشة ذهنية لبعض مفاصل هذا المقال الجامع المانع ..

دمت مبدعاً وفي انتظار مزيدك الذي وعدت به ..
____________________________________

تكلم لأراك ..

التعديل الأخير تم بواسطة ليس بعد .. ; 03-03-2011 الساعة 20:24 سبب آخر: ,,,
رد مع اقتباس
  #14 (permalink)  
قديم 03-03-2011, 21:32
الصورة الرمزية تَائِهَةٌ بِكَ ..~
.
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : ضمن مخلفاته ..~
المشاركات: 222
تقييم المستوى: 0
تَائِهَةٌ بِكَ ..~ is an unknown quantity at this point
Thumbs up رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

رعاكَ الله أيها الجميل ..

____________________________________

رد مع اقتباس
  #15 (permalink)  
قديم 17-03-2011, 19:31
الصورة الرمزية صَمتْ ,
{ أُنّثـى خُرافيـه !
 
بداياتي : Dec 2007
الـ وطن : إغفاءةُ أُمنِيـةْ.. !
المشاركات: 820
تقييم المستوى: 0
صَمتْ , is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

كُلي ندم بأني لم أكن هٌنا منذُ أول حرف


متابعة بكل ما فيني ,



فِكرٌ غاية بالسمو
.
____________________________________

.


هُـدوء ~


.
رد مع اقتباس
  #16 (permalink)  
قديم 22-03-2011, 22:21
الصورة الرمزية رؤى~
في أحلـآم العآجزين"
 
بداياتي : Nov 2010
الـ وطن : مآبقى فيه أحــد!
المشاركات: 5
تقييم المستوى: 0
رؤى~ is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

متآبعه

بورك بَ بحرفك ~
____________________________________

أمــآه أنتِ موضع ألـألـم
رد مع اقتباس
  #17 (permalink)  
قديم 20-05-2011, 15:53
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 194
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

وآخر هذه النماذج أو الشرائح الإنترنتية الفاسدة هي " الشريحة الصيّادة ! " وهي تلك الشريحة التي تمارس الصيد أو القنص الرخيص , وهو صيد الإناث عبر الشبكة العنكبوتية أو عالم الإنترنت الافتراضي . الإناث اللائي يملأن زوايا , وممرات , وطرقات الإنترنت . ولا أقصد هنا مواقع الشات , أو التعارف , أو بقية المواقع السخيفة المعروفة أهدافها سلفاً , ولكني أعني ذلك الصيد الذي يتم عبر بوابة الكلمات ولو بحثت عن عنوان يصف , ويجسّد حقيقة هذه الشريحة لم أجد أفضل من هذا العنوان : الصيد تحت ظلال الكلمات !

الكلمات التي يتم من خلالها صيد النساء كما يتم صيد الجموع ! الكلمات التي تتواري خلفها الشهوات كما وصفها الشاعر, وأجاد حقيقة الوصف عندما قال : " أتدرين ما الكلمات ؟ كذباً خادعاً أشر .. بها تتحجب الشهوات ويُستعبد البشر " .

أن عجبي حقيقة لا ينتهي من أولئك " الذكور " الذين حباهم الله عز وجل موهبة الكتابة وهي نعمة على أية حال ! فيسخرونها بالدرجة الأولى لصيد الكثير من القوارير ! وإن كنت هنا أجرّم أولئك الكُتّاب بالدرجة الأولي , فأنني في ذات الوقت لا أبرّأ ساحة الفتيات حيث أنهن مسئولات بالدرجة الأولى عن تصرفاتهن . ولا أجد حقيقة الأمر والحالة هذه تعبير يصف بشكل أو بآخر تلك المسؤولية أكثر من التعبير الإنجليزي الذي يقول : " بإمكانك أن تقود الحصان إلى الغدير , ولكن ليس بإمكانك أن تجعله يشرب ! " .

