العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > قُـبلةْ عَلىً جَبِـينْ القَمَـرْ ..

قُـبلةْ عَلىً جَبِـينْ القَمَـرْ .. نَنَـتَـظِرْ خَـواطِـركُـمْ هُنـَا ..

 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1 (permalink)  
قديم 23-03-2011, 20:57
الصورة الرمزية هديل .
.
 
بداياتي : Oct 2008
المشاركات: 3,847
تقييم المستوى: 20
هديل . will become famous soon enough
Post هَديلْ .







ذاتُ المللِ لا زال بالجوَار ,
ذاتُ السخط لا زالَ ينهشُ كتفَ صَبري بـ قسوَه !
و ذاتُ النظرة التي تُسرفها عليّ أُّمي مُعبّأةً بأفخَر و أجود أنواع الحيرة و اليَأس لم تَبرح عيناها نبعَيُّ السُكّرْ بَعد .
أتذكّرُ بفتورٍ أيّامي !
أستعيدها في ذاكرتي بهدوء .
أكتشفُ أنّي في العشرين من عُمري و أني لا أفلحُ غير التمطّي و التذكُّر كَـ عجوزٍ مُقعده !
و أنْ أشيائي التي كنتُ أُعلّقها و أدوزنُها و أُرتّبها في أماكِنهَا المُناسبة ,
أتَتْ جميعُها بكُلّ حُزنٍ و جَلست بجواري تمسحُ على يدي مرةً و على رأسي مرّةْ .
تصطدمُ بي في الجامعة صديقة ... صَديقةٌ قديمَة جداً . لا أذكرُ متى تعرّفتُ عليها و عند أيّ مَفرقٍ صَافحَنا الوداع .
تصطدم بي : أووه هَديل أهلاً , ظننتُكِ مُتِّ !
أخبرُها أن هذا لم يحدُث بَعد .. أتمنّى لها التوفيق و طيلة العُمر ثمّ أتجاوزها , و سؤالٌ أخرَقٌ لا يتجاوزها معي .
هَل موتي تافهٌ لهذهِ الدرجه ؟
في القاعةِ الباردة كَ صوتي . أجلسُ على ضَجري ليصمت عنّي , و أُنصت .
أُقلّب في الدفتر المُنتصب أمَامي و أنا أحبسُ شتيمةً زرعَتْها طفولة الحَارة في فَمي .
أقرأُ في صفحَاته بعضُ العبارات القَديمة ,
فَ أتعثّرُ بي و لا أجدُ فيني ما يُساعدُني على النهُوضْ .
يصلُني صوت الأستاذة وقت تسجيل الحضور و الغياب , مُعترضةً على اكتفائي بـ ايماءةٍ من يدي , و كأنّه من غيابة الجُب :
هَلاّ أسمعتِنا صوتكِ يا هَديل , بمَا أنتِ مُتعمّقة التفكير دائماً !
: صَوتي رديء و مَعطوبٌ كَ مُسجّلةٍ قديمَةٍ يا أُستاذة . و أوشوشني : كَ صوت فضولكِ تماماً !
أغربُ عن وجهها و أُلقي بثُقل خوائي على أقرب مقعد بينما يتحلّقن بناتُ عمّتي و أختي حَولي !
أعيدُ وشوَشتي : هذا أفضلُ من تحلّق الأصدقاء الكاذبين . رغم الازعاج . لا بأس لا بأس .
تصفعُني ذاكرتي بكَ فجأه , فَ يعتملُ في صَدري البؤس !
ألعنُك رغم أن هذا س يُكتب لي سيئه لا تستحقّ أن أُهدرها من أجلك !
و أنا أشعرُ بطعم " لا بأس " يفسدُ في فمي بفعل البؤس الذي تُطلّ مرارته من بلعومي !
و أغرقُ فيكَ حتّى أذُني .
أستحضرُك بكُلّ الطرق و الهيئات المُمكنة ثمّ أوغلُ في استحضارك كَ سَاحر حتّى أشعرُ بكَ تَتمضمضُ في فَمي كَ الماء الذي أعجزُ عن بصقه وسط هذا المكان .
