أفْتقدُكْ ، نَعمْ أفْتَقِدُكْ ، أفْتَقِدُكَ ألفاً فِ الثَانية وملاينَ فِ أَجْزائِها ، أفْتقدُكْ وَكَأَنَّ جُزْئا مِنْ قَلْبِي حَبِيسُ لَدَيْكْ هَذا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَلْبِي بِأَكْملِه ، أفْتقدُ صَوْتَكْ وّأَنَا التَّي لَمْ أَسْمَعُهُ سِوّى مَرَةٍ وَاحِدَة حِينَمَا خَرَجَتْ مِنْ حُنْجَرَتِكْ أَحْرُفٌ تَتَرَاقَصْ بِ إسْمِي ، أَفْتَقِدُ حَدِيثَكْ وَرَسَائِلُنَا التَّي تَمْلأُ شَبَكَاتْ التَّواصُلْ الإجْتْمَاعِي وَتِلكَ الأَسْطُرْ التَّي إِمْتَلأَتْ مَشَاعِرا مُكْتَنَزَةً فِ قِيعاَنِ القُلُوبْ ، أفْتَقِدُ تْلَكَ الحَالاَتْ وَالصُّوَرْ وَتِلْكَ العِبَارَة "جَارِي الكِتَابَة" وَلَكِنْ كَيْفَ لِي أَنْ أفْتَقِدَكْ وَحُضُورُكَ مَا زَالَ يَفْتَرِسُنِي !!
أَ تُصَدِقٌنِي إِنْ أَخْبَرْتُكْ بِأَنَّي مَا صِرْتُ أَبِيِتُ إِلا وَصُورَتُكْ تَرْتَسِمُ فِ عَقْلِي ، أَتَوَهَمُ أَنَّي أُحَادِثُكْ وَأَصَابِعِي مَعْقُودَةُ بِأَصَابِعِكْ ثُمَّ أَهِيمُ بَاكِيَةً إِلَى وِسَادَتِي ، فَوَحْدَهْا وَسَاِئدُنَا لَهَا طَاقَةُ عَجِيبَةٌ تَحْتَمِلُ أَفْكَارَنَا ووَجَعَنَا آلامَنَا وَدَمْعُنُا، تُخْتُلِطُ فِيِهُا أنْفَاسُنَا بِبَقَايَا ذِكرْياتِ لاَ نَدْرِي هَلْ تَلْفُحُ ضَوْءَ الشَّمْسْ أَمْ تَبْقَى حَبِيِسَةَ الظَّلْ مَدَى الحَيَاةْ ..
هَلْ تَدْرِي أَنَّي كُلَّ لَحْظَةٍ أُرَاقِبُكْ وَأَتَطَلَّعُ إِلَى أَخْبَارِكْ ، أَتَفَقَدُ آخِرَ ظُهُورٍ لَكْ فَ إِنْ طَالَ غِيَابُكَ تَألَّمْتْ وَإِنْ تَوَاجَدْتَ اِبْتَسَمْتْ وَإِنْ طَالَ بَقَاؤكَ اِشْتَعَلْتُ غَيْرَةً خَوْفَاً مِنْ أَنْ تَكُونْ تُحَادِثُ غَيْرِي وَأَنَا التَّي فِ العَاشِرْ مِنْ أُغُسْطُسْ وُلِدْتُ مِنْ جَديِدْ وَبَدَأْتُ أَحْسِبُ سِنِيِنَ عًمْرِي وَكَأنَّي قَبْلَكْ لَمْ أَكُنْ عَ قَيْدِ الحَيَاةْ ..
رَأَيْتُ إِحْدَى حَالَاتِكْ وَقَدْ اِحْتَوَتْ تِلْكَ الكَلِمَةُ القَاسِيَة " الفِرَاقْ" ، هَلْ تَدْرِي مَاذَا يَعْنِي الفِراقْ!! هُوَ أَنْ نُهْدَى صَكَ اِمْتِلاَكْ أَشْيَاءْ كَانَتْ تَخُصُّنَا لآخَرَيِنْ وَلَيْسَ لَنَا الحَقُّ بِ المُطَالَبَة بِهَا مِنْ جَدِيدْ ، نَكْتَفِي فَقَطْ بِ النَّظَرْ إِلَيْهَا لَأنَنَا فِ نَظَرْ العَالَمْ قَدْ تَنَازَلْنَا عَنْهَا لِلأَبَدْ وَهَذَا لَيْسَ مَا حَدَثَ مَعَنَا ..