أن القصص المأساوية التي نسمعها بسبب دناءة النفوس التافهة , تجعلنا نؤكد أن عالم الإنترنت برغم كل ما يحمل من المزايا والإيجابيات , ليس إلاّ " مقصلة " للكثير من الإناث , أسارع وأضيف إلى أن تلك المقصلة لا تقتصر على الإناث فقط بل وحتى على الكثير من الذكور ! حيث أننا لم نعد نعرف حقيقة في هذا العالم المتلاطم بالأمواج البشرية أيهما الصائد وأيهما الطريدة ؟ أيهما الجاني وأيهما المجني عليه ؟ أيهما السفاح , وأيهما الضحية ؟

والسؤال الذي يتبادر إلي أذهاننا الآن هو : من الذي أوجد هذه الشريحة ؟ أو ماهي أسباب انتشارها في العالم الافتراضي ؟


مما لا شك فيه أن ضعف الوازع الديني يأتي في المقام الأول , وهو الذي يقف دائما وراء الكثير من مشاكلنا النفسية والجسدية . وفي المقابل نجد أن قوته ـ أي الوازع الديني ـ هي أهم حصن يحمى المسلم من الانزلاق في دروب الخطايا والآثام , فكلما كان المسلم محصن إيمانياً كلما صعب اختراقه سواءً من شياطين الأنس أو الجن , والعكس صحيح .

ومن الحصانة الإيمانية التي تلازم المؤمن أو من المفترض أن تلازمه دائماً هو الاستشعار بمعية الله عز وجل ومراقبته له دائما في السر والعلن , الأمر الذي يعزز ويقوى شعور المراقبة الذاتية , والمحاسبة المستمرة , تلك المراقبة والمحاسبة هما في تقديري الخاص أهم سلاحين نواجه بهما الشيطان ونفوسنا الأمارّة بالسوء .

وأما السبب الثاني فهو متعلق بقضية التربية الأسرية !

حسناً ! كنت ومازلت مقتنعاً بأن التربية الأسرية الصحيحة , والحديثة يجب أن تقوم وترتكز على الرفق الذي نادي به سيد الخلق محمد بن عبد الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عندما قال : " ما كان الرفق في شيء إلاّ زانه , وما نُزع من شيء إلاّ شانه " هذا الرفق الذي استبدله اليوم الكثير من المسلمين للأسف بالعنف بنوعيه الجسدي والنفسي , وبالاتهامات , وسوء الطوية , وبقية القائمة السوداء من التعاملات غير المبررة شرعاً ولا ديناً .

أريد أن أقول أننا متى ما قوّمنا السلوك بالرفق وزرعنا في الأطفال أهمية المراقبة الذاتية , واستشعار عظمة الخالق عز وجل , لربما نجحنا في تكوين شخصيات سويّة ومُعتدّة وواثقة . أنني حقيقة الأمر أحمّل الآباء والأمهات الكثير من المسؤولية في إخراج جيل مشوش نفسياً , وفكرياً , وشخصياً ! بسبب أساليب التربية الخاطئة القائمة على التعنيف والتأنيب , وإذابة الهوية الشخصية في خضم الأوامر والنواهي , ومحاولة إعادتهم على شكل نسخ مكررة منهم . والمأساة كل المأساة عندما يُبرّر هذا الطغيان السافر باسم الحُبّ , أو الخوف , أو المصلحة !

أن هذه الممارسات التي يمارسها الكثير من الذكور والإناث سواء في العالم الحقيقي أو في العالم الافتراضي سببها بعد ضعف الوازع الديني هو تلك التربية الخاطئة التي اُرتكبت بحسن نية طبعا .! وما أكثر الأخطاء التي تُرتكب بحسن نية ! وما أفدح الجرائم التي تقودها حسن النوايا ! أقول من المؤسف حقاً أن ترى الكثير من الشباب والفتيات وبعض الكهول ! يبحثون عن ذواتهم الضائعة عبر هذا العالم الافتراضي . يبحثون عن الحنان والآمان المفقودين في محيط الأسرة الصغيرة والأمثلة والشواهد في هذا الجانب كثيرة جداً .

ومن المؤسف حقاً بأن هذا الضياع المُرّكز لدي الكثير من الشباب والفتيات الذين يبحثون عن ذواتهم المفقودة عبر هذا العالم الافتراضي , كان وما يزال أحد أسبابه الرئيسية هو سياسة العنف التي تُمارس في البيت , وفي المدرسة , وفي الشارع , وفي العمل , وفي كل مكان تقريبا . العنف الذي ضاعت معه أجمل المعاني والمفاهيم الإنسانية للرحمة والاحتواء .