مُشكلتي الدائمة معك أنّك مذ صادفتني و أنت تقفُ على حافّة فَمي !
أُفكّر أحياناً في صلبْ فَمي و التمثيل بجثّته لأطرد بهذا ازدحامُك عند بابه و في داخله .
تصطدمُ بي صديقة ... صديقةٌ جَديدة ماكرة !
لا أذكرُ متى أصبَحت صديقتي بالضَبط .
تصطدمُ بي : " اللي مآخذ عقلك يا بت " !
: أخبرتُكِ قبل أن تتورّطي بي أن لا عقل في رأسي !
: أتوقُ لرؤيتكِ بـ عقل ! يا ألله يا ألله .
: يا ألله فعلاً , و هل نفعتكم عقولكم يا بني البشر في شيء ؟
عقلُ الرجل يعملُ لكسب المعيشة و كسب النساء ,
بينما عقولكنّ تعملُ لـ التفتيش عن نزوات رجالكن و تخليصهم منها !
: ههههه , كيف حالكِ يا سمراء ؟
: الرتَابة . الرتَابة تنهشُني يا حُميراء !
أنا أشتكي من الرتابَة رغم أنّي لا أملكُ وقتاً للثرثرةِ غير هذه الطاولة الصباحية !
المللُ يرافقني كَ حقيبتي و أفتّشُ عن حماسي داخله بدون فائده !
أُحسّ أنّ لي شعور صبيّةٍ أفسَدها الدلال تشعرُ بالملل حتّى في نزهتها اليوميّه .
السُخرية من كُلّ شيءٍ تتفشّى فيني كَ سرطانْ . و الناسُ تُسقطني من عينها تباعاً لفرطِ نَزقي و استماتَتي في التصغير من حَجم المشَاعر و الأشياء .
أتلَفتني الدُنيا تماماً كَ أسلاك الكهرباء العارية بجوار بركَة ماء .
و أرصفَة الحياةِ فرّت من تحت حذائي المُتباطيء رغبةً في قَبرْ .
أشعرُ أنّ عليكم تعبئتي في عُلب أدويةٍ و وَضعي في كوب ماءٍ كَ مكيدةٍ لمن تكرهون ,
كأولّ كبسولاتْ جلبٍ للتعاسة من نوعهَا !
و أظنُّ و أقلُّ الظن في شَرعي إثم أنّي سَ أنزلُ في الأسواق قريباً كَ أول قَميصٍ لإعلان الكآبة كَ حقٍّ مشروع فالارتداء .
أشعرُ أنّي مُبلّله .......
تباً أنتِ تستَحلبيني بـ انصاتك !!
: عليه أن يعودَ سريعاً هذا الذي يُعطّل صدركِ يا هَديل .
... صفعتني هذه الجُملةُ التي لا دخلَ لها إلاّ بك , بصديقةٍ من الغابرين .
كانَت تُتلفُ التنّور لَ تخبزَ شبعي على يديها .
كانَت تحفُّني كَ صلوات أُمّي و تقلقُ على قلبي كَ جهاز قياس النَبض الذي لا يُغفِلُ خَفقه .
كَانت تخافُ منْ أفعالي خوفَ الأب من ابنه المُراهق !
كانتْ تحبسُني في صدرها ثُمّ تنام , و لا تُفلتُني إلاّ عندَ باب الجَامعة ليُمسك بي ساع بريدُها الذي يصرخُ بي كلّ دقيقه : رسالةٌ جَديدة !
كانت تحفظني عن يميني و عن شمالي و من فَوقي , و تعوذ بالله أن أُغتال من تَحتي !
كانت تُهمّز مَفاصل حُزني حتّى يخدر الوجع و ينام .
كانت .....
تُفزعني صديقتي الماكرة من جديد : " اللي مآخذ عقلك " !!
فَ أجيبُ بِـ بساطه : حَراير .
لِ تُطلّ تفاهة المَوت مرةً أخرى في قولها :
أوووه , ظنتُتها ماتتْ .







____________________________________




"أجيب لك قلب ثاني منين؟"

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1