الحَال , محضُ مأساة !
و التصاريح لا زالت تتوالد , كأبناء الزنا !!
بينما يموتُ من الخوف و الجوع حتّى الآن ..
أكثر من نصف السكّان المُحاصرين إمّا في بيوتهم أو بيوت لا تمت لهم بصلة .
حريٌّ بقصرِك يا ملك الشعب أن يؤوي المُختبئين في المحطّات و قصور الأفراح !
حريٌّ بطائراتك و سيّاراتك أن تُعفيهم السباحة باحترافية الأسماك وسط القاز و العفن و مياه الصرف المختلطة بالمطر !!
حريٌّ بوقفةٍ تتجاوز النُسخ التي وزّعت على الصُحف ,
أن تُهدّأ فعلاً من روع النساء و الأطفال و المتآكل عمرهم بالشَيب .

في موقفٍ مهيبٍ بطَل ...
وقف المتطوّعين في صباح السابعة .
عند ذات نقطة التقائهم في الكارثة السابقة ,
يقدّمون يد العون بصورةٍ تُثلج الصدر و الله .
في موقفٍ شجاع لا تقدرون عليه ...
ربَط شبابنا أجسادهم بحبال الغسيل ,
و تفرّقوا فالشوارع يمنعونها من ابتلاع البشر !
في موقفٍ جبان ... جبان , جبان !!
وقفَت طيّارات الدفاع المدني , تلتقط الصُور .
بينما تَصرخُ تلك المرأة : خذوا لو ولدي على الأقلْ .
هنيئاً لكَ بطانتك يا ملك .
هنيئاً هذه الدولة البهيّة اللامشوّهة .
هنيئاً هذا الثُقب الفضيع الذي فضح 212 تصريح حشوتم رؤوس الخوف بها !
و مزّقها أربعاءٌ آخر .
مدّ لخيانتكم لسانَه , و مضَى !!
الآن ...
بينما نحنُ نلعق جراحنا بأنفسنا ,
نطلبُ منكم فقط أن : تختبئوا !!
الرجُل الحقيقيّ دائماً يُطفيء تباهيَ الرجل الجبان !
أبناء جدّة ينقذونها الآن ..
ف اندسّوا في قصوركم عساها تقي ماء وجهكُم المُهدر .
و إن كان ظنّي أن من لن تؤثّر فيه الأمانة لن يهزّهُ فقدانُ الرجولة !!

[ ]

الفَرق يا سادَة ,
أنّنا أبناءٌ لرجالٍ جبلوا على الأدب و الحشيمة .
و لا يجيدون توزيع الشتائم و الاعتراضات بغثاءٍ و نعيق !
إنّهم يعطونكم بمساعداتهم الصامتة درساً عليه أن يُصيبكم بالقلق لا الأمان من عدم حدوث ثورة !
إنّهم : يتقيّأون الرجاء بكُم و منكم و فيكم بصمتهم هذا !
لا تخافوا !!
لن نخلع أحداً من منصبه ...
أنتم تليقون بدولةٍ ( مُخزية ) كهذه !!

[ ]