ومن أسباب انتشار هذه الشريحة هو " بريق الإنترنت !"

قلت سابقاً أن عالم الإنترنت و ما فيه من الشخصيات الافتراضية أصبح حقيقة لا يمكننا تجاهلها بأي حال من الأحوال , هذا العالم أصبح حقيقة يحمل الكثير من الأضواء التي تغري بالفعل , تلك الأضواء التي أشبّهها بلهب النار الذي يجتذب الكثير من الفَرَاش ! حيث أن الكثير من الجنسين يدخلون عالم الإنترنت وقد جذبهم بريق ودفء ذلك اللهب الذي سرعان ما يسقط فيه الكثير .! ذلك البريق هو بريق الشهرة والأضواء وعالم النجوم .! ذلك البريق هو الدافع الرئيس لتلك الرغبة المتحرقة التي تسكن الأعماق , أو في أحراش اللاشعور, لحب الظهور ومعانقة الأضواء , ورؤية الآخرين لنا بعيون الإعجاب والرضا . وإذا كنت أعتقد فيما يشبه الجزم بأنه لا أحد يستطيع أن ينكر تلك الرغبة الخرساء التي تضج بها دواخلنا , إلاّ أنه في ذات الوقت يجب أن نعترف أن تلك الرغبة أو ذاك التطلع حق مشروع , وليس فيه ما يعيب , ولكن المشكلة تكمن في النفوس المأزومة التي تحاول من خلال ذلك التطلع أن تبحث عن مخرج لمشاكلها النفسية , والاجتماعية من جهة , أو تحاول تصدير مشاكلها العاطفية , والشخصية للآخرين من جهة أخرى .!

الحقيقة أن ذلك البريق يأخذ صوراً متعددة من الخدمات الأدبية المجانية , التي يتطوع , أو تُطلب من بعض الذكور الإنترنتيين في تقديمها للإناث الراغبات في تحقيق ذواتهن الأدبية والفكرية ! ذلك البريق الذي يغري الكثير من الإناث بتحقيق أحلامهن الأدبية عن طريق متابعة الكاتب الفلاني المنتمي إلى الإعلام الحقيقي وقنواته المختلفة لعل وعسى أن يجدن لهن مكان في ساحة المشهد الثقافي الحقيقي ! ذلك البريق الذي يغري الكثير من طواويس الإنترنت على استعراض ذيولهم الزاهية الألوان أمام الجمع الغفير من الإناث !

ولذلك يمكننا القول بعد هذا أن أخطر مشكلة تواجه هذه الشريحة هي مشكلة " الفراغ العاطفي ! " ذلك الفراغ الذي تزيد نسبته قليلاً عند الإناث أكثر من الرجال بسبب مشكلة الاحتواء الأسري المفقود التي أشرنا إليه سابقاً .

أن الفراغ العاطفي بدا حقيقة يأخذ صوراً وأشكالاً متعددة ومخيفة في عالم الإنترنت فتارة يبدو على شكل أنثي اتخذت من الإنترنت ملجأ وسكن دائم تقيم فيه 24 ساعة , وكأنها وجدت في ذلك العالم الافتراضي الخلاص من العالم الحقيقي ! وبالمناسبة بدأت هذه الظاهرة تتزايد بين الإناث بشكل خطير الأمر الذي تحتاج معه إلى دراسة مفصلة . وتارة يبدو على شكل مثقف يحاول أن يسبح عكس التيار , ويمارس الغواية الفكرية والثقافية على حساب الدين , والعقل , والمنطق , والعرف , حتى يلوي الأعناق ! وتارة ثالثة تبدو على شكل " ذكر أنترنتي صياد " ينتقل من فرس إلى آخر , ومن زهرة إلى أخرى ليروي ظمئه العاطفي المتزايد ! أو " أنثى إنترنتية صيادة " تنتقل من هالك إلى مالك .! الأمر الذي يجب علينا معه تذكير ذلك " الذكرالإنترنتي " بأن تلك الممارسة ليست من الفروسية في شيء , فضلاً على أنها لا تمت للرجولة بصلة . بل أنها دليل ومؤشر على الفراغ الروحي والعاطفي اللذين يملأن العين والقلب . ونذكّر الأنثى الإنترنتية التي تفتح عقلها وقلبها , وتمنح عواطفها بسخاء لكل من هبّ ودبّ ! أن قلبها وجسدها وديعة يجب أو يفترض أن تُرد إلى صاحبها الحقيقي طال الزمن أو قصر .