هُمْ افْتَرقُوُا لِأَنَّهُمْ أَشْبَاهُ رِجَالْ اِرْتَبَطُوُا بِ شَبِيهَاتْ نِسَاءْ عَاشُوا فِ كَنَفْ أَشْبَاه المَشَاعِرْ فَ غَدَتْ نَتَائَجُ مُعَادَلَتِهِمْ فِرَاقَاً لَكِنْ نَحْنُ فَقَطْ بَاعَدْنَا المَسَافَاتِ بَيْنَنَا حَتَّى يَسْتَنْشِقَ حُبُّنَا طَهَارَةَ السَّمَاء ، عَامَيْنِ مِنَ العَذَابْ وَعُمْرٌ لآخِرِهِ سَويَّا ، فُسْتَانُ زِفَافِ أَبْيَضْ وَبَذْلَةُ مَرْمُوقًةٌ يَعْقُبُهَا طَفْلٌ صَغِيرْ يُذَيَّلُ اِسْمَهُ إِسْمَكْ وَيَنَامُ كُلَّ لَيْلَةٍ بَيْنَ أَحْضَانِي ...
لاَ تَظُنَّ يَوْمَا أَنَّي أَقَلُ وَجَعَا مِنْكْ فَ لَحَظَاتُ الإِبْتِعَادِ مُؤْلِمَةُ ، قَاتِلَة كَ الجَلْطَة الدَّمَاغِيَّة تُدْمِي كُلَّ خَلايَانَا وَلَا يَبْقَى لَنَا سِوَى الصَّمْتُ فِ حَضْرَة الوَجَعْ ، اِبْتِعَادُكَ يَقْتُلنِي : يَرْفَعُنِي مِنْ فَوْقِ الأَرْضْ حَتَّى السَّمَاءْ ثُمَّ يَتْرُكُنِي أَتَهَاوَى حَتَّى أَرْتَطِمَ بِ الأَرْضِ مِنْ جَدِيدْ ...
أَتَدْرِي كُنْتُ أَتَمَنَّى أنْ أَفْقِدَ الذَاكِرَة عَ أَنْ أَعِيشَ بِذَاكِرَةٍ مَثْقُوبَة تَوَقَفَ فِيهَا النَّبْضُ فِ العَاشِرِ مِنْ سِتَمْبِرْ وَأَخَافُ أَنْ تَعُودَ ذَاكِرَتِي لِتَنْبِضَ فَ أَجِدَ القَدَرْ قَدْ زَفَّكَ لُأنْثَى غَيْرِي فَ أَشْتَهِي المَوْتَ حِينَهَا كَيْ أَنْسَى مَوْعِدَ إَعْدَامِي ، كَيْ لاَ تَلْمَحَكَ عَيْنَايَ وَأَنْتَ تَتَقَدَّمُ فِ إِتَّجَاه آخَرْ حَامِلاً مَعَكَ عُمْرِي كُلَّه تَنْثُرَه تَحْتَ قَدَمَيْهَا ...
كَيْ لاَ أُبْصِرَ أُخْرَى تُشَارِكَكَ قَلْبَكْ ، عَقْلَكْ ، رُوحَكْ وَجَسَدَكْ ، كَيْ لاَ يَطْرُقَ صَوْتَكْ لأُذِنِي وَأَنْتَ تَقُولُ لَهَا "أُحُبُّكْ" وَأَنَا التَّي أَحْلُمُ بِ لَحْظَةٍ أَكُونُ فِيهَا قَرِيبَةً مِنْكً بِمَا يَكْفِي لأَسْتَمِعَ لِنَبَضَاتِ قَلَبِكَ فَهَلْ يَا تُرى سَتَمْنَحُهَا أَسْمَاءَ أَطْفَالِنَا التَّي أَطْلَقْنَاهَا عَلَيْهِمْ فِ لَحْظَةٍ دَافِئَة مُتَأَجَّجَة بِ المَشَاعِرْ وَالحَنِينْ !!
هَكَذَا هِيَ نِهَايَةُ كُلَّ قِصَّةِ حُبَّ لِحَوَّاءْ فِرَاقُ وَجِرَاحٌ فِ القَلْبْ وَأَمْيرُ يُزَفُّ لِسِوَاهَا َولَكِّنَّي أُؤْمِنُ بِأّنَّهُ مَنْ تَرَكَ لله شَيْئَا عَوَّضَهُ الله خَيْرا مِنْهْ وَلآ أَبْغِى سِوَى جَنَّةٍ تُعِيدُ لَمْلَمَتَ أَشْلاَئِنَا مِنْ جَدِيْدْ وَعَقْدُاً يَبْدَأُ بِإسْمَيْنَا وَيَنْتَهِي بِتَوْقِيعِي ~
منار مجدي
10-10-2013
@nour_aleiman