ومع شفقتي على هؤلاء الجوعي فكرياً وعاطفياً , والذين يحاولون ردم كل العاهات والفراغات النفسية والعاطفية أجدني أمام أسئلة تبحث عن إجابات شافية :

هل نحن أمام نوع جديد من أنواع الإدمان اسمه إدمان الإنترنت ؟

وإذا كنا فعلا قد وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة من الإدمان فما هي الحلول ؟

وهل تسمّر الكثير وبالذات من الفتيات أمام شاشات الكمبيوتر على مدار الساعة هل هو هروب فعلي من رعب , وأزمات , ومآس العالم الحقيقي التي لا تنتهي ؟

أم أن القضية أصبحت مجرد عادة سيئة تضاف إلى بقية العادات السيئة ؟

وهل سيخلق لنا " الإنترنت " جيل مشوّه فارغ , ومُفرّغ من المحتوى والعواطف الحقيقية ؟

حسناً .. إذا كانت الأسئلة سهلة كما يقال فإن الإجابات صعبة , وتحتاج إلى بحوث , ودراسات , واستبيانات للوصول إلى نتائج دقيقة أو شبه دقيقة .

وآخر الأسباب المهمة , والمفصلية , والذي تعمدت تركه في الأخير , والذي ساهم بشكل مباشر في وجود هذه الشريحة , هو الصورة الجاهلية لدى الكثير من الذكور عن المرأة , تلك الصورة القديمة التي يتوارثونها أباً عن جد , وهي تلك التي تصوّر المرأة على أنها مجرد وعاء للشهوة فقط .! تلك الصورة الظالمة , والبائسة التي تختزل كل اهتمامات وطموحات وتطلعات المرأة التي لا تختلف عن اهتمامات , وتطلعات , وطموحات الرجل في صدر عامر , وشفة مكتنزة , وشهوة عابرة !

حسناً ! لا أريد حقيقة أن أعمّم لأن كل التعميمات خطيرة بما في ذلك التعميم نفسه كما قال الكسندر الأب , ولكن يؤسفني حقيقة أن أقول أن الغالبية العظمي من الذكور لا ينظرون للأنثى إلاّ من خلال موضع الرغبة , أوالشهوة ! بما في ذلك بعض السادة المثقفين أو أدعياء الثقافة إذا أردنا الدقة ! ومن هنا لا نستغرب وجود هذه الشريحة التي تمارس عميلة الصيد تحت غطاء الثقافة , ومظلة الأدب !

وغني عن الذكر أن الرجل الذي ينظر إلى المرأة شقيقة الرجل كما بين ذلك رسول الهدى ـ صلي الله عليه وسلم ـ والتي كرّمها رب العالمين , وكفل لها حقوقها كما كفل حقوق الرجل , والزمها كما الزم الرجل بمجموعة من الحقوق والواجبات هذه النظرة أنه رجل غير جدير بالاحترام , ولا يستحق أن يُعطى أي نوع من أنواع العاطفة .

وربما من المناسب هنا الإشارة إلي أن " الذكر الغربي " لا يختلف كثيراً عن " الذكر الشرقي " في تلك النظرة الدونية للأنثى , ولست مع وهم الواهمين الذي يقول بأن الانفتاح الجنسي , والحرية الغربية المبتذلة في هذا الجانب والتي استباحت المرأة بكافة الطرق قد خففت من غلواء تلك النظرة " الفرويدية ! "


وأخيراً , وقبل أن أسدل الستار على هذه الشرائح , أريد أن أوضح حقيقة اعرفها كما اعرف نفسي , ألا وهي أن كل ما كُتب هنا ليس إلاّ مجرد مقدمة أو رؤوس أقلام كما أشرت في بداية حديثي عن هذه الشرائح , حيث أن هذه النماذج أو الشرائح الإنترنتية الفاسدة , ومعها أيضاً الكثير الذي لم يذكر هنا تحتاج إلى بحوث مستفيضة تعني أسباب وجودها , وكيفية طرق علاجها , وأعتقد أن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولي على عاتق الباحثين المتخصصين في العلم الذي يعرف بـ الأنثروبولوجيا أو " علم الإنسان " .


وفي ختام هذا الحديث أود تذكيركم , وتذكير نفسي بحقيقة لا يجب أن نغفلها أو ننساها , وهي أننا كمجتمع عربي يعاني حقيقة من الكثير من النقائص والعيوب شأننا في ذلك شأن أي مجتمع بشري , والكمال لله عز وجل , ولكن أن تتحول تلك العيوب أو النقائص إلى ظواهر اجتماعية خطيرة تؤدي إلى نتائج مدمرة على الفرد والجماعة , فهذا أمر غير مقبول , وليس من العقل , أو المنطق في شيء إظهار الإيجابيات , والتطبيل لها , والتواري عن السلبيات بحجة العبارة القبيحة التي تتعذر باستحالة إصلاح الكون !

أننا كمجتمع مسلم مأمورين بتفعيل كل الآيات القرآنية التي حثت على قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وكل الأحاديث النبوية الكريمة التي تهدف إلى تكريس حديث " المرآة " كي تتحقق الخيرية المشروطة لأمتنا الإسلامية .

فهل نحن فاعلون ؟
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس
  #18 (permalink)  
قديم 02-06-2011, 14:31
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 194
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !

مدرك / تواجدك ومتابعتك محل تقديري .. تحية تليق بك .


كاتب عمومي / استمتاعك بالقراءة يسعدني .. وأرجو أن لا تحرمنا تواجدك .


الطهر / تعليق ينمٌ عن حكمة , ووضوح في الرؤية ..سعدت بتواجدكِ .


صقر بن محمد / سعيد بهذا التواجد .. وأهلا وسهلا .


ريام / اشكر لكِ مروركِ , وندى حسن ظنك ..كما أرجو إسعادنا بتواجدكِ .


درواس / ولمِ لا أصدقك ؟ قرأت حقيقة النسبة الكارثية ! , ولكن كما تعرف يظل موضوع النسب , والإحصائيات عليه ما عليه من تحفظات ..تشرفت بمرورك .


هديل الجرح / دهشتكِ محرّض جميل للمزيد من الكتابة , وباعث حقيقي من بواعث سعادتي .. دمتِ كريمة .


ليس بعد / ثق تماماً أن تعليقك على جهدي المتواضع من دواعي سروري , وكم أنا بحاجة إلى تفاعل أمثالك الذين يثرون ويضيفون للموضوع ولي شخصياً .

طبت وطابت حروفك .


تائهة بك / سعيد بهذا المرور الأنيق , ومشكورة على الدعوة الرقيقة . ولكِ مثلها وأكثر .


صمت / مرحباً بك , وبعودتك " للبوح " من جديد .. سعيد جداً بتواجدك الكريم .


رؤى / وبُورك فيك , وأجزل لكِ المثوبة ..ممتن لحضوركِ النبيل .
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس
  #19 (permalink)  
قديم 03-06-2011, 15:19
الصورة الرمزية هديل .
.
 
بداياتي : Oct 2008
المشاركات: 3,847
تقييم المستوى: 20
هديل . will become famous soon enough
افتراضي رد: نماذج إنترنتية فاسدة !


كنت أنوي إقتباسهم شريحة شريحة و مشاركتك الحديث عنهُم ,
لكنّك كُنتَ مُلمًّا للدرجةِ التي جعلتني أرى أنّك قد قُمت على ذكر كُلّ نقطةٍ كنتُ أريدُ الحديث عنها هُنا .

تبارك الرحمن يا سموّ

..
____________________________________




"أجيب لك قلب ثاني منين؟"

